Site icon IMLebanon

الغبي  

 

أبدأ من هذه الصورة التي يُفَاخِرُ ويتباهى فيها الوزير جبران باسيل، والى جانبه أحد رجالات الدين (الملالي) مع صاروخ.

 

لا أعلم كيف يفكر هذا الرجل، لأنه لا يوجد إنسان عاقل يريد ان يصل الى رئاسة الجمهورية يتصوّر والى جانبه صاروخ. سؤال بسيط أسأله: ماذا يعني بهذه الصورة؟

 

هل يهدد أميركا؟ لا أعلم ربما… في الحقيقة لا أعلم تاريخ هذه الصورة ولا تاريخ العقوبات الأميركية التي رفعت ضده هذا أولاً…

 

ثانياً: ماذا يعني بالصورة والى جانبه رجل دين (ملالي)؟ هل يعني انه يتحدى أميركا أيضاً ويهددها بايران؟

 

هذا بالنسبة للصورة. أما بالنسبة لسلوكه العام، فهناك عدة أسئلة:

 

أولاً: هل يعتبر الوزير جبران باسيل انه وزير ناجح؟ ربما بينه وبين نفسه يمكن ان يكذب على نفسه ويقف أمام المرآة، ويتحدث الى نفسه ويقول: أنا عملت كذا وكذا… أنا بطل، أنا سابق عصري. ويمكن ان يصل في بعض الأحيان الى تشبيه نفسه بنابوليون بونابرت. ملاحظة هنا أقصد في القياس، أي في الطول، ويقول لنفسه أنا أشبهه.

 

ولكن نعود الى السؤال: هل نجح جبران في وزارة الاتصالات؟ طبعاً لا. وذلك حسب الارقام فعندما استلم وزارة الاتصالات لقد أَدْخَلَ الى شركة ALFA ٥٠٠ موظف، وكانت الشركة تربح مليار دولار سنوياً، فصارت تربح ٧٠٠ مليون دولار فقط، بينما شركة M.T.C كانت تربح مليار دولار سنوياً أيضا، لكنها صارت تربح ١.٢ ملياراً مع ٧٠٠ موظف في كل من شركتي الفا وتاتش.

 

ثانياً: دخل الى وزارة الطاقة. وبعد انتظار سنة على تشكيل الحكومة بسببه، وبسبب عناد عمه، كان يقول: «إذا كان صهر العماد عون يريد وزارة الطاقة فيجب ان يحصل عليها لعيون الجنرال»..

 

هذه الوزارة وحدها تكفي كي تكون السبب الأكبر في انهيار الاقتصاد اللبناني، حيث ان ٥٠ مليار دولار من الدين العام تكبّدتها الدولة اللبنانية. ويكفي ان جبران هو الذي تسبب بالهدر في الكهرباء فلماذا؟

 

أ – لو استعملنا الغاز بدل الفيول لكان هناك توفير بلغ المليار والـ٥٠٠ مليون دولار سنوياً.

 

ب – أين المعامل؟ فهل بنى معملاً واحداً. بالتأكيد لا… لقد استبدلها باستئجار بواخر.. وهذا هدر إضافي، يضاف الى هدر الفيول.

 

ج – ماذا عن التغويز، ولماذا «سلعاتا»؟

 

هذا الملف تحدثنا عنه طويلاً. ويكفي الاراضي التي كان يريد شراءها بقيمة ٢٠٠ مليون دولار، اضافة الى ٥٠٠ مليون دولار ثمن محطة التغويز و٥٠٠ مليون دولار لبناء معمل، ولبنان ليس بحاجة الى كل هذا.. ويمكن توفيرها بمحطة واحدة لكل لبنان بدل ٣ محطات.. وهذا الهدر يُسْأَلُ عنه جبران باسيل.

 

د – رفض كُلَّ العروض التي عرضت على لبنان، لبناء محطات توليد الكهرباء، حتى انه رفض عرض سيمنس بـ٧ سنت للكيلو الواحد، رفضها جبران فلماذا؟؟؟ كما رفض أيضاً العرض الذي أرسله أمير الكويت من خلال الصندوق الكويتي، لأن له شروطاً تختصر بالحصول على المال بنفسه ما يتعارض مع الشروط العالمية للصندوق. وهنا «كرمال الجنرال» يجب ان يُرْفَضَ العرض ويَخْسر الوطن هذه الفرصة الذهبيّة.

 

اليوم وصلنا الى وضع اقتصادي ومالي واجتماعي اكثر من صعب. وأقولها واحذَّر ان هناك غضباً كبيراً عند المواطنين، لا أعلم الى أي حدّ سيبلغ هذا الغضب العارم.

 

فظاهرة قطع الطرقات وغيرها من طرق الاعتراض، الى الشتائم الموجهة للرئيس شخصياً وبشكل غير مقبول، لأول مرة في تاريخ لبنان، اضافة الى حادثة المواطن الذي أطلق النار على نفسه بسبب تردّي الأوضاع، تجعلني خائفاً على مصير المواطن وعلى مصير الوطن في آن.

 

كلمة أخير لفتني الاجتماع الذي عقده فخامته في القصر الجمهوري من أجل بحث اعادة بناء المرفأ، وعندي سؤال له: أيهما أهم: تشكيل حكومة، أم بناء المرفأ… كذلك بأي صفة يدعو الى اجتماع في القصر لبحث هذا الموضوع… الذي هو من اختصاص مجلس الوزراء.

 

أم أن مسلسل الاعتداء على الطائف، يجب ان يمارسه يومياً.. ألا يكفي عدم توقيعه التعيينات، التي أرسلها له مجلس القضاء الأعلى، ولاتزال متوقفة عنده بشكل مخالف للدستور؟

 

كذلك ألا يكفيه انه لا يستطيع ان يسمح بتشكيل حكومة لأن صهره العزيز غير موجود فيها؟

 

كفى كفى كفى ان يوم الحساب صار قريباً.. وقريباً جداً ويا ويلكم من غضب الشعب.