Site icon IMLebanon

معركة باسيل في الشارع المسيحي أولاً… ولهذه الأسباب يعوّل على التسوية الإقليمية !

 

رمت القوى السياسية اللبنانية أوراقها على طاولة التأليف، فبعد إطلالة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في 14 شباط، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في 16 شباط، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في 21 شباط، أصبحت الصورة أوضح، فالتيار بحسب قياديي تيار «المستقبل» حاول ونجح بتحويل الصراع السياسي في مسألة تشكيل الحكومة إلى صراع طائفي، بينما بالنسبة لقياديي «التيار الوطني الحر»، فالطائفي هو من يمارس الطائفية في عملية تشكيل الحكومة، ويتهم الآخرين بالعنصرية والطائفية.

 

يخوض جبران باسيل معركة ضارية في الشارع المسيحي، وهو يحارب على أكثر من جبهة، وبالتالي لا يمكنه إلا الحديث من المنطلق الطائفي، وهذا ما يتفهّمه حزب الله، وتشير مصادر «الوطني الحر» في هذا السياق، إلى أن المعركة التي تُخاض بوجه التيار هي معركة حقوق مسيحيين، فهناك من يرغب بإعادة المسيحيين إلى ما قبل العام 2005، وجعلهم «لوحة» للزينة داخل الحكومة، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق، إلا بحالة واحدة، يستحيل حصولها، وهي انتهاء «التيار».

 

تُشير المصادر عبر «الديار» إلى أن التيار دفع في المرحلة السابقة أثماناً باهظة في الشارع المسيحي، وهو اليوم يعيش صراعاً كبيراً في هذا الشارع، بمواجهة مشروع «القوات اللبنانية»، التي لا تترك مناسبة إلا وتستغلها لضرب التيار، مشدّدة على أن مشروع باسيل يتلخّص بالدفاع عن الحقوق والمكتسبات، والحفاظ على العلاقة مع حزب الله، وتحصين الجو المسيحي الداخلي لعدم دفع ثمن أي تسوية خارجية. وهنا بيت القصيد بالنسبة لرئيس التيار الوطني الحر.

 

بعد أن أصبحت وضعية التيار الوطني الحر في الداخل اللبناني صعبة، لوحظ خلال الفترة الماضية تطرّق باسيل مراراً لمسألة اقتراب التسوية الإقليمية، وهناك من يتحدّث عن أن رفع حدّة الخطاب الطائفي والسياسي لباسيل يعود بشكل أساسي لنّيته الإستفادة من التسوية،مع اقتناعه أن هذه التسوية لن تكون على حساب الفريق المنتصر بالمنطقة، بل لصالحه، وهو حليف هذا الفريق.

 

منذ ما قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية، كان باسيل يتحدث عن أن التسوية بين الولايات المتحدة وإيران قادمة مهما كانت هوية الفائز في تلك الإنتخابات، الأمر الذي يؤكد بأنه يراهن على تلك التسوية من أجل إستعادة زمام المبادرة على الساحة المحلية، في ظل تحالفه مع حزب الله الذي أظهر باسيل حرصاً على المحافظة عليه في مؤتمره الصحافي الأخير، رغم التداعيات السلبية التي كان قد تركها بيان المكتب السياسي في التيار في ذكرى توقيع إتفاق مار مخايل.

 

بالطبع يريد باسيل من حزب الله «كلمة» بخصوص دعمه في الإستحقاق الرئاسي، وبكل تأكيد يعتبر باسيل أنه دفع ثمن تحالفه مع الحزب ولم يتركه، رغم أن تركه كان يمكن أن يجعله «ملك الساحة المسيحية على بياض»، وبالتالي، لا يجد باسيل من هو أحق منه ليكون مرشح حزب الله للرئاسة، ولذلك يحارب باسيل داخل البيئة المسيحية، مستخدماً الخطاب الذي تريده الساحة، ويسعى لتثبيت وجوده السياسي تمهيداً لوصول التسوية.

 

يراهن رئيس «التيار الوطني الحر» على الحكومة المقبلة لتثبيت صورته كزعيم مسيحي لم يتخلّ عن حقوق المسيحيين، على أمل صرفها في الإنتخابات النيابية المقبلة، وتُعيده على رأس التكتل المسيحي الأكبر، ويراهن على التسوية الخارجية «المنتظرة» لتكون سبباً مباشراً لرفع العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عليه، على إعتبار أن تلك العقوبات كانت سياسية بالدرجة الأولى سببها الأساسي تحالفه مع الحزب ورفضه التخلي عن هذا التحالف، وبالتالي يسقط «الحرُم» الأميركي عنه، ما يُعيده إلى السباق الرئاسي كأحد المرشحين البارزين للفوز.