IMLebanon

جعجع لن يستثني أحداً… والأحد لناظره قريب!

 

 

إنتهى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من خط كلمته التي سيلقيها غداً، وستلخص خريطة مواقف حزبه على كل الأصعدة. كذلك، استعدت معراب لاستقبال أكبر عدد من المشاركين في قداس شهداء “المقاومة المسيحية” هذه السنة، ولن يتضمن الحضور ممثلاً لرئيس الجمهورية ميشال عون على خلفية أنّ كلمة جعجع أحرجت ممثل الرئيس العام الماضي.

 

سبعة عناوين أساسية تلخص كلمة جعجع في الذكرى التي ينظمها “الحزب” تحت عنوان “ما راحوا”، في معراب. جعجع لن يطلق ما وصفه البعض بـ”معارضة الداخل” ولن يروي حكاية غير مقتنع بتفاصيلها كما روج آخرون، بل كما جرت العادة، سيستهل جعجع حديثه بكلماته الوجدانية والتحية الى روح الشهداء، متوجهاً إليهم بالقول: “راحوا من الوضع السيئ والهريان الذي يعاني منه البلد، إلّا أنّ تضحياتهم وشهادتهم أبقت الوطن وستستمر بالدفع لقيام الجمهورية القوية التي استشهدوا من أجلها”.

 

لن تمر حادثة طائرتي الضاحية الجنوبية من دون أن يتطرق جعجع الى أهمية “القرار الاستراتيجي” الذي يجب أن يكون ممسوكاً من جانب الدولة اللبنانية، مشيراً إلى الإستهتار وعدم المسؤولية التي يتعاطى بهما المسؤولون إزاء المواضيع الحساسة المتعلقة بسيادة لبنان واستقراره وأمان كل اللبنانيين، خصوصاً أنّ مسائل الحرب والسلم، والسيادة والاستقلال لا تتجزأ، وحان وقت التعامل معها بمسؤولية وطنية لأنه من المرفوض أن يبقى القرار خارج نطاق الدولة، ومن المرفوض أن يستمر الشعب اللبناني بدفع أثمان غيره على أرض لبنان، بسبب نية قوى سياسية باستباحة الأرض اللبنانية لحسابات غير لبنانية.

 

لهجة جعجع ستكون حادّة جدّاً في ما يتعلق بقيام الدولة ومحاربة الفساد والعمل بحسب القوانين واحترام الدستور. وسيتوجه الى من يتمسك بمبدأ المحاصصة ويبتعد عن المعايير المطلوبة لقيام دولة فعلية، خصوصاً أنّ الوضع بات يتردى أكثر وأكثر بسبب المجموعات السياسية التي توعدت أن تغيّر ذهنية الفساد عند استلامها السلطة، ليصبح الوضع أسوأ منذ استلامها ما أدى الى “قرف” المواطن نتيجة انهيار الدولة أمامه واستخفاف القوى السياسية بتحمل مسؤولياتها الوطنية.

 

لن تغيب عن الكلمة تداعيات انتخاب عون رئيساً للجمهورية، وقد يترك كلامه في هذا الصدد شرخاً في البيت العوني، مع وجود فريق في “الوطني الحر” يؤمن بالمصالحة ولا بد أن يقتنع بكلام رئيس “القوات”. وسيشرح جعجع الأسباب التي دفعت الى انتخاب عون من مبدأ الرهان على ضرورة بناء الدولة والشراكة انطلاقاً من ثوابت الترشيح التي أعلنها أمام عون في معراب. وكان رهان “القوات” أن يقلص انتخاب عون حجم الدويلة انطلاقاً من تعهده بتطبيق المبادئ العشرة التي أُعلنت، إلّا أن الأمور جرت بما لا تشتهيه “القوات”، ما منعها من تطبيق الاستراتيجية التي كانت قد حددتها لدعم العهد.

 

العنوان السادس في كلمة رئيس “القوات” سيكون عن “الخفة السياسية وبهلوانيات بعض الأطراف السياسية التي تتعاطى من دون مسؤولية، ضاربةً القيم السياسية طول الحائط وعرضه، وتسير باتجاه إثارة الفتن السياسية.

 

أمّا العنوان الأخير فيتعلق بـ”القوات اللبنانية” ومقاربتها للأمور بمسؤولية وطنية، والتزامها بالقوانين والدستور، وتشكيلها نموذجاً يحتذى به، وقد برهنت ذلك نيابياً ووزارياً في ممارسة الشأن العام. كما أنّ “القوات” تهتم بالشراكة الحقيقية وفق شروط معينة، لأنه لا يمكن تحقيق شراكة وتمثيل مسيحي حقيقيين من دون وجود الدولة وفي ظل سيادة منتقصة. ويختم جعجع كلمته بتحية إلى الشهداء الأبرار وإلى روح البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي يعني لـ”القوات” ما يعنيه.