IMLebanon

جعجع: سيكون للسعودية دور مركزي….

 

في ختام زيارته الأخيرة إلى المملكة العربيّة السعودية نهاية الشهر الماضي، نُقل عن رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» الدُكتور سمير جعجع حديثه عن دُخول منطقة الشرق الأوسط مرحلة التسويات. فما هي التسوية التي قصدها جعجع، وما هي فرص تحقيقها؟

بحسب مصدر قريب من «القوّات» فإنّ جعجع فهم من كبار المسؤولين السعوديّين أنّ مساعي كبرى تُبذل حاليًا لأن يكون العام 2018 المُقبل سنة الحلول لمُختلف أزمات المنطقة، وبأنّ هذه التسوية لن تشمل ملفًا دون آخر، بل ستكون مُتكاملة، وخطوطها العريضة تسويات سلميّة موضعيّة تأخذ في الإعتبار مصالح مختلف الجهات المعنيّة بهذه الأزمات. وأضاف المصدر أنّ مسار هذه التسويات ليس مفروشًا بالورود، لكنّ النيّة موجودة، والأهمّ أنّ العمل قائم ميدانيًا لإيجاد الحلول، بتدخّل مباشر من قبل كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. وأضاف المصدر أنّ «الحكيم» تأكّد بأنّه سيكون للسعودية أدوار مركزيّة في تسهيل جزء من هذه الحلول، شأنها في ذلك شأن مجموعة من الدول الإقليمية الأساسيّة الأخرى، وحصل على تطمينات بأنّ أيّ حل إقليمي لن يكون على حساب لبنان على الإطلاق. وتابع المصدر نفسه كلامه أنّ الحلول التي يتمّ تحضيرها، تشمل القضيّة الفلسطينيّة وسوريا واليمن والعلاقات الخليجيّة مع كل من إيران وقطر وأزمة اللاجئين السوريّين وغيرها من الملفّات، وسيسبقها التخلّص من تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل كامل في سوريا والعراق خلال الأشهر المقبلة، قبل الدُخول في مرحلة المفاوضات الحسّاسة بين الدول الكبرى وتلك الإقليميّة المؤثّرة لإيجاد تسويات لن يكون فيها غالب ومغلوب.

وكلام المصدر القريب من «القوات» تقاطع مع معلومات أوساط سياسيّة مُطلعة أشارت إلى إنّ القيادات اللبنانية التي زارت السعودية أخيرًا، وكذلك تلك التي إلتقت مسؤولين ومبعوثين سعوديّين في الأسابيع القليلة الماضية، فهمت أنّ الرياض تُعوّل بشكل كبير على زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، والتي هي الأولى من نوعها لعاهل سعودي إلى روسيا، حيث أنّ هذه الزيارة التي بدأت اليوم الخميس وستستمرّ لثلاثة أيّام، تتضمّن جدول أعمال مُهمًّا ينقسم إلى جزئين أساسيّين، الأوّل مُرتبط بالعلاقات السعودية – الروسية والتي يُنتظر أن تشهد دفعة كبيرة إلى الأمام من خلال توقيع سلسلة من الإتفاقات التجارية والإقتصادية إضافة إلى بحث سُبل تثبيت أسعار النفط وتطوير الإستخدام السلمي للطاقة النوويّة، والثاني مُرتبط بالقضايا السياسية والأمنية في الشرق الأوسط. وأوضحت الأوساط نفسها أنّ القيادة السُعودية ستبحث مع القيادة الروسية في الحُلول المُنتظرة لأزمات المنطقة، وفي طليعتها الحرب في سوريا، وهي تُراهن على دور روسي كبير لإيجاد المخرج السلمي لهذه الأزمة، بعد أن تأكّدت أنّ هذا الملفّ الشائك خرج من يد الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وصار حلّه غير مُمكن من دون إجماع إقليمي وخاصة من دون إجماع دَولي.

ولفتت الأوساط السياسيّة المُطلعة إلى أنّ روسيا ستضغط لإيجاد الحلول المناسبة لأزمة بعض دول الخليج مع قطر، ولوقف كل أشكال العمليّات العسكرية في اليمن، إضافة إلى أنّها ستسعى إلى مُحاولة تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية نظرًا إلى علاقاتها الجيّدة مع الطرفين، وهي ستُطالب أيضًا بقطع كل مسارب دعم الجماعات الإرهابيّة في المنطقة والعالم. في المُقابل  أضافت الأوساط، سترفع السعودية سلسلة من المطالب بشأن ضرورة أن يمرّ الحلّ في سوريا بمبادئ مؤتمر جنيف الأوّل، ولوّ أنّ الأحداث الميدانية على الأرض تجاوزت الحُلول التي إقترحت آنذاك. وتابعت الأوساط أنّ الهدف سيكون رفع شروط التفاوض لتقديم التنازلات لاحقًا، لكن بما يحفظ ظروف الحُصول على الحدّ الأدنى من المطالب، مع حرص كبير هذه المرّة على أن تكون القيادة الروسية وليس الأميركيّة هي الضامنة لأي تسوية في سوريا، بهدف التأكد من حسن تنفيذها!

وختمت الأوساط السياسيّة المُطلعة كلامها بأنّه وعلى الرغم من الأجواء الإقليمية التي تبدو قاتمة في بعض الأماكن نتيجة إستمرار المعارك، ومُحاولات فرض تقسيم بعض الدُول كما يحصل في العراق مثلاً من خلال الملفّ الكردي، إلا أنّ كل أحاديث الجهات الديبلوماسية خارج الإعلام، تتركّز على قرب نُضوج الحلول الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط  ولوّ بعد مخاض عسير.