IMLebanon

أكذب بني البشر  

 

 

الظاهر ان جبران باسيل «الصهر العزيز والمدلل»، متأثر بوزير الدعاية في عهد هتلر جوزيف غوبلز، الذي قال جملة لايزال معمولاً بها حالياً وهي: «اكذب ثم اكذب، حتى يصدقك الناس» ويعتبر غوبلز أحد أساطير الحرب النفسية، وذراع هتلر القمعية وبوق الإعلام النازي.

 

فمن يصدق ان من ساهم في إيصال عون الى الرئاسة، هم الذين يعملون اليوم على إسقاطه؟

 

يعرف الجميع أن من أوصل ميشال عون الى الرئاسة هم: سمير جعجع وسعد الدين الحريري وحزب الله.

 

بالنسبة لسمير جعجع واتفاق معراب، فإنه وافق على تأييد عون مقابل نصف عدد النواب المسيحيين في الندوة النيابية، ونصف عدد الوزراء المسيحيين في مجلس الوزراء… إلا أن باسيل لم ينفّذ عهده، و«لَحس توقيعه»، وتراجع عن اعطاء القوات ما أشار إليه اتفاق معراب، فكانت طعنة نجلاء في ظهر جعجع، الذي حدث شرخ كبير بينه وبين العهد القوي.

 

أما بالنسبة للرئيس سعد الدين الحريري، الذي وافق على تأييد عون لرئاسة الجمهورية، بعد موافقة جعجع، لأنه كان حريصاً على وحدة المسيحيين، فقد تلقى بدوره طعنة أخرى من جبران والعهد القوي، وهذا ظهر بوضوح في كلام الرئيس الحريري الذي أعلن وبصراحة تامة، أنه لا يستطيع العمل في حكومة واحدة مع جبران باسيل.

 

أما حزب الله، فقد تلقى هو الآخر سهاماً وجهها إليه جبران، حين أشار أن الحزب لم يساعده في بناء دولة، واتهمه بغض النظر عن الفاسدين وعدم الجدية في محاربتهم.

 

جبران باسيل ادعى في مؤتمره أمس «العفة والطهارة»، متناسياً أنه سبب كل المصائب في لبنان ولنبدأ بالتفصيل:

 

أولاً: عندما تسلم وزارة الاتصالات عيّن خمسماية موظف من محازبيه وأزلامه ومناصريه في شركة ألفا، فتدنّت أرباح الشركة من مليار دولار الى ٨٠٠ مليون دولار، بفضل جماعة جبران، وكرمه من حساب غيره….. في الوقت الذي حافظت فيه شركة تاتش على أرباحها التي فاقت المليار دولار، لأن «عطايا» باسيل لم تصلها.

 

ثانياً: بالنسبة للكهرباء، فقد أدت جهود الصهر العزيز الى تكبيد الدولة اللبنانية خسائر فاقت – في عهده الميمون في وزارة الطاقة – الـ٥٠ مليار دولار.. كما نشير الى اصراره على استخدام البواخر، لتأمين الطاقة الكهرباء بدل بناء معامل، الأمر الذي كان من شأنه ان يوفر مبالغ كبيرة على الدولة، كما ان اصراره على استعمال «الفيول اويل« بدل الغاز كلف الدولة ٤٠٪ أكثر مما كان من المتوقع ان تتكبده الخزينة وهذا ما يعرف باسم «التغويز».

 

وأشير أيضاً الى ان محاولة جبران و»طاقمه« في وزارة الطاقة لفرض إنشاء معمل في سلعاتا باءت بالفشل، حين أصرّت أغلبيّة القوى السياسية في الحكومة على السير بالمرحلتين الأولى والثانية من الخطّة، أي بناء معملي الزهراني ودير عمار وتأهيلهما، وارجاء المرحلة الثالثة أي معمل سلعاتا، باعتبار ان وضع البلاد لا يحتمل دفع بدل استملاك لإخلاء الأرض التي قُدِّر ثمنها بنحو ٥٠٠ مليون دولار.

 

ونسأل جبران: ألم يكن هدف جبران شد العصب المسيحي على حساب أموال الدولة؟

 

ثالثاً: السدود: إن خطة جبران باسيل وتياره لبناء السدود، افتقدت الى دراسات علمية، ما أدّى الى تسرّب المياه من بعضها (سد المسيلحه مثلاً)، والقضاء على تنوّع ايكولوجي في سدود أخرى (سدّ جنّه مثلاً) وبناء سدود على فالق صخري يهدّد السكان في المناطق المحيطة في حال وقوع زلزال.

 

لقد حامت شبهات كثيرة، بينها شبهات فساد، حول بناء السدود والتلزيمات لمتعهدين معنيين.

 

رابعاً: تظاهر باسيل أمام جمهوره ومشاهديه بالعفة، وحاضر عنها بفصاحة، متناسياً ان الادارة الأميركية فرضت عليه عقوبات بتهمة الفساد، وان كان «حضرته» نفى هذه التهمة، وادّعى أن سبب العقوبات هو «ميله الوجداني» لحزب الله، لكنه لم يذكر شيئاً عن الشقتين اللتين يمتلكهما في لندن، وكان قد سجلهما باسم شركات وهمية، ولم يذكر شيئاً عن فضيحة الفيول المغشوش التي كلّفت الدولة ما يزيد على الـ٤٠٠ مليون دولار في السنة او ما يساوي عشرة مليارات دولار، الى أعطال في محطات الكهرباء تقدّر بمئات الملايين وأكثر.

 

إن هذه الفضيحة التي تأتت عن تفضيل آل يمين، لمحاربة المستوردين الآخرين، وتجنيد القاضية غادة عون لـ«محاربتهم»، أمر لا يمكن لجبران باسيل نكرانه أبداً.

 

خامساً: أما قول جبران باسيل في مؤتمره، انه لا يريد الثلث المعطّل، لا هو، ولا الرئيس عون، فقول مردود أصلاً… لأنه ثابت في كل المفاوضات السابقة… وعلى كل فإن الرئيس الحريري، لا يريد ثلثا معطّلاً، لسبب بسيط، هو أنه عانى خلال حكوماته السابقة، من عرقلة كل القوانين لأن باسيل كان يملك الثلث المعطّل.

 

سادساً: يشير باسيل الى «مؤتمر سيدر»… هذا المؤتمر الذي كان سيوفّر للبنان ما لا يقل عن أحد عشر مليار دولار، فلماذا لم يَقُل باسيل ما قاله قبل الآن، وقد مضى على سيدر، مدة طويلة.

 

سابعاً: تحدث باسيل على عرقلة لمشاريع قوانين في مجلس النواب… وهنا أسأل: أليس جبران نائباً، ورئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس… فلماذ لا يأمر نوابه بطرح هذه المشاريع والعمل على إقرارها، بدل التلهي بالكلام فقط.

 

وأقول لـ جبران: لا تتهم أحدا بمحاولة إسقاط العهد إن العهد سار نحو الهاوية او جهنم، بسببك أنت وحدك. لأنك نصّبت نفسك وصيّاً على العهد، متمسكاً بمقولة: أنا أو لا أحد…