لا شك بأنّ الذي استمع الى صهر فخامة الرئيس، تعتريه الدهشة، بعد تأخره 4 أيام عن الموعد… لأسباب لا تزال غير معروفة، ولكن يُقال إنه كان يعلم بالمؤامرة، ولذلك فإنه أجّل حديثه «الشيّق» كي يشرح للمواطنين أشياء، يبدو ان لا أحد يعلم بها… وهنا لا بد من التوقف والرد على ما جاء في حديثه من خلال نقاط عدة أهمها:
أولاً: أهم ما أثارنا أنّ المواطنين الذين يسكنون في منطقة عين الرمانة، تغيّروا وأصبحوا أعداء له ولتياره، فهو يدّعي أنه وطني.. لماذا؟.. لأنّ أبناء عين الرمانة يدافعون عن بيوتهم وعن أولادهم وعن أعراضهم وعن ممتلكاتهم… عجيب غريب كيف يغيّر الصهر الحقائق فيقول: إنّ هؤلاء هم الذين قاموا بالمؤامرة، أية مؤامرة؟ هل عندما تكون في منزلك فيهاجمك أحد فإنّ دفاعك مؤامرة؟.. وهل إذا دافعت عن أولادك وأمك وأبيك وزوجتك، فإنّ ذلك يعتبر مؤامرة أيضاً؟
فعلاً منطق عجيب غريب، وأعذره خاصة وأنّ شعبية التيار الوطني الحر تتراجع يومياً، بل نستطيع القول إنها أصبحت ضعيفة جداً… ويمكن أن نعتمد نتائج الانتخابات الجامعية التي حصلت مؤخراً… فقد حصلت «القوات اللبنانية» على عشرة مقاعد، بينما لم يحصل التيار الوطني الحر إلاّ على مقعدين، نعم حصل على صوتين فقط.
ثانياً: قال الصهر إنّ «القوات» عرقلت أعمال الحكومة… وهنا للتذكير فقط… نريد أن نذكّره بأنه سقط في الانتخابات النيابية مرتين، فاضطر الى تغيير قانون الانتخابات، ولولا مساعدة «المردة» وطبعاً «الحزب» والأهم تيار المستقبل ما كان نجح أبداً.
وبالعودة نقول إنّ كل حكومة صارت تحتاج الى سنة كاملة كي تُشكّل، وكما قال فخامة الرئيس رداً على سؤال صحافي «وعمرها ما تتشكل حكومة، لعيون صهر الجنرال».
كما نتذكر أنّ فخامته كان يكافئ الصهر العزيز بعد سقوطه بالانتخابات بتعيينه وزيراً في أية وزارة يرغب بها، وهكذا بدأ بوزارة الاتصالات ثم بوزارة الطاقة ثم بوزارة الخارجية وهو حقق نجاحاً في كل وزارة تسلمها!!! كما يعلم القاصي والداني.
ونبدأ بوزارة الاتصالات يوم أدخل في كل شركة من شركتي الخلوي 500 موظف تابعين للتيار الوطني الحر، وهكذا تراجع مدخول الشركتين بشكل مخيف، ولا داعي لنشر الأرقام لأنها باتت معروفة.
ثالثاً: ننتقل الى وزارة الطاقة، ويكفيه فخراً انها كلّفت الخزينة اللبنانية مبلغ 65 مليار دولار خسائر، وهذا المبلغ يشكل 3/4 دين الدولة، وهذا أيضاً بات معروفاً ومشهوراً عند كل مواطن ناهيك عن مشروع محطة كهرباء وتغويز في منطقة سلعاتا، وبكم اشترى الاراضي وبكم يريد أن يبيعها للدولة..
رابعاً: لماذا لا يتحدث عن السدود وعن البواخر وعن المناقصات المشبوهة، وعن التدخلات في القضاء والسمسرات والتعيينات العشوائية وغيرها…
خامساً: لا بد أن نتحدث عن الأخلاق وعن التزامه بالمبادئ والقِيَم… وهنا نعطي الأمثال:
قال فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون إنه يريد تكسير رأس حافظ الأسد، وأوّل ما فعله بعد عودته من المنفى انه ذهب مع زوجته وصهره الى سوريا، وحلّ في ضيافة الرئيس السوري بشار الأسد.
مثل ثانٍ: أبرم «اتفاق معراب» مع الدكتور جعجع على أن يتبنى الدكتور تأييد ترشيحه رئيساً للجمهورية مقابل مناصفة في عدد النواب وعدد الوزراء… وتسلم عون الرئاسة فالتف على باقي بنود الاتفاق وعاد الى لغة التخوين والانتقام…
الاتفاق مع الرئيس الحريري مثال أيضاً، حيث أرسل فخامته صهره العزيز الى اثينا ووقع اتفاقاً مع السيد نادر الحريري ممثلاً للرئيس سعد الحريري… وهنا نحب أن نسأله: هل التزم بأي بند؟ طبعاً معروف أنّ فخامته وصهره العزيز لا ينفذان أي اتفاق، إذ يصبح المتحالف معهما خصماً.
على كل حال، «يا هيك تكون المبادئ يا عمرها ما تكون».
أخيراً وليس آخراً، يقول إنّ 13 تشرين هو تاريخ كتب بالدم، وهذا الكلام صحيح. ولكن نذكره بأنّ الذي تسبب بهذه الدماء، هو فخامة الرئيس ميشال عون، الذي رفض أن يسلّم قصر بعبدا بعد انتخاب الرئيس المرحوم الياس الهراوي، ودعا الجيش الذي كان في قصر بعبدا وفي وزارة الدفاع الى الصمود ووعد بأنه سيحارب حتى النهاية، وأنه سيكون آخر عسكري يترك أرض المعركة… ولم يكذب فخامته إذ انه عندما سمع هدير طائرة السوخوي السورية في سماء بعبدا كان أوّل الهاربين الى السفارة الفرنسية بالبيجاما.
يقول الصهر إنّ 13 تشرين الاول كتب بالدم 31 سنة.. الله… الله كيف تمرّ الأيام… والمصيبة أنّ الإنهزام والهروب من المعركة يعتبر انتصاراً… كيف لا تعرفون ايها اللبنانيون في العلوم العسكرية هذه النظرية الجديدة إذْ لا يعرفها ويتحدث عنها إلاّ الجنرال عون أي فخامة الرئيس وصهره فقط.
كلمة أخيرة أيضاً يقول: لا تعبدوا وطنين: وطنكم ووطن «عمالتكم».
لا أحد يعبد وطناً، فالعبادة هي لله ربّ العالمين… وليتك قلت: لا تعبدوا ربين: الله والمال.
ثانياً كنت أتمنى لو أنّ فخامته يحب لبنان وشعبه.. إذ يكفي أن نقول له إنّ الشعب اللبناني الغني صار فقيراً يشحد كل شيء، وذلك بفضل فشل عهده وفشل صهره في كل ما فعله في هذا العهد وقبله.