IMLebanon

عهد الصهر جبران باسيل

 

منذ 9 سنوات كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد ادّعى على شارل ايوب رئيس تحرير الديار بتهمة كتب مقالات مسيئة للعماد عون، وواقع الامر ان المقالات لم تكن ضمن حدود القانون. ومع ذلك قام العماد ميشال عون باسقاط حقه. فما الذي جرى منذ 9 سنوات بعد اسقاط العماد عون حقه في الشكوى على شارل ايوب والديار.

على مدى 9 سنوات كانت الديار تنشر صور وكلام العماد ميشال عون في الصفحة الاولى، كان اجتماع كتلة التغيير والاصلاح يجري كل يوم ثلثاء بعد الظهر وكنا كل يوم اربعاء نخصص نصف صفحة لابراز نشاط واجتماع تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون.

على مدى 9 سنوات بعد اسقاط العماد عون حقه لم نتوجه الا بكلام ايجابي حفظا للجميل على الموقف النبيل للعماد عون.

وجاءت معركة رئاسة الجمهورية، وقبلها طوال 8 اشهر، وفي ثماني حلقات تلفزيونية قمت كشارل ايوب بتاييد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وايدت الديار ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

ومع انني من قرية هي كهف الملول قرب زغرتا، والوزير سليمان فرنجية هو زعيم في المنطقة، ويحافظ على حقوق اهل القرى برعاية ممتازة، مع ذلك قمت بتأييد العماد ميشال عون في جريدة الديار على مدى شهرين لانتخابه رئيسا للجمهورية.

هكذا امضيت كشارل ايوب وجريدة الديار 9 سنوات بعد اسقاط العماد ميشال عون حق الشكوى ضدي وضد جريدة الديار.

تم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، فقلنا سننتظر وعد التغيير والاصلاح وكيف سيجري، والعماد عون شعاره كان ضرب الفساد وتفعيل المؤسسات ومنع هدر المال العام. فاذا بنا امام عهد هو عهد الصهر جبران باسيل. يقرر التعيينات المسيحية جبران باسيل كما يريد، جبران باسيل ملك وزارة الطاقة، يتسلم قطاع الكهرباء والمياه والنفط ويعد الناس بالكهرباء خلال سنتين منذ عام 2009، ونحن سنة 2018 والتقنين في الكهرباء 12 ساعة.

ترك وزارة الطاقة وسلمها للوزير نظاريان تحت امره، ثم سلمها الى سكرتيره سيزار ابي خليل، وبتنا في عهد الصهر، عهد الصهر الذي لا يرى خلافا ايديولوجيا مع العدو  الاسرائيلي، وان لا مشكلة عنده بالنسبة لوجود اسرائيل وحقها في العيش بأمان.

قمت انا شارل ايوب بكتابة مقال ضد تصريح الوزير جبران باسيل، وقررت اجواء قصر بعبدا الادعاء عليّ، وتحرك احدهم، وكان كلام بعبدا ما هي الضمانة، لقد اسقطنا حقنا منذ 9 سنوات بشكوى ضد شارل ايوب، وها هو بعد 9 سنوات يهاجم الوزير باسيل فما هي الضمانة.

الضمانة يا فخامة الرئيس انه طوال 9 سنوات حملناك على الاكف ونشرنا تصاريحك في الصفحة الاولى وكل نشاط التيار الوطني الحر، وكل نشاط العونيين وكل تصريحاتك، الضمانة اننا التزمنا بمعركة رئاسة الجمهورية معك، ضد زعيم منطقتنا الوزير سليمان فرنجية، الضمانة اننا لم نقل الا كل كلام ايجابي عنك وعن مواقفك، الضمانة اننا قمنا بخطوات رد الجميل بـ 9 سنوات كلها ايجابية تجاهك وتجاه حزبك والوزراء في حكومتك.

نحن يا فخامة الرئيس ليس في عهد الاصلاح والتغيير، نحن في عهد الصهر، نحن في عهد جبران باسيل، هو يقوم بالتعيينات المسيحية كما يريد، هو يقوم بتلزيم اتفاقات مع شركات كهرباء دون مناقصات، هو يريد ان يدير العهد والحكومة والمجلس النيابي وكل شيء.

منذ اسبوعين سمعت خطابا له يتحدث فيه عن نضاله كجبران باسيل، فسألت نفسي عن اي نضال يتحدث جبران باسيل واين ساحات القتال التي خاضها، تذكرت نفسي كأنني من دون تاريخ نضال، نسيت انني كنت في عمر 24 سنة واقود طائرة حربية فوق سد القرعون، وجاءت الطائرات الاسرائيلية تمنعني من التوجه ابعد واكملت تحليق طائرتي باتجاه صيدا وقررت ان تسقطني طائرة العدو الاسرائيلي بصاروخ، ولم يحصل. ولم اكتب مرة واحدة في جريدة الديار عن نضال قمت به. عن اي نضال يتحدث جبران باسيل، في قصره في اللقلوق، في مصاريف السفر الدائمة لجلب بضعة اصوات مسيحية في الاغتراب تحت عنون احياء الدور المسيحي في لبنان واساس الدور المسيحي في لبنان يكون بمقدار ما يكون عربيا طليعيا ضد العدو الاسرائيلي، ليست المسيحية بالعدد بل بالموقف، المجاهدون الذين حرروا جنوب لبنان يحق لهم التحدث عن النضال.

المسيحيون الذين هاجمهم ياسر عرفات وفتح مع الفلسطينيين في قراهم وهم ليس لديهم اسلحة لهم الحق في الحديث عن النضال، اما ما هو نضال الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة حيث وعد بالكهرباء ولا كهرباء ام عن سدود مياه وليس من سد مياه واحد ولا نطلب سد مياه بل هنالك محطة ضخ مياه في الضبية اقامها الرئيس الراحل كميل شمعون. فماذا فعلت طوال 9 سنوات في وزارة الطاقة ولم تنشء مضخة مياه واحدة باتجاه طرابلس او صيدا او بيروت.

ماذا عن نضال جبران باسيل في قطاع النفط وتأخير تلزيم النفط سنوات وسنوات، وتقطيع البحر الى 10 قطع ولا يريد استخراج الا قطعتين، ماذا عن نضال جبران باسيل في نيجيريا عند الشاغوري وقد وقع في حادث سيارة، وهل النضال وهو في نيجيريا عند الشاغوري.

ماذا عن نضال جبران باسيل وهو يختار المرشحين على لوائح التيار الوطني الحر وفق مقاييس يعرفها تماما، وبات الشعب اللبناني يعرفها، وطبعا ليست ثقافة وفكراً وعلماً.

نحن في عهد الصهر، نحن لسنا في عهد المؤسسات، نحن في زمن عدم وجود لدينا اي مشكلة ايديولوجية مع اسرائيل وفي زمن ان اسرائيل ليس لدينا مشكلة بوجودها وبحقها في العيش بأمان، لكن الشعب الفلسطيني المشرد والمظلوم لدينا مشكلة معه، اجبرت العالم كله يا فخامة الرئيس على تأخير الحكومة 8 اشهر لتعيين الصهر وزيرا، مع ان المبدأ كان ان يكون الوزير نائباً، وابقيتنا دون حكومة 8 اشهر حتى عينت جبران باسيل وزيرا في الحكومة وهو ليس نائباً. حاصرت عهدك لان عهدك جعلته عهد الصهر، فاذا كان الوزير جبران باسيل سيكتفي بالتنسيق السري الدائم مع حزب الله فهو حر في ذلك، لكن حاصرت عهدك بسبب الصهر، فلا هو مع الرئيس نبيه بري على علاقة جيدة، ولا مع الدكتور سمير جعجع على علاقة جيدة، ولا مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على علاقة جيدة ولا مع الوزير سليمان فرنجية على علاقة جيدة ولا مع الوزير بطرس حرب على علاقة جيدة، بل ممنوع على بطرس حرب ان يخرج الى شرفته كما قال جبران باسيل،

اختصرت عهدك بجبران باسيل، كأنه عبقري الزمان، هو اهم من جبران خليل جبران وبطرس البستاني واليازجي، واهم من كل سفارات العالم واهم من المجلس النيابي واهم من الحكومة، وقادر على التنسيق والزيارات سرا لحزب الله وعلى التنسيق علنا مع نادر الحريري والرئيس سعد الحريري بتنسيق مقررات في مجلس الوزراء.

نحن في نظام برلماني فخامة الرئيس، وصلت من خلال انتخاب النواب لك، فليس لك الحق في تعيين صهرك وزيرا للوزراء، حافظ على نظامنا البرلماني وعين نائباً من كتلتك وزيرا، ابعدت الجميع عن التيار الوطني الحر كي تجعل صهرك رئيسا للتيار، وفي كل المؤسسات يتدخل صهرك جبران باسيل، وفي التعيينات، والقرارات والعقول وغيرها. ولم نسمع عن انجاز واحد قام به جبران باسيل.

جئت فخامة الرئيس من رئاسة كتلة التغيير والاصلاح الى رئاسة الدولة، فأصبح عهدك عهد الصهر مثل العهود السابقة التي عينت الاصهرة ولي عهد، لكن لم يصل اي صهر سابق الى ما وصل اليه صهرك جبران باسيل.

عهدك ينتهي يا فخامة الرئيس في بدايته، ونهايته بدأت عبر صهرك جبران باسيل واعماله وخطاباته وكلامه الاستفزازي واعتبار نفسه من شعب الله المختار.

على كل حال، مكتوب على اللبنانيين ان يعيشوا في الظلم والظلم ان يتحول عهد بكامل مؤسساته الى عهد صهر.