IMLebanon

عصا في دولاب تشكيل حكومة

 

 

يتحمّل العهد وصهره الجزء الأكبر من عمليّة تعطيل البلاد، وأغلب الظنّ أن عدم تسمية كتلة التيار العوني بالأمس لرئيس حكومة يتم تكليفه تشكيل حكومة بداية مناورة وضعت عصا في دولاب تشكيل حكومة نجيب ميقاتي، وأوّل الغيث كلام عن رغبة جبران باسيل في الحصول على وزارة الداخليّة حتّى وإن نفا الطرفان المعنيّان ما دار في العشاء الذي جمعهما، فالمنطق أن نطرح السؤال: هل كان عشاء تغزّل فيه الطرفان بمحاسن بعضهما البعض؟! جبران باسيل يريد وزارة الداخليّة لا يحتاج الأمر إلى كثير تفكير، يريدها لأنّها ستكون أداته للإتيان بمجلس نيابي ينتخبه رئيساً للجمهوريّة ـ على قدر ظنونه وتمنّياته ـ من المبكي أنّه حتى في عزّ أيام الوصاية السوريّة لم نشهد هكذا أزمات تعطيليّة، العهد كلّه منذ جاء بالكاد مرّت بضعة أسابيع وبدأ بالإنقلاب على كل اتفاقاته والتزاماته وتعهداته، وجلس الرئيس في الظلّ وسلّم مقاليد إدارة العمليّة السياسيّة إلى صهره، وتراكمت المآسي على اللبنانيين وبرغم الكوارث التي يمرّ بها البلد العهد غير آبهٍ بالشعب، المهمّ أن يعود الصهر المكروه إلى إمساك خيوط تكليف الحكومة في تجاوز للدستور ولاتفاق الطائف!

 

للأسف، تجربة العامين 1989 و1990 تعود للحضور بسوداويّة في المشهد اللبناني، مشهد 4 آب نسخة كبرى عن مغامرتي التحرير والإلغاء في تدمير بيروت، وكأن هذا العهد جلب معه من تلك المغامرة الإصرار على تدمير البلد وتعطيله، هذه سياسة خبرناها وذقنا الأمّرين منها في تلك الأعوام السوداء فلِمَ الإصرار على إعادتنا إلى أشباحها بشكل أو بآخر!! الحقيقة أنّ كارثة لبنان الكبرى هي في سلاح حزب الله الذي عطّل البلاد على مدى عامين ونصف عام ونجح في إيصال مرشّحه إلى قصر بعبدا، فهل من صوت جريء ينادي العالم لتطبيق القرارين 1559 والـ 1701 رحمة بالشعب اللبناني، بعدها ستسير الأمور بديموقراطية وعلى ما يرام؟ ولكن حتى العالم ومجلس الأمن الدولي متخلٍّ عن تطبيق قراراته الدوليّة!!

 

كل ما يحدث هو لتعطيل اتفاق الطائف أو دفنه نهائيّاً، وفي هذا الوقت الدقيق من تاريخ لبنان المطلوب إخضاع الطائف عبر لجنة تشريعيّة تضمّ كبار المشرّعين والدستوريين اللبنانيين وبعيداً بعداً تامّاً عن أي دور لرئيس المجلس النيابي بشؤون هذه اللجنة ضماناً لحياديّة جميع الأحزاب، ومهمة هذه اللجنة إبعاد كلّ ثقوب الفتنة والعرقلة واللعب على الكلام من وثيقة الوفاق الوطني، وإن لم تستطع هذه اللجنة الاتفاق فاصرفوا نظراً عن الوفاق الوطني ولنذهب بموضوعيّة ودستوريّة إلى الفدرلة، ونملك الجرأة لنقول إنّ 70 بالمئة من الشعب اللبناني لا يريد العيش في لبنان بشروط حزب الله والارتهان لأجندة إيران، 70 بالمئة من الشعب اللبناني يعتبر أننا شعب يختطفه حزب الله بحجة المقاومة والممانعة وقد حان الوقت لمواجهة هذا الواقع!