IMLebanon

جعجع الى باريس… فهل يخرج الدخان الابيض

كل شيء استثنائي هذه الايام .فلا جلسة الحوار الاسلامي-الاسلامي روتينية، ولا لقاءات قادة الرابع عشر من آذار الباريسية عادية، كذلك اجتماع تلك القوى في بيت الوسط. وتطول السلسلة من ردات الفعل بعيد انفجار برج البراجنة وصولا الى مبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. أجواء لافتة كان ينقسها المتداول حول اتفاق بالاحرف الاولى لتبني تيار المستقبل ترشيح النائب سليمان فرنجية وتأمين وصوله الى القصر الجمهوري في اطار صفقة تبدأ من رئاسة الحكومة ولا تنتهي بقانون الانتخابات.

غير ان ما رشح من تصريحات بعد جلسة حوار الامس، وبخاصة ما اعلنه «مواربة» «المرشح المفترض» سليمان فرنجية، قرأ المطلعون بين سطوره تأمينا لظهر الاخير تجاه المحور الذي ينتمي اليه، حيث يتحدث المطلعون على اجواء اللقاءات الباريسية، ان صيغة العرض الحريري جاءت «مشكولة» ومشابهة لما سمعه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون سابقا، ما يعني عمليا رمي الكرة في ملعب الثامن من آذار، وبالتحديد بين مسحييه.

في هذا الاطار، كشفت مصادر نيابية ان اي موقف او اتصالات داخل الثامن من اذار لن تجري قبل جولة الحوار الحادية والعشرين بين المستقبل والحزب، حيث سيطرح ممثلو حزب الله اسئلة واضحة على فريق المستقبل تتناول كل ما هو متداول «دون اي مواربة»، ليظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود، ليبنى عندها على الشيء مقتضاه، خاصة ان ما حصل من احداث اقليمية على الصعيد السوري خلال الساعات الماضية يسير بعكس مجرى سفن المستقبل، وسط ترقب دبلوماسي لتصعيد قد ينسف كل التسويات التي جرى الحديث عنها، في ظل خلط الاوراق الاقليمية ـ الدولية المستجدة بعد الانفلاش الروسي، يضاف اليها ان مؤشرات موقف الرياض لا تشجع على «الايجابية».

وبحسب المعلومات فان اتصالا طويلا حصل ليل امس بين معراب وباريس انتهى الى اتفاق الشيخ والحكيم على عقد لقاء لبحث كامل الملفات خلال الساعات القادمة على ان ينتقل جعجع الى باريس على متن طائرة خاصة للحريري وصلت الى بيروت.مصادر الرابع عشر من آذار افادت بان اللقاء يأتي تتويجا لسلسلة من الاتصالات شهدتها الساعات الماضية شكل محورها باريس- بيت الوسط- معراب، بدد خلالها التيار الازرق الهواجس التي عبر عنها الفريق المسيحي الآذاري، يتقدمه النائب السابق فارس سعيد الذي خصصه الحريري باتصال هاتفي شرح فيه ملابسات ما ينشر ويقال وسبب غياب اي رد رسمي عن المستقبل.

اتصال كان سبقه لقاء مسائي لمكونات «ثورة الارز» عقد في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة جرى التأكيد خلاله على وحدة الصف في الامور الاستراتيجية، وعلى ذهاب الفريق بموقف موحد الى انتخابات رئاسة الجمهورية حيث لن يكون هناك استفراد لاي فريق او تسوية على حساب المسيحيين او مقايضة على منصب او موقع، حتى ان احد الحاضرين ذهب في كلامه الى اعتبار خيار المستقبل واضح لجهة المواصفات الواجب توافرها في المرشح، وسطي، وطني، يحظى بموافقة الاطراف المسيحية، ويعبر عن روحية ثورة الارز.

وسط كل ذلك تبقى التساؤلات الكثيرة، عما اذا كان هناك من «قطبة مخفية» وراء اللقاءات الباريسية، وما اذا كانت نتيجة للتسوية التي تحدث عنها امين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله منذ ايام، والاهم ما ستكون تداعياته على قوى الرابع عشر من آذار التي «افترقت» مكوّناتها في اكثر من محطة ليس آخرها طاولة الحوار الشامل وتشكيل حكومة «المصلحة الوطنية» والمواقف من الجلستين التشريعيتين؟

الساعات المقبلة ستحمل معها الجواب اليقين، الذي تؤكد كافة مكونات ذلك الفريق على ان ما جمعته ثورة الارز لن تفرقه زواريب السياسة الضيقة، اذ ان اي سقوط لفريق من فرقائها في التجربة هو نهاية للجميع، ولما تبقى من انجازات تحققت بالدم.