IMLebanon

باسيل يُضخّم زيارته وغضب روسي – فرنسي على شخصنة الحريري الخلاف معه

 

بات اللبناني يتمسّك بأي خبر يسمعه أو مسعى عربي أو دولي لعلّه يؤمّن ولادة حكومية، بينما الحقيقة أن الحلّ يحتاج بشقّه الداخلي إلى تفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.

 

وسط الحديث عن إتجاه فرنسي وأوروبي لفرض عقوبات على المعرقلين تأليف الحكومة، وزيادة الضغط على المعطّلين، كان لرئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل زيارة إلى موسكو حيث التقى عدداً من المسؤولين، مثل نائب وزير الخارجية وموفد الرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

 

حاول “التيار الوطني الحرّ” تضخيم نتائج الزيارة وأهدافها، لكن في الشكل لم تكن على قدر الآمال الباسيلية، فعادةً عندما يزور مسؤول لبناني موسكو ويلتقي لافروف يشارك بوغدانوف في الإجتماع ويكون مستمعاً، بينما باسيل عقد محادثاته الأساسية مع بوغدانوف، فيما التقى لافروف الى طاولة غداء في قاعة الضيافة في وزارة الخارجية ولم يعقد معه أي محادثات جانبية منفردة.

 

وبالنسبة إلى المؤتمر الصحافي، فقد عقده باسيل في إحدى قاعات وكالات الأنباء غير الرسمية وليس في وزارة الخارجية ولم يكن معه أي مسؤول روسي، والشخص الذي كان بجانبه يدعى مكسيم وهو عرّيف ومترجم في الوقت نفسه.

 

هذا في الشكل، أما بالنسبة إلى المضمون، فان روسيا إستقبلت باسيل لعدّة أسباب، السبب الأول يعود لأنها أرادت توجيه رسالة للأميركيين مفادها أنها تستقبل باسيل وقبله وفد “حزب الله” ما يعني أنها لا تعترف بالعقوبات الأميركية خصوصاً أن هذه العقوبات تطال شركات روسية ومؤسسات أيضاً.

 

أما السبب الثاني فهو أن روسيا منفتحة على كل الأطراف اللبنانية وستستقبل رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال إرسلان ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لذلك وعلى رغم الغضب على باسيل فانها لا تريد أن تظهر بمظهر المتجاهل لأحد رؤساء الكتل المسيحيين.

 

أما السبب الثالث والأساسي، فهو أن النائب السابق أمل أبو زيد قد قال للمسؤولين الروس خلال سعيه لتأمين زيارة باسيل إلى موسكو لماذا لا تستقبلونه، إستقبلوه وقد يخرج الحلّ من عندكم ولربما تقنعونه بأفكاركم، وعلى رغم معرفة الروس بصعوبة الأمر، وأن باسيل يناور، فقد تمّ إستقباله وأكّد له الروس تمسكهم بحكومة إختصاصيين مستقلة من دون ثلث معطّل برئاسة الحريري، وبأن البلاد بأمس الحاجة في هذا الظرف لحكومة جديدة.

 

ينتظر الروس نتائج زيارة باسيل إلى بلادهم، ولا يبنون آمالاً كثيرة عليها لأنهم باتوا على علم بطبيعة الطبقة السياسية اللبنانية، وبأن محاولة الإلتفاف والنكث بالوعود هما من أهم صفات هذه الطبقة، كما أن موسكو كانت على علم مسبق بمحاولة باسيل التذاكي وتأكيده أنه لا يريد الثلث المعطّل لكن يحق لرئيس الجمهورية تسمية الوزراء المسيحيين، من هنا فان كل محاولات الإلتفاف من باسيل لم تمرّ على الروس. يُعتبر باسيل المعرقل الأكبر، لكن لدى الفرنسيين والروس لوم كبير على معظم الطبقة السياسية، وفي المعلومات أن بوغدانوف العائد من باريس والذي إلتقى الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان باتريك دوريل قد أجرى جولة محادثات تخصّ الوضع اللبناني، وأبدى الرجلان إستياءهما من شخصنة الحريري خلافه مع باسيل، فالبلاد تواجه الإنهيار وعلى الجميع إستنباط الحلول، من هنا يرى دوريل وبوغدانوف أنه كان على الحريري إجراء محادثات مع باسيل ولو عبر موفدين إذا كان لا يريد اللقاء به شخصياً خصوصاً ان باسيل يملك أكبر كتلة نيابية، وبالتالي فان الفرنسيين باتوا أقرب إلى شعار “كلن يعني كلن” وزيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان إن تمت ستكشف المستور.