IMLebanon

جعجع يتقدم فهل يقبل عون؟

اللبنانيون مشدودة أعصابهم الى جلسة مجلس الوزراء اليوم والسبب ما يتردد حول احتمالات عديدة قد يلجأ إليها «حزب الله» وحليفه ميشال عون ومعهما الطاشناق و»المردة»… وهي تراوح بين حضور الجلسة والبقاء فيها ومقاطعتها مع التلويح بأزمة مفتوحة، وهو ما يتعارض ومصلحة اللبنانيين الذين يطمحون لإقلاع عجلة العمل الحكومي.

فلا الأوضاع المالية ولا الأوضاع الأمنية ولا الأوضاع الاقتصادية تدعو الى الراحة والطمأنينة ليستمر مجلس الوزراء في إجازته القسرية…

لذلك يجب الرجوع الى الضمير الوطني وتحريك الجمود التشريعي والحكومي بداية ثم انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي المجال الرئاسي، اللافت أنّ ميشال عون وجماعته عندهم نقطة مركزية يتمسّكون بها: لماذا لا يكون عون رئيساً للجمهورية وهو الزعيم الأكبر…؟!

ويضيفون: نريد رئيساً قوياً، وعون هو الأقوى، ويضيفون: فلماذا لا يريده الآخرون رئيساً؟

الإستفتاء الذي أجراه ديبلوماسيان أثبت تفوّق سمير جعجع على ميشال عون… وبالتالي فالكلام من عون وجماعته عن الأقوى والزعيم الأوحد ليس دقيقاً.

كنا نتمنى لو لم ندخل في لعبة الإستفتاء هذه… وكما قال الرئيس ميشال سليمان: لا وضع قانونياً أو دستورياً أو ملزماً لنتيجة الإستفتاء الذي يقول به عون.

وعندما قال جعجع لعون: معروف أنّنا، نحن الاثنان، مرشحان قويان، ولكن من الواضح تعذّر وصول أحدنا، فلنتفق على رئيس توافقي.

فماذا يمنع ميشال عون الذي يقول إنّه الزعيم الأكبر والزعيم الأوحد والساعي لإحقاق حقوق المسيحيين… ماذا يمنعه من أن يمشي بالرئيس التوافقي، سواء أصحّت الاستطلاعات أم لم تصح.

إذا كان فعلاً يريد عون مصلحة المسيحيين فكيف يقبل باستمرار الفراغ الرئاسي حتى اليوم؟ ثم هل أنّ الدنيا كلها تختصر بميشال عون وأصهرته؟!… ألم يعد في لبنان إلاّ ميشال عون ومن يريده عون؟!.

ولفتني أنّ سليمان فرنجية الذي أعجبتني ديموقراطيته ومفادها إذا تفوّق جعجع في الإستفتاء فهو لم يمشِ به، بل يصر على أن ينتخب ميشال عون حتى ولو لم ينل الأولوية.

فهل من سياسي في العالم كله، يفهم أدنى مبادئ العمل السياسي والديموقراطي يقول مثل هذا الكلام؟

باختصار، نرى أنّ الحل للخروج من عقدة الفراغ الرئاسي هي بالأخذ باقتراح الدكتور سمير جعجع فيُصار الى الاتفاق بين الزعامات المسيحية على رئيس توافقي، وعندئذٍ لا يمكن لسائر الأطياف اللبنانية إلاّ أن تمشي بهذا الخيار.