IMLebanon

الطريق مسدود  

 

 

بعد الخطاب الهجومي الذي تحدّى به الوزير جبران باسيل في وقت كنا ننتظر أن تكون المناسبة إحتفالاً ببداية السنة الرابعة، وكلاماً يهدّئ «الحراك».

 

لم يتعلم جبران باسيل ولا يريد أن يتعلّم أنّ اللغة الإستفزازية التي تصبغ خطاباته تنعكس عليه سلبياً، فمجرد النظر الى التظاهرات التي تجاوزت المليونين واعترف بأنه تسبّب للسيدة والدته بالكلام السيّىء… ومع ذلك يواصل أسلوبه الإستفزازي.

 

فهل يعقل أنّ رجلاً استمع الى الكلام الذي وجه ضده أن يكابر ويتحدّى ويهدّد بدلاً من اللجوء الى التسامح والمحبة والدعوة الى التفاهم… أو أنه مطلوب منه أن يلعب هذا الدور، فلا أظن أنّ هناك إنساناً عاقلاً يقول ما ردده جبران في خطابه.

 

إلى ذلك، فخامة الرئيس العماد ميشال عون اكتفى بكلمات قال فيها: أنا أحبكم، فإذا أخذنا كلام فخامته فأين يمكن صرفه؟ عند أي مصرف؟

مليونان من الناس في حراك مستمر منذ 19 يوماً من دون انقطاع، ألا يستمع من في قصره والآخر في مكتبه الى ما يُقال، ثم ينظران الى الأمور وكأنّ شيئاً لا يحدث، الغريب العجيب بعد مرور التسعة عشر يوماً اننا لا نزال في المربّع الأول، أي في استقالة الحكومة، وكان مفترضاً برئيس الجمهورية أن يباشر بإجراء الإستشارات النيابية، والحراك لا يزال ينتظر إجراءها، وقد يكون مفيداً، في هذا السياق، الاستشهاد بقول النائب نهاد المشنوق بأنّ تأجيل الإستشارات مخالف للدستور والأعراف، وأيضاً بكلام النائب السابق مصطفى علوش ان من واجبه دعوة النواب الى الإستشارات ومن ثم يكلف مَن يحظى بالأكثرية النيابية… فهل نسي رئيس الجمهورية هذه الإجرائية التنفيذية، خصوصاً في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الوطن التي لا تحتمل أي مماطلة لتحقيق أهداف سياسية؟

 

وكنا نتمنى على فخامته أن يستعجل في المسار الحكومي، بدءًا بالإستشارات، لتكليف الرئيس الذي سيشكل الحكومة عملاً بأحكام الدستور، أما التأخير فهو ليس في مصلحة البلد ولا في مصلحة المواطن ولا في مصلحة العهد ذاته.

 

يبقى أملنا كبيراً بأن يستمر هذا الحراك ضمن المظاهر الحضارية وأن يخفف من قطع الطرقات، وهنا لا بدّ من كلمة شكر لقائد الجيش وضباطه وعناصره، ومدير عام قوى الأمن الداخلي وضباطها وعناصرها الذين بذلوا خلال الأيام العشرين الأخيرة جهوداً جبارة وانضباطاً غير مسبوق.