سقطت صورة العهد العوني ولن تنفع كل أساليب التكاذب في إعادة تلميع صورته
يكاد، لا يخلو أي خطاب أو موقف سياسي، لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، من كيل الاتهامات، لخصومه السياسيين، وتحميلهم مسؤولية فشل، عهد الرئيس ميشال عون، او الاخفاقات التي مني بها باسيل شخصيا، للنهوض بقطاع الكهرباء، الذي تولى هو شخصيا مسؤولية الإشراف عليه، مباشرة او بالواسطة، منذ اكثر من عشر سنوات، وكلف الخزينة والناس مليارات الدولارات، ذهبت هدرا الى الجيوب والمنتفعين، وكانت نتيجتها غرق لبنان في العتمة الشاملة اليوم.
يبرر باسيل فشل العهد بإدارة السلطة وفشله الشخصي، بأن هؤلاء الخصوم، لم يمكنّوه من تنفيذ وعوده ومشاريعه للنهوض بلبنان نحو الافضل، واصبحت المبررات والحجج، غب الطلب، حسب المناسبات والظروف، بدءا من حجة، ما «خلونا» الشهيرة، و«التركة الثقيلة»، وما «عندو الرئيس صلاحيات» وما شابه، من حجج وذرائع كاذبة وواهية، اصبحت موضع استخفاف وتهكّم من معظم اللبنانيين.
آخر، ما طالع به باسيل اللبنانيين من اسباب تعثر العهد وفشله، كيل الاتهامات المزيفة، لرئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وتحميلهما زورا مسؤولية، محاربة عهد «الرئيس القوي»، ميشال عون، لانهما، لايريدان تولي «الرئيس القوي»، كما سماه سدة الرئاسةالاولى.
شعارات «ما خلونا» و«التركة الثقيلة» باتت للتسالي والتندر
لم يسم ِ باسيل، أياً من مآثر» الرئيس القوي»، في سدة الرئاسة، او انجازاته، للنهوض بالبلد، واكتفى بالاحتفال بإنجاز التدقيق الجنائي الوهمي، لذر الرماد في العيون والتغاضي عن بلوغ البلد، حال جهنم، التي بشر بها رئيس الجمهورية اللبنانيين منذ عام، واغرقهم فيها بممارساته وسياساته الخاوية. فمن اولى مواصفات الرئيس القوي ايا يكن، النهوض بالبلد نحو الافضل، وتوفير كل مقومات الحياة اللائقة لكل مواطنيه، وهذه المواصفات، لا تنطبق على رئيس الجمهورية ميشال عون، لا من قريب، ولا من بعيد.
يتوهم رئيس التيار الوطني الحر، انه باختراع الاكاذيب والترويج للاتهامات المزيفة بحق خصومه السياسيين، يستطيع اعفاء رئيس الجمهورية التهرب من مسؤولية الفشل الذريع في ادارة السلطة طوال السنوات الخمس الماضية، او إخفاء مسؤوليته المباشرة والاساسية، في الوصول الى هذه النهاية الكارثية للعهد العوني بكل المقاييس والمواصفات.
وللتذكير بالشعارات الفارغة والوعود الوهمية التي، اغرق بها اللبنانيين طوال السنوات الماضية، بدءا بمعركة إعادة اللاجئين السوريين التي شلّت معظم عمل الحكومة الاولى والثانية للعهد وانتهت الى العدم ورفض النظام السوري إعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم، وناهيك عن شعار معاداة الدول العربية والاصطفاف الى جانب ايران والنظام السوري، ومرورا بالتنكر للحكومة الموجودة، والادعاء بانها لا تمثل حكومة العهد الاولى، والامعان في تعطيل مفاعيل مؤتمر «سيدر» وفي مراكمة الخلافات واستعداء الاطراف السياسيين بلا مقابل، وتعطيل عمل الحكومة لفترات طويلة وصولا إلى التهديد الشهير لباسيل، لكل اطراف السلطة، بقلب الطاولة على رؤوس الجميع، وذلك قبل أيام معدودة من انتفاضة المواطنين الناقمين على السلطة في١٧تشرين الاول عام٢٠١٩.
ما يفهم من آخر اتهامات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المزيفة، لكل من بري والحريري بالمسؤولية عن عرقلة وتكبيل عهد الرئيس ميشال عون، الاعتراف ضمنا وبشكل غير علني بفشل العهد وانتهائه على هذا النحو الكارثي، ومحاولة باسيل نفض يديه واساليبه العبثية والاستفزازية من هذا الفشل الذريع. ولكن، لن تنفع كل محاولات التلطي بالتسهيلات والنوايا الايجابية الممجوجة لتشكيل الحكومة الجديدة، لتبييض صورة العهد وإعادة ثقة اللبنانيين فيه من جديد بعدما فات الأوان، وانتهت مفاعيل «السعدنة» السياسية، مهما تذاكى، باسيل وتياره، في التكاذب واختراع حجج الفشل الذريع.