Site icon IMLebanon

التيار العوني من الجارف إلى المجروف  

 

 

قل لي من تعاشر أقول لك من أنت.

 

قالوها قديماً، وصدقت في كل الأزمنة.

 

أما وقد لمّ «اللمامات»، فيكون فخامة الرئيس قد جنى على شعبية كانت له، واليوم كأنها لم تكن.

 

لا حاجة للأدلة.

 

مستشارون يشيرون عليه ارتكاب الصغائر والكبائر.

 

بالغوا في المدائح… ومن مثله يغريه الثناء.

 

أقنعوه بصلاحيات، ما نزلت في دستور ولا أعراف.

 

مارسها رغم أنف وأَنَفَة الديموقراطية، فأفسد كل ما أصلحه الطائف.

 

خدعوه، فوصفوه بالقوي، فكان قوياً، كإعصار حوّل البلاد إلى ركام.

 

أغروه بالطائفية كمصدر لشعبية لا تحد، فروّج لكذبة حقوق المسيحيين…

 

وكأن المسيحي في عهده لم يفقد، كأي لبناني، حقوقه الدنيا، والأدنى مما يحصل عليه الصومالي، رغم حربه الأهلية المزمنة.

 

جعلوه آخر من يعلم، بأن ما حدث من كوارث، وما سوف يحدث… يحدث في لبنان، لا في بلاد أخرى… ويستطيع أن يراه من مكتبه الرئاسي، وبالعين المجردة، لو لم يجردوه من رؤية الأمور كما هي.

 

من المحزن أن «اللمامات» ما زالت تنصح… وما زال فخامته يستمع ويستجيب.

 

ألا من مخبر، علماً بأن مخبري فخامته كثر، يجرؤ على إخباره أن نهاية لبنان آتية بلا ريب؟.

 

هل أصبح لبنان عدواً فعلاً، حتى يأخذ فخامته بخيار «عليَّ وعلى أعدائي يا جبران»؟.

 

عندما ينتهي البلد، ماذا يبقى له ولتياره، الذي كان تياراً جارفاً ذات يوم، فصار مجروفاًَ… ومقذوفاً بالقذف والذم.

 

يبدو أن العونية استعجلت شيخوختها، ومبكراً بلغت أرذل العمر، رغم أن وريثها جبران باسيل ما زال في ريعان الصبا… والصبيانية.

 

لا شك أن ما حصل سيتمادى في الحصول… إلا إذا.

 

إلا إذا عاد الضمير الغائب إلى الغائبين عن الوعي الوطني.

 

وإلا إذا رجع ميشال عون مرة أخرى، من منفاه الثاني في محور ممانعة كل الحلول.

 

وإلا إذا امتنع فخامته، عن اشتراط القبول بوساطة الرئيس نبيه بري، بأن يكون بري منحازاً لانحرافات سليم جريصاتي الدستورية.

 

وإلا إذا اقتنع فخامته، أن رئاسة الجمهورية لا يمكن توريثها، كما ورّث رئاسة الحزب، حتى ولو كانت «عبقرية جبران» باسيل السياسية، تتفوق على «عبقرية جبران» خليل جبران الفكرية.

 

وإلا إذا تخلى فخامته عن ايقاظ الفتنة، بالإصرار على كذبة الحقوق المسيحية المأكولة… متجاهلاً أن عهد فخامته حرم المسيحي من تحقيق قول السيد المسيح «خبزنا كفاف يومنا»، حيث أصبح الكفاف يعني أن يمد اللبناني كفه متسولاً رغيف الخبز.

 

لكن،

 

وبما أن «إذا» تعتبر في اللغة أداة شرط،

 

وبما أن فخامته يرفض الشروط… فصبراً يا شعب لبنان العظيم… فإن موعدكم جهنم.