لا يبدو الهدوء مسيطراًعلى الساحة العونية تجاه حكومة الرئيس تمام سلام فالأجواء التي كانت سائدة ما قبل عيد الفطر لم تتغير اقله في العلن في غياب تسريبات سياسية عن اتصالات تجري بعيداً عن الاعلام لحلحلة الوضع لجهة آلية التصويت داخل الحكومة، وبالتالي وضعية البنود والتراتبية التي يريدها كل فريق، وتقول مصادر نيابية انه حتى الساعة لم تتم عملية تسجيل واحدة لحلحلة الوضع المتأزم خصوصاً بين التيار الوطني الحر ورئيس الحكومة، فلا الرئيس نبيه بري حرك عجلات وساطته في الوقت الذي تتطلب وضعيته من يحرك تفعيل علاقاته مع العماد ميشال عون التي هي في الاساس مأزومة ليس على خلفية اعمال الحكومة فحسب انما منذ سنوات بدت العلاقة بين الرجلين غير مستوية وحاول حزب الله مراراً شدشدة واعادة ما تيسر من مودة بين الطرفين.
وتعتبر هذه المصادر ان تحرك حزب الله حتى الساعة باتجاه الرابية لم يسجل اتصالات واضحة في هذا الاتجاه بالرغم من التعويل القائم في هذا الاتجاه الوحيد بعد زيارة الدكتور سمير جعجع الى الرئيس سلام والتي لم يرشح منها شيء ايجابي حتى الساعة، وتلفت هذه المصادر الى انه فيما خصّ تحرك جعجع بين عون وسلام لا يبدو انه سيستكمل بعد الاتصالات التي جرت في السعودية بين رئيس حزب القوات اللبنانية والمسؤولين السعوديين ذلك ان هذه المصادر تتوقع ان يبتعد جعجع بعض الشيء عن هذا الخلاف بين عون وسلام والتقيد بأحكام ورقة النوايا بين التيار والقوات والتي تسهل الهوامش فيها عمل جعجع وعون على حد سواء في القضايا التي لم تذكرها الورقة.
ويقول مصدر رفيع ومأذون له في التيارالوطني الحر ان لا شيء جديداً بخصوص هذه المسألة وكذلك عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، وهذا المصدر الذي التقى العماد عون مساء أمس اوضح التالي: على حد علمي لم يتغير شيء في الحالتين لا في العمل الحكومي ولا المجلس النيابي ولا موقفنا الثابت الذي تم اعلانه من قبل العماد ميشال عون وتكتل التغيير والاصلاح مشيرا الى ان رئيس الحكومة كان قد اعلن قبل عيد الفطر انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء بعد العطلة وهذا من حقه ولكن من حقنا ايضاً الحفاظ على الثوابت التي تم اعلانها، وبخصوص دعوة المجلس اوضح ان ليس لديهم القدرة على هكذا خطوة.
اما على صعيد الوساطات فان المصادر النيابية لا تتوقع ان تكون الامور سهلة لجهة تبريد الوضع الحكومي والاتفاق على الية جديدة في ظل مواقف متشددة من الطرفين وكافة الشخصيات المؤهلة للقيام بالاتصالات اللازمة غائبة كلياً عن السمع ولا يبدو في الافق ما يبشر بقيام جهة فاعلة بهذا المجهود ذلك ان اخفاقها يزيد الامور تعقيداً والحديث عن مبادرة من قبل حزب الله غيرمنظورة حتى الساعة الا اذا حصلت مفاجآت في الليلة الماضية تؤهل قيام تكتل التغيير والاصلاح خلال اجتماعه الاسبوعي بخطوة الى الامام تحفظ للجميع امكانية وجود فرصة للتلاقي، ولا تعمد هذه المصادر الى التخفيف من قوة تداعيات الاتفاق النووي على الساحة اللبنانية وامكانية ان يكون الوضع متصلبا اكثر الى الحد الذي يعول كل طرف عليه، ذلك ان الساحة اللبنانية اصبحت متصلة الى حدود معرفة معركة عدن في اليمن وسيطرة التحالف السعودي عليها او معركة الزبداني واقتراب حسم الجيش السوري وحزب الله لها في القريب العاجل كرد على ما تحقق في اليمن للمحور الآخر وهذا يزيد المسألة اللبنانية من كافة جوانبها تعقيداً بعيداً عن العامل الامني المفروض هدوءاً ليس من السلطات اللبنانية انما وفق عاملين:
1- فرض الخارج الستاتيكو الامني على خلفية الحاجة التي اصبحت معروفة بجعل لبنان واحة آمنة للآلات الامنية الغربية لادارة تقسيم المنطقة والمعارك الدائرة فيها.
2- وفي الجيش اللبناني ويقظته لماتخططه التنظيمات الارهابية في الداخل واحباطه لعشرات الاعتداءات والقائه القبض على الكثير من الخلايا النائمة في الداخل.
وبحسب هذه المصادر فان جملة من التحولات المحورية قادمة على المنطقة ككل ولبنان ليس بعيداً عنها خصوصاً في ظل الرفض السعودي للاتفاق النووي والخطوات التي تعتزم ان تتخذها حيال ايران وحلفائها بمن فيهم حزب الله في لبنان وسوريا، لذلك فان هذه المصادر تتوقع اياماً ساخنة على الساحة اللبنانية ويمكن ان لا تقتصر على التسخين السياسي ويتمثل بالاغتيالات والتفجيرات الامنية كنتيجة طبيعية لهذا الرعب المتوازن في المنطقة والذي تقوده كل من السعودية وايران ومن هنا فان امر ترسيخ العمل الحكومي في البلاد غير قابل للحياة في هذه الايام المصيرية وكل فريق يقف خلف متراسه الاقليمي تمهيداً لتوضيح الصورة!