Site icon IMLebanon

باسيل يحتمي بـ “الطيونة”… ويهدّد “حزب الله” بـ”القوات”!

 

 

لا تزال لعبة شدّ الحبال مستمرة بين رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل و”حزب الله”، في حين أن لعبة شدّ العصب باتت مكشوفة لأن الشعب يعلم أن باسيل وتياره هما من دعما مشروع “الحزب” وأوصلا البلاد إلى التعطيل والعزلة.

 

عندما عُقدت طاولات الحوار الوطني في لوزان وجنيف أيام الحرب الأهلية، كان لكل فريق مطالبه، فالفريق الشيعي كان ممثلاً برئيس حركة “أمل” نبيه بري، وحينها كان الظهور الشيعي القوي بدأ يتبلور بحضور بري على الساحة، ومن ثم إنتصار الثورة الإسلامية في إيران وتصديرها إلى لبنان عبر “حزب الله”.

 

وقف برّي في لوزان وجنيف مطالباً بالإصلاحات وإعطاء بعض الحقوق للشيعة ليقول إنه حقّق كحركة “أمل” مكاسب، ولكي يواجه تمدّد “حزب الله”، وينقل من شارك في الإجتماعات أن بري تكلّم إلى الرئيس كميل شمعون والزعماء الموارنة قائلاً “إمنحوني بعض المكاسب لأن ضعفي سيقوي الفريق الشيعي الآخر، أي “حزب الله”، وما أدراكم ما هو “الحزب” وستندمون.

 

كان “حزب الله” في بداياته ولم يأبه الزعماء الموارنة وبقية الأطراف لصعوده، وظنوا أن بري يهددهم، لتكون النتيجة أن “حزب الله” وضع يده على مفاصل الدولة.

 

وعندما أتى الرئيس سعد الحريري إلى سدّة الحكومة والقيادة، كان بعض المقرّبين يؤكدون دائماً أن البديل عن الحريري هو “القاعدة” والتطرّف السنّي، وحاول الحريري إستعمال هذه الورقة ليبقى في موقع الرئاسة الثالثة. وبعد انقلاب القمصان السود على حكومته العام 2011، عاد فريق “الثنائي الشيعي” ليطالب به بعد تفجّر التشدّد السنّي في سوريا والعراق، وعاد الحريري وبارك حكومة الرئيس تمام سلام ومن ثمّ دخل التسوية الرئاسية في العام 2016 قبل أن تنهار بفعل ضربات إنتفاضة 17 تشرين.

 

إذاً، يحاول كل طرف ممارسة لعبة الإبتزاز السياسي، فالرئيس بري نجح فيها لأنه بات حاجة، فهو حاجة لـ”حزب الله” لأنه يستطيع التحدّث مع الجميع في الداخل والخارج، وهو حاجة لخصوم “الحزب”، لأن إسقاطه يعني سيطرة “حزب الله” على الساحة الشيعية.

 

أما الحريري فقد نجح في لعبة الإبتزاز نوعاً ما، لكن الضربة أتته من المملكة العربية السعودية، والتي وضعت “فيتو” على عودته إلى رئاسة الحكومة، مما أفقده دوره الإقليمي.

 

اليوم، يحاول باسيل ممارسة اللعبة ذاتها، فكُثر ظنوا أن تخييره الدائم بين “تفاهم مار مخايل” أو “أحداث الطيونة” هو تبرير لنفسه وللقول أن “مار مخايل” حمى السلم الأهلي والمسيحيين على حدّ سواء، وليوقف النزف في شعبيته.

 

لكن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ إن باسيل يقول لـ”حزب الله” ما قاله بري للزعماء الموارنة في لوزان وجنيف، وما روّج له الحريري في فترة تمدّد “داعش” وأخواتها، ورسالته واضحة جداً لـ”الحزب” وهي: أنتم لا تريدون نجدتي وتريدون التخلّي عن دعمي وفق “إتفاق مار مخايل” فالأمر بسيط جداً، سأسقط مسيحياً وستحتل “القوات” الساحة المسيحية وستفتقدون الغطاء المسيحي الذي أمّنته لكم، وسيحلّ بكم مثلما حلّ في الطيونة وعين الرمانة، وتحمّلوا ضربات “القوات” التي ستلتهمكم وتواجهكم.

 

يُجري “حزب الله” حساباته الإنتخابية الدقيقة، فهو لا يريد خسارة الغطاء المسيحي، لكنه في المقابل لن يقول كلمته في الإنتخابات الرئاسية منذ الآن، لأن قرار الإنتخابات موجود في طهران وليس في الضاحية الجنوبية، وبالتالي فإن أقصى ما يمكن لـ”الحزب” تقديمه لباسيل هو محاولة ضرب صورة “القوات”، لكن هذا الأمر يرتدّ سلباً على باسيل لأن شعبية “القوات” ترتفع في حين أن “التيار” يستكمل مساره الإنحداري.