باسيل هرب من ١٣ تشرين إلى الخلوة لتفادي المساءلة وعلق بهشاشة مواقفه
تهرَّب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هذا العام، من احياء احتفالية ذكرى ١٣ تشرين الاول «التاريخية»، التي كان يحرص على تنظيمها كل عام، لتخليد هذه الذكرى، التي اخرج بنتيجتها، العماد ميشال عون بالقوة العسكرية من قصر بعبدا، وغادر إلى فرنسا، إلى استبدالها، بتنظيم خلوة، تحت مسمى»الأولويات الانقاذية»، ضمنها، ما يشبه الخطة او البرنامج المستقبلي للحكم والسلطة.
ثم نظم مهرجاناً يوم السبت الماضي على عجل، بعد احداث الطيونة وعين الرمانة الدموية، لاظهار نفسه وتياره، بالنموذج المثالي للمسيحيين، مقابل نموذج القوات اللبنانية التي تصدرت المشهد السياسي، بعد تفاعل الحملات التي اتهمتها، بالوقوف وراء الاحداث الاليمة التي حصلت يومذاك.
كان يفترض، بذكرى ١٣تشرين، لهذا العام، ان تشكل مناسبة للتيار، لكي يقدم، رئيسه لجمهور ومحازبيه، جردة حساب، لما انجزه، عهد الرئيس ميشال عون خلال السنوات الخمس الماضية، وأن يطلعهم، على مصير رزمة الوعود والمطالب والشعارات البراقة، التي بشرهم بها، في مسلسل «الاصلاح والتغيير»، والنتائج التي تحققت في هذا الظرف بالذات، او على الاقل، مصارحتهم، بالاخفاقات والتعثر والفشل الذي مني به، اداء العهد وتياره.
تنظيم الخلوة، لهذا العام، بدلا من تنظيم الاحتفال المعهود سنويا، وطرح شعار «الاولويات الانقاذية»، مقارنة، بما كان يطرح من مواقف وشعارات وهمية، طنانة، رنانة، واستفزازية، يمثل محاولة مفضوحة، للهروب الى الامام، ولتجنب المساءلة وكشف حساب، عماقام به التيار، منذ ماقبل، تولي رئيسه الأساسي ميشال عون، سدة الرئاسة، وحتى اليوم.
إنجازات العونية كانت حافلة بسلسلة من الارتكازات والتحيُّز بين مار مخايل والطيونة لم يكن في محله
كعادته، لم يتهرب باسيل من المساءلة وكشف الحساب امام تيار ومحازبيه فقط، بل كرر اكاذيبه المعهودة، بالتهرب من مسؤوليته بالفشل في النهوض بقطاع الكهرباء، تحت شعاره المزيف» لو ماعطلو خطة الكهرباء بالعام 2010، لما كنا نعيش بالعتمة الحالية»، ولكنه لم يخبر الناس، لماذا مايزال ممسكاً بوزارة الطاقة حتى اليوم، اذا كان مكبلا، ولا يستطيع النهوض بالكهرباء؟ اما الاكذوبة التي استلحق بها خلوته بتغريدة قال، فيها»كلهم عميتكتلو ضدنا»، ولكنه لم يكشف عمن هم هؤلاء، وما اذا كان يقصدحليفه» حزب الله « في ذروة الخلاف حول موقف العهد من مسار التحقيق العدلي بانفجار مرفأ بيروت، في حين يعرف الجميع، ان رئيس التيار الوطني الحر، لم يترك حليفه، الا وخاصمه، ولا سياسيا، الا وتصادم معه.
اما المواقف التي أعلنها بمهرجان التيار المستجد، اقل ما يقال فيها، انها ارتجالية، لم ترتق الى مستوى الاحداث الدموية التي أصابت اللبنانيين بالصميم، بل كانت محاولة ممجوجة، لحجز موقع له على الساحة المسيحية، بعدما ظهر ان مسلسل التطورات، تجاوز العهد وتياره، وكانهما في عالم النسيان، في حين، كشف استحضاره، لمفردات الحرب الاهلية المشؤومة، وتذكير خصمه اللدود، رئيس حزب القوات اللبنانية، بدوره وممارساته الدموية في تلك الحرب، هشاشة الخطاب السياسي، وخفة ملحوظة، لا تحقق الغاية منها، لان انجازات رئيس التيار الوطني الحر الاساسي ميشال عون، كانت حافلة بسلسلة من الارتكابات والقصف واستهداف المدنيين، في العديد من المناطق اللبنانية.اما تخييره، المسيحيين بين خيار تفاهم مار مخايل، وخيار احداث الطيونة، فهو أسوأ طرح قدمه للمسيحيين واللبنانيين، لان كلا الخيارين، أسوأ من الاخر، ولا يعبران عن طموحات وتطلعات اللبنانيين، الا اذا كان يمني، نفسه، بتكرار تجربة، تفاهم مار مخايل للوصول إلى الرئاسة الاولى خلفا للعماد عون.
في الخلاصة، لم يستطع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في المهرجان المذكور، حجز موقع الزعامة المسيحيةالذي يطمح اليه، بعد سلسلة من المواقف الهشة والطروحات المتناقضة، والتي تتعارض بمعظمها مع تطلعات وطموحات المسيحيين عموما، بعد الفشل الذريع للعهد، والأداء السيء لتياره على مختلف المستويات.