Site icon IMLebanon

يا الصّهر يا البلد

 

 

يتعالى جبل أزمات غير مسبوقة أمام اللبنانيين حتى باتت أزمة تشكيل الحكومة مجرّد هراء أمام ما يعيشه المواطن وبالرغم من الواقع الصعب جداً لا يزال السياسيّون منشغلين في محاربة بعضهم بعضاً، و»التّمريك» على بعضهم بعضاً، غير آبهين بأهميّة الوقت، نحن في مرحلة حياة أو موت، وهناك في الظلّ من يريد أن يظلّ ممسكاً بزمام الصلاحيات حتى لو كلّف الأمر ذهاب لبنان إلى قعر جهنّم! هناك من لم يعد يخفي رغبته الشديدة بتغيير الدستور وإعادة الزمن إلى الوراء، إلى ما قبل الطائف هذا أمر يحلم الصهر المدلّل أن يفعله في عهد عمّه ليصبح حلمه بالقبض على الرئاسة بعد أن يرث عمّه أمراً واقعاً من دون أن يستطيع أحد إيقافه!!

 

ظاهرة «تقديس الرئيس» التي فرضها العونيّون تفاقمت بأسلوب شكّل خطورة غير مسبوقة على لبنان وما شهدناه خلال الأيام الماضيّة من هجوم حاد شنته رئاسة الجمهوية على رئيس المجلس النيابي هي مظهر من مظاهر فرض تقديس الرئيس بالقوة، وواحدة من أسوأ الصفات التي تمظهرت فيها المدرسة العونية في السياسة هي الوقاحة والهروب إلى الأمام والاحتيال والالتفاف على المواقف، وهذه السياسة شيمتها من يوم دخلت الحياة السياسية اللبنانيّة التطاول وتوجيه الإهانات وعدم توقير لا كبير ولا صغير، وقد دفع لبنان الثمن غالياً جداً بألوان من الخراب والدّمار، وإذا كان العرب ودول العالم أنقذونا في العام 1989 باتفاق الطّائف، فإنّ الانقلاب على الطائف يأتي ودول العالم تتركنا لمصيرنا وجهاً لوجه مع عهد الذهاب إلى جهنّم!!

 

منذ جاء هذا العهد والكوارث تتوالى يوميّاً على رؤوس اللبنانيين منذ جاء هذا العهد وصدّق أكذوبة جبران باسيل بأنّه «العهد القوي»، عهدٌ ترك لصهره أن يكذب الكذبة تلو الأخرى ورغب دائماً في تصديقها، لأنّ هذا الصهر مربى هذه المدرسة الفاشلة التي يدفع لبنان ثمن فشلها ووقاحة ممثليها، نسأل الله أن يكفي لبنان هذا البلاء السياسي بما يشاء وكيف شاء إنّه على كلّ شيء قدير…

 

برغم سوداويّة المشهد اللبناني لا يجد الفرقاء السياسيّون ما يشغلون به الشعب اللبناني عن الواقع المأساوي الذي بلغته البلاد، سوى استحداث أزمة جديدة يفتعلها فريق ما فينخرط الجميع في جنون الأخذ والردّ والهجوم والهجوم المضاد، لإغراق الجميع وإلهائهم عن حقيقة الواقع الخطير والذي يزداد خطورة كلّ يوم أكثر من اليوم الذي قبله، وللمناسبة ثمة حقيقة تفرض نفسها بفجاجة بأنّ أيّ محاولة لنشر التفاؤل هي «سياسة إرتجال» وكفيل بالقضاء عليها، أنّ هذه دولة مفلسة أخلاقياً وسياسياً منذ زمن بعيد!

 

يجتمع على اللبنانيّين الظُّلم والظُّلمة في بلد «إرتجالي» بكلّ ما للكلمة من معنى، ولم تعد نافعة معه أبداً أي محاولات لتسكين المخاوف الجديّة التي تعصف بأذهان اللبنانيّين الذين يتمسكون حتى اللحظة بصمتهم، فيما دول العالم تجتمع ألكترونياً في فرنسا في أكبر عمليّة تسوّل على فقر وإفلاس الجيش اللبناني، ومهما كان الشكل سيئاً ومهيناً لكرامة الجيش اللبناني علينا أن نسأل متى تبدأ عملية التسوّل على الشعب اللبناني، أي دولة ستفكّر بعد في مدّ يد المساعدة للبنانيّين في وقت يتمّ وبشكل يومي منظّم تهريب كلّ ما هو مدعوم من مال الشعب اللبناني الطحين والمحروقات والدواء من لبنان إلى سوريا عبر حدود سائبة يفتحها على مصرعيها حزب الله أصل البلاء في لبنان والذي فرض هذا العهد المشؤوم بالإكراه على اللبنانيّين بعد تعطيل للبلاد استمرّ عامين ونصف حتى استجارت البلاد واستسلمت لقدر الخراب!