IMLebanon

ترشيح جعجع لعون يخلق توازناً مسيحياً إرباك في “المستقبل” وقلق جنبلاطي

أدى الحديث عن احتمال اقدام الدكتور سمير جعجع على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية الى ضجة تعيشها الكتل والقوى السياسية في الايام الاخيرة. وبات هذا الموضوع يحتل صدارة مناقشات داخلية وجانبية تخطت حدود لبنان.

ويقول سياسي عتيق واكب جعجع منذ ان تعرف إليه مرتدياً البزة العسكرية، ان الرجل قد يرشح عون علناً ويسير به الى البرلمان، رغم مشكلات سيواجهها بسبب هذه الخطوة مع حليفه ” التيار الازرق”.

وبعد انشغال الشارع السياسي بنتائج “حواري الاثنين” اول من امس ونجاح الرئيس نبيه بري في تحقيق الحد الادنى من غسل القلوب وتلطيف الاجواء الاعلامية بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس كتلة ” الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ستعود الامور بين الطرفين الى الستاتيكو المعهود والذي درج فيه كل طرف على اطلاق رشقات الرد القاسي، كلما تناول احدهما رأس قيادة الجانب الآخر وصولا الى السعودية وايران.

ويظهر ان الجميع اتفقوا على مرتكزات التهدئة الداخلية وادارة المرحلة على قاعدة مواصلة الحوار وتفعيل عمل الحكومة التي ستمر غدا بامتحان جديد في ضوء ما سيسلكه وزراء “تكتل التغيير والإصلاح”. وستؤشر معطيات الجلسة الى مسار عمل مجلس الوزراء في السنة الجديدة التي اعادت بدءاً من ايامها الاولى الحرارة الى الاستحقاق الرئاسي والدفع به الى الامام، ولا سيما بعد الحديث عما سيقرره جعجع في هذا الملف، لأنه في حال ترشيحه عون رسمياً سيكون آخر من يقدم على تدمير الجدران القائمة بين 8 و14 آذار وسيلتقي و”حزب الله” على اسم ميشال عون في صندوقة الاقتراع، الأمر الذي لن ينزل بردا وسلاما على الرئيس سعد الحريري وحزب الكتائب والشخصيات المسيحية المستقلة ويولد مساحة من القلق عند النائب وليد جنبلاط، وصولا الى الرئيس بري الذي سبق ان ردد مرات ان هذه المسألة عند الموارنة وما على اقطابهم الا الاتفاق على شخصية واختيارها والسير بها إلى قصر بعبدا.

في غضون ذلك لا تخفي جهات سياسية ودينية في الشارع المسيحي ترقبها لما سيقرره جعجع نهائيا في هذا الشأن الذي يعيد الى المسيحيين توازناً تتطلع إليه شرائح واسعة إلى اتمامه بين “التيار الوطني الحر” و” القوات” ونشوء ثنائي جديد على غرار ” الثنائي الشيعي” الذي اثبت نجاعته في اكثر من استحقاق ومحطة صعبة مرت بها الطائفة الشيعية.

وقبل الحديث عن ترشيح معراب لعون، ترى جهات مسيحية ان هذا الامر سيسبقه حدوث اتفاق بين الطرفين على طريقة تنظيم البيت المسيحي اولاً وصولا الى توزيع السلطة والمكاسب التي يمكنهما تحقيقها في الانتخابات النيابية على سبيل المثال، بدل الاتكال على المكونين السني والشيعي في اكثر من دائرة . وستصبح لهما الكلمة النافذة في شكل قانون الانتخاب انطلاقاً من أساس مسؤوليتهما في تمثيل 64 نائبا مسيحياً.

ويلاحظ أن صقوراً في “المستقبل” ما زالوا يرددون ان ثمة أبعاداً لدى جعجع يمكن أن تمنعه من تنفيذ هذا ” الانقلاب”، ولا يهملون احتمال أن يدخل ما يفعله في باب التهويل السياسي من أجل قطع الطريق نهائياً امام ترشيح النائب سليمان فرنجيه، الذي لن يغادر حدود زغرتا في السياسة والانتخابات النيابية اذا تمت ولادة الثنائي المسيحي المنتظر.

وامام مشهد خلط الاوراق، يراقب “حزب الله” من بعيد التقارب بين جعجع وعون، وهو واضح منذ البداية في عدم سحب تأييده لترشيح عون رغم أن مفتاح قصر بعبدا بدا في الايام الاخيرة في جيب جعجع الذي يتقن فن جذب الأنظار اليه وإشغال حلفائه قبل خصومه.