IMLebanon

الكرامة لا تشيخ

 

هي كلمات قليلة لكن أثرها كبير، خطّها GB بنجيع القلب المخلوط بمداد الوفاء في عيد صاحب الفخامة، جبلنا: “قلت عنّك قبل: الحلم لا يشيخ”، واليوم بعيدك بقلّك: “الكرامة لا تشيخ… لأنك كرامتنا” قال عنه من قبل في عيد ميلاده الخامس والثمانين. وفي عيد الجنرال الـ 84 كتب GB “ما لقيت كلمة قولها الك مبارحة لمّا شفتك غير “شاب الـ84 ” لأنّي كل يوم معك بتأكّد من كلامي عنّك انّو “الحلم ما بيشيخ”… ينعاد عليك انت وعم بتصير شب اكتر بالـ 85 ” السنة الماضية تأكد GB من كلامه. وهذه السنة استعاد ما كتب. هذا شأن العظماء يغرفون خمرهم المعتّق من جرار كلماتهم ويأكلون خبزهم من معجن أفكارهم.

 

وقبل واحد وعشرين يوماً إحتفل لبنان أيضاً، بوردة لا تذبل، وقامة لا تنحني، وسنديانة تتحدى السنين والأنواء عنيت به المولود الذهبي في سيراليون قبل 83 سنة، حارس محراب الديموقراطية “الإستيذ” نبيه. ولم أقرأ تغريدة لأي من أصهرة “دولته” يعبّر فيها عما يعتمل في وجدانه وقلبه كما عبّر GB، وأسمح لنفسي اليوم أن أعايد الشابين، فعون عين والإستيذ عين، ومن دونهما أكتب عالـ”بقبيشة”.

 

بعد وفاة الباجي قائد السبسي (2019) وصباح الأحمد الصباح (2020) بات الجنرال عون والملك سلمان بن عبد العزيز رئيسي السن بين الحكّام العرب، أطال الله بعمرهما. أما بعد، أي بعد سيل العواطف، أعود إلى الصهر المنتظر في أمسيات الأحد، مستنداً إلى تغريدته عن كرامة لا تشيخ، لسؤاله عمَا إذا كان أصحاب الدكاكين يقبضون ثمن الفول المدعوم والعدس المدرج في “الباب الثالث”، والزيت التارسو ببطاقات كرامة، أقله بين 18 و28 شباط، كرمى لعيون العم؟ بم يتدفأ الفقراء في الجرود العالية؟ أبحطب الكرامة أو بمازوتها؟ وهل سبق لشوفير تاكسي بآخر عمرها أن فوّل الريزرفوار كرامة بلا رصاص في هذا العهد الكريم؟

 

كرامة لا تشيخ؟ يا لروعة الإنشاء، أرأيت GB ذات يوم ثلاثينياً شاخ وشاب شعره وبدا أكبر سنّاً من الرئيس؟ أوقفت أمام ATM فحصلت منها على 10% من راتبك والباقي كرامة؟ وهل فكرت أن توكل لشاعر من “يمّكم” أن يعدل نشيد الأخوين فليفل، الذي يقول مطلعه: “نحن الشباب لنا الغد، ومجده المخلّد” إلى “نحن الشيوخ لنا الغد وما بعد الغد وما بعد بعد الغد…” وفي طريق شاعركم، فليبدّل عجز هذا البيت وليبقِ على الشطر:

 

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ

 

وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم

 

المهم أن قريحة GB لا تشيخ. وشعر زهير بن أبي سلمى لا يشيخ. والكرامة لا تشيخ، والباقي من حياتنا تفاصيل تافهة.