فيما تنشط الخلافات المسيحية – المسيحية، يستمر البحث عن رئيس جمهورية من دون جدوى، لاسيما بين من كان يتصور ان الاربعة قادرون على ان يوصلوا احدهم الى قصر بعبدا، الى ان تبين ان لا مجال امام وحدانية رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، طالما استمرت قوى 8 اذار مؤيدة له، الى ان تبين ان خلاف المسيحيين مستمر يين عون ورئيس تيار المردة، سليمان فرنجية وهكذا بالنسبة الى خلاف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اضف الى ذلك خلاف الثلاثة على رئيس حزب الكتائب السابق الرئيس امين الجميل الذي لا يزال بدوره مرشحا على طريقته الخاصة، ربما لان بعضهم بدأ منذ مدة الترحم على الرئاسة المارونية التي تكاد تتسبب بتحويل الموارنة الى مشروع خلاف اساسي بين الجميع؟!
وفي حال نشطت المساعي لتفاهم بين عون وجعجع من جهة وبين عون وفرنجية، فان التفاهم غير وارد بين جعجع والثاني بما في ذلك التفاهم بين جعجع والجميل، غير ان الامور قد تنشط على خط جعجع – عون حيث تبين في الساعات القليلة الماضية ان مبادرة الرئيس سعد الحريري باتجاه ترشيح فرنجية قد لا تعود واردة لان الفكرة لم تشمل الاتفاق على وحدة المسيحيين بحسب ما سبق وعرض على عون يوم تردد ان جعجع في هذا الوارد، بما في ذلك تقديم بعض العروض على حساب انسحاب جعجع لما فيه مصلحة عون، خصوصا ان الامور السياسية تتجه نحو الاخذ بوجهة نظر حصول تقارب مسيحي – مسيحي؟!
المهم في نظر البعض تجنب حصول ما يلغي اي طرف مسيحي على حساب طرف آخر فضلا عن اعتبار تراجع جعجع عن الرئاسة مقدمة لمشروع سياسي مسيحيي – مسيحي يفهم منه ان حزب الله سيكون في مستوى بيضة القبان في حال قبل بانسحاب جعجع لمصلحة عون، فيما سيكون سؤال عن موقف تيار المستقبل واللقاء الديموقراطي من مشروع مصالحة عون – جعجع بعكس الرفض الذي قوبل به طلب جعجع من الرئيس سعد الحريري حصول مصالحة بين فرنجية وجعجع كمقدمة لاي حل مرجو من شأنه وضع الامور في نصابها مهما اختلفت الاعتبارات؟!
صحيح ان جعجع قد فاجأ الحلفاء والخصوم في وقت واحد، لاسيما عندما يقال ان الخطوة مدروسة على صعيد حصول التفاهم بين عون وجعجع، وليست مجرد خطوة في المجهول لان جعجع يظهر من خلال التسليم بالرئاسة للعماد عون ان الامور لم تعد تحتاج الى صراع شمولي من الواجب ان يأخذ في الاعتبار مختلف الخلافات السياسية على اساس ما يجب ان يكون عليه التفاهم المسيحي – المسيحي الذي انطلق بداية من ترشيح الحريري للنائب فرنجية، فيما ترى مصادر مطلعة ان جعجع لم يكن ليقدم على خطوة بمثل حجم ما صدر عن لقاء معراب لو لم يكن قادرا على توظيف ذلك مسيحيا؟!
كذلك، لا بد من سؤال عن موقف رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الذي سيجد نفسه مضطرا لان يأخذ في الاعتبار الاكثرية المسيحية حيث سيستحيل عليه القول انه في غير الاتجاه الوفاقي المسيحي – المسيحي الذي سيبقى بعضهم خارجه طالما استمر التباين اما وقد سقط التباين بتفاهم عون – جعجع يكون المسيحيون قد تخطوا وقفة التساؤل ازاء موضوع الرئاسة الاولى (…)
المهم في نظر البعض ان جعجع ضرب الحديد الرئاسي وهو حام، كونه عرف كيف يتقارب مع ألد اعدائه بعكس ما حصل مع فرنجية الذي رفض مد يده الى جعجع على رغم المساعي التي بذلها الرئيس سعد الحريري من لحظة اعلان مبادرته الرئاسية، وما هو اهم من جهة ثانية ان خطوة جعجع جاءت سريعة بدليل التكتم عليها فيما كانت النتيجة اكبر من مفاجأة سياسية بالنسبة لمعظم المعنيين!
يبقى سؤال عن دور بكركي في المشروع الرئاسي الجديد ككل، حيث لا بد من كلام على مسعى ما كي لا تتطور الامور باتجاه سلبي من الواجب تخطيه كما ترى مصادر سياسية حافظت على تساؤلها حتى اللحظة الاخيرة من مشروع مبروك قبل ان تتطور الامور باتجاه ملء الفراغ الرئاسي بعد طول نقار ونقاش في وقت واحد؟!