Site icon IMLebanon

صلابة ومرونة وإنتاج

 

لا نكهة ليوم الأحد، ولا طعم له، ولا إشراقة، ولا معنى، ولا قيمة، من دون أن يكون فيه جبران نجم الظهيرة أو ضيف العشايا والأماسي والحوارات الدسمة.

 

لا أمل يلوح، لا شمس تشرق، لا برعم يتفتح، لا نحلة تطنّ، لا قرقور يثغو، لا بلبل يصدح، لا اقتصاد يقوم، لا ميثاقية تسمو، لا وطن يتحصن، لا أمة تنهض، لا حق يتحقق، لا حقيقة تضيء، لا مستقبل يرتجى، من دون جبران.

 

لا خرائط طرق تُرسم لنا، لا خطط تُعدّ لنا،لا مشاريع وطنية تُصاغ لنا، لا اتفاقات تُعقد لنا، لا استراتيجية دفاعية تكتب لنا، لا قوانين تُشرّع لنا، لا وجبة لذيذة تحضّر لنا، لا حبل إنقاذ يُمدّ لنا، ولا حلول تُطبخ لنا ولا وجود فاعلاً يكون لنا، إن لم يكن جبران بيننا. وكيف لا يكون حاضراً في ذكرى غالية، بذقن مناضل خمسيني، وخلفه ثلاثية إنشائية تعني الكثير. “صلابةٌ، مرونة، إنتاج” إنه شعار جديد ليوم مجيد الا وهو 14 آذار (1989) بنسخته الأصلية وليس 14 آذار (2005) المزوّر. “الأصلي” يؤرّخ لحرب تحرير ضد سوريا، وكانت نتائجها مذهلة. وصل الجنرال على تخوم دمشق وحاصر قصر المهاجرين. و”المزوّر” هو انتفاضة شعبية لولا وجود “التيار” فيها لما انتبه إليها العالم. في كل “14 آذار” يذكّر جبران اللبنانيين أن تياره تعرّض لسرقة شعاراته، كما سرق الآخرون منه كرسياً عرف كيف يستردّها في الوقت المناسب.

 

الصلابة ليست سوى عناد ومكابرة وانفصال عن الواقع وتمسّك بالمواقع المسيحية وبالمحاصصة ولو خربت الأرض. منطق “يستطيع العالم سحقي ولكن لن يأخذوا توقيعي” الذي جاءت نتائجه أن مناطق سُحقت، وجنوداً سُحِقوا، وأرضاً استُبيحت ولم يأخذوا توقيعه. لو كان موجوداً لأخذوه وأخذوا توقيعه. المرونة هي تملّق. مسايرة للوصول إلى المبتغى. كذبة غير قابلة للنقض.

 

أما الإنتاج فهو يحكي عن نفسه ويُرى نفطاً وكهرباء وبحبوحة ونموّاً وعجلة تقدم في كل الميادين. إنتاج ومونتاج وإخراج ودوبلاج. في مونولوغ يوم أمس، اجترار لأفكار معلوكة وعروض خاصة فمع اللامركزية “بيطلعلك” مجلس شيوخ على القانون الأرثوذكسي وضمان شيخوخة، ومع الإقتصاد المنتج “بتربح استراتيجية دفاعية بنص سعرها”. ومن طرائف الخطاب الوطني والكياني طرح جبراننا الحبيب الحكومة الإلكترونية، فيا أيها الرجل الصلب والمرن والمنتج، فليقلّع العهد القوي بدايةً بحكومة ميكانيكية ولاحقين عالإلكترونية. ومن بدائع الخطاب أن الورقة الاقتصادية لحظت ضرورة تخفيض الفوائد بهدف خلق حركة إقتصادية. ويبدو لي أن جبراننا عمل copy paste لمشروع سابق ولم ينتبه إلى أن الفوائد طارت، والمدخرات طارت والبلد طار بفعل دمج الصلابة والمرونة والإنتاج في خلّاطة الإبداع.