IMLebanon

ملك العداوات  

 

 

يستطيع «الطفل المعجزة» أن يحصل على دكتوراه في جلب العداوات لنفسه وذلك لسبب بسيط هو أنّ عدد الذين صاروا أعداء له، لا يعدّون… صحيح أنّ الطموح عند الإنسان ليس له حدود، وهو حق شرعي لكل واحد منا، ولكن للوصول الى الهدف هناك طرق أو خارطة طريق يجب اتباعها.

 

من هنا نقول إنّ الطريق الذي يمشي عليه «الطفل المعجزة» لن يوصله الى هدفه المنشود، بل العكس هو الصحيح، والسبب بسيط، انك تستطيع اليوم أن تقول إنّه حقق عداوات على جميع الأصعدة ومع كل الطوائف اللبنانية وبالأخص مع الطائفة المارونية.

 

يبدو أنّ هذا «الطفل المعجزة» الذي سقط مرتين في الانتخابات النيابية في دورتين متتاليتين أُنقذ من «الحزب العظيم» الذي وافق على تفصيل قانون إنتخابات على قياسه، ولأوّل مرّة في تاريخ لبنان أجريت إنتخابات وفق قانون هجين، لا أحد يعرف إذا كان أنثى أو ذكراً.. هذا أولاً… فقد بدأت «المعارك» مع الحليف الجديد… يعني مع «القوات اللبنانية»، إذ بناء لـ»اتفاق معراب» كان من المفروض تقاسم عدد الوزراء المسيحيين مناصفة بين «التيار» وبين «القوات» ولكن الجشع عند «الطفل المعجزة» جعله يستأثر بأكبر عدد من الوزراء، وهنا بدأ «فرط» الاتفاق المبرم.

 

ثانياً: في الانتخابات النيابية رفض «الطفل المعجزة» تقاسم النواب مناصفة مع «القوات»، وهنا كانت رصاصة الرحمة على «اتفاق معراب»، إذ حصل «التيار» منه على تأييد إنتخاب رئيس للجمهورية و»زمّروا» على الباقي.

 

لِنَعُدْ الى تاريخ «الطفل المعجزة» في تولّي الوزارات حيث سُجّل فشله بدءًا بتسلمه وزارة الاتصالات، حيث كانت الوزارة توفّر مليوني دولار كمدخول صافٍ من «الموبايل» بين شركتي «ألفا» و M.T.C         Touch، وبفضل «الطفل المعجزة» ازداد عدد الموظفين وتراجع المدخول.

 

تسلم وزارة الطاقة منذ 12 سنة، وعندما ترك عيّـن سكرتيره سيزار ابي خليل وزيراً للطاقة، ليكمل فشله في هذه الوزارة حيث كانت الكهرباء 24/24 بين سنتي 1995 و2000، وبفضله سقطت الخطة وتراجعت، والأنكى قضية البواخر، فبدل زيادة الإنتاج في محطتين كبيرتين هما محطة الزهراني ومحطة دير عمار، وبدل إضافة الإنتاج في المعملين المذكورين اختار البواخر، من أجل العمولات، بعدما كان يعلن رفضه لها، وبسحر ساحر تحوّل الرفض الى قبول.

 

وبعد أن طار سيزار ابي خليل جاءت سكرتيرته مدام ندى البستاني لتتسلم الوزارة، وتكمل مسيرة «الطفل المعجزة» الفاشلة بمزيد من الفشل، وأخيراً جاء بعد الوزيرة البرفيسور ريمون غجر الذي يعلّم في الجامعة ليتسلم وزارة لا يعلم كيف تُدار وليس عنده أي تجربة، وبصراحة كان دوره شاهد زور، لأنّ المدير المشغّل له كان «طيف الطفل المعجزة»، وهكذا حقق فشلاً كبيراً على الصعيد الوزاري، وبدل أن يذهب باتجاه النجاح، ذهب الى «تمضية» الوقت بالخلاف مع «القوات اللبنانية»… وكما قال لي مسؤول كبير، إنهم قضوا في مجلس الوزراء أسبوعاً كاملاً لدرس خطة الكهرباء، وللأسف وبعد الاسبوع عادوا الى نقطة الصفر.

 

باختصار، هناك سقوط كبير على صعيد إدارة الوزارات. كما ان هناك فشلاً آخر مع أي اتفاق، لأنّ باسيل يأخذ من الاتفاق ما هو في مصلحته ويرمي الباقي.

 

من ناحية ثانية، وبما أنّ الظروف قادته ليكون وزيراً للخارجية، وكانت فرصته كبيرة لبناء علاقات عالمية وعربية لكن الفشل لازمه بسبب شخصيته المتعجرفة و»شوفة الحال» والإستعلاء وعدم احترام الآخرين، وكان سقوطه دولياً حيث فرضت عليه عقوبات. وللعلم فإنّ وزارة العدل الاميركية تحتفظ بالملف، ولا يمكن أن تنشره لأنه سرّي، والمصيبة أنه بدل أن يتعامل مع الموضوع بعقلانية وحكمة ذهب الى التصريحات «الدون كيشوتية».

 

أما بالنسبة للعلاقات مع فرنسا فيكفي أنه وعد الرئيس ماكرون بالموافقة على المبادرة وها هو يحارب الرئيس الحريري، ويتنكّر للمبادرة الفرنسية، كما نتذكر أنه لولا موافقة الرئيس الحريري على انتخاب الرئيس عون رئيساً لكان الرئيس عون اليوم في منزله. وأظن أنه كان أفضل لو لم يقم الرئيس الحريري بتأييد عون، ولكن مشكلة الرئيس الحريري انه يتصرّف كما تتصرّف ام الصبي…

 

نعود الى الدول العربية، وبدل أن نكون حياديين، كما كان لبنان منذ تأسيس الجامعة العربية، فبفضل جبران وبفضل طموحاته صرنا ضد إخواننا العرب، ولو كانت هناك مساحة أكبر لقدّمت أطروحة عن تصرفات هذا «الطفل المعجزة» وتجاوزاته.

 

المصيبة أنه أمام كل هذا الفشل، لا يزال يحلم ويظن بأنّ ظروف وصوله الى الرئاسة لا تزال قائمة ولكن المصيبة أنه نائم، يتابع حلمه.

 

ولنا عودة الى ملف ترسيم الحدود وملف العلاقات العربية في الأيام المقبلة… يتبع..