Site icon IMLebanon

باسيل يتجه لشدّ العصب المسيحي بشعارات «الرباعي» والمظلومية السياسية

 

 

«رب ضارة نافعة»، بهذا الجواب علقت مصادر مسيحية على الكلام الأخير غير المسبوق للنائب جبران باسيل عقب انتهاء اجتماع تكتل لبنان القوي ردا على «لا» قرار المجلس الدستوري، وتناول فيه باسيل الثنائي الشيعي، ملمحا للمرة الأولى الى دور لحزب الله في ما حصل في شأن الطعن، متحدثا عن مترتبات سياسية لاحقة.

 

المقصود بالنافعة، كما تقول المصادر، ان قرار المجلس الدستوري الذي يمثل صفعة للتيار بسقوط الطعن عقب سقوط التسوية السياسية، وكونه ترك أعزلا من دون حلفائه، فان «تراجيديا»الطعن قد تعود بالمنافع والإيجابية على التيار الوطني الحر الذي سيتخذ من خذلان الثنائي له مبررا للعودة الى المعارضة، واستعطاف الشارع المسيحي بشعارات المظلومية واستهداف الحالة العونية للنهوض بالقاعدة العونية المتهالكة من وقع أحداث الانهيار والضربات التي ألمّت بالعهد وتياره السياسي.

 

كلام  باسيل الانفعالي ترك أصداء واسعة حول مستقبل علاقته بالثنائي، وحزب الله تحديدا، فالعلاقة مع الحزب  من العلاقات الاستثنائية والمثيرة للجدل التي بقيت عصية على السقوط في التجاذبات الداخلية، ولم تتأثر بالتوترات الكبرى بين التيار و «حركة أمل»، التساؤلات الأهم طرحت عن مصير الانتخابات النيابية والتحالفات المناطقية. علما ان خريطة التحالفات في بعض المناطق صارت جاهزة، وكان ينقصها «رتوشات» معينة تتعلق بترتيب الخلاف بين «أمل» والتيار، مع حرص حزب الله، كما تقول المعلومات، على خصوصية إعادة عدد من المقاعد المسيحية الى كنف الحليف.

 

وعليه، تقول مصادر سياسية ان رئيس التيار جبران باسيل تسرّع في انفعاله، كما اشتكت مصادر من الدائرة اللصيقة له عاتبته على الموقف، فيما كان الرأي الآخر في التيار مؤيدا للهجوم على الثنائي، بعدما وصلت الأمور الى منحى متدهور في العلاقة، ومع شعور عوني عارم ان على حزب الله ان يتخذ موقفا واضحا من معادلة «معنا او ضدنا»، كما يردد بعض العونيين .

 

المؤكد ان «الحرد الباسيلي» ليس متعلقا فقط بمترتبات رفض الطعن، مع العلم ان التيار الوطني الحر فوجئ بالانقلاب الذي حصل، كما تقول المصادر، على اثر لقاء عين التينة وتمثيلية خروج رئيس الحكومة غاضبا وتصريحه المقتضب عن تسوية لا تعنيه، وهذا ما استفز الفريق الباسيلي الذي كان يتطلع لإلغاء إقتراع المغتربين لـ ١٢٨ مقعدا وحصر الإنتخابات بالدائرة ١٦، الا ان سبب الغضب الذي فجره رئيس التيار يتمثل بقناعة لدى العونيين ان حزب الله يصطف الى جانب عين التينة، ويبدّي مطالب الرئيس نبيه بري على حساب التيار، في الوقت الذي دفع التيار فاتورة تفاهم مار مخايل مسيحيا، فالنائب جبران باسيل اعتصم بعكس قياديين في التيار بالصمت ازاء تجاوزات حصلت، وبقي بعيدا عن مسرح التوترات التي كانت تحصل بين جمهوره وجمهور الثنائي وتحديدا بين «أمل» والتيار، في الوقت الذي كان التيار وفريق العهد شماعة علقت عليها كل الأزمات الداخلية.

 

من وجهة نظر التيار، فان المجلس الدستوري سقط في الصفقات وتدخل المنظومة السياسية، وكان عليه ان يأخذ قرارا فيرفض بنود في الطعن ويقبل بنود أخرى، لكنه سقط في التجاذبات لأنه مدار من أحزاب المنظومة السياسية، وعلى الأرجح ان قرار الطعن جاء ردا  وعقابا للتيار لعدم قبوله  السير في موضوع تطيير المحقق العدلي ونسف التحقيق، وعدم موافقته على طرح إحياء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والنواب والوزراء.