Site icon IMLebanon

باسيل وبري و”الحبل السري” بين “البلطجة” والانتخاب

 

يحاول رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل ممارسة أقصى درجة شدّ العصب قبل موعد الإنتخابات النيابية التي تدلّ على تراجع حتمي لتياره في الشارع المسيحي.

 

لم يكتشف باسيل عنواناً مُكسباً أكثر من الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحركة “امل” في محاولة جديدة لتعويم نفسه مسيحياً. ومن جهة ثانية، يحاول باسيل الإستمرار في المناوشات الناعمة مع “حزب الله” لعلها أيضاً تعطيه مكاسب جديدة، لكن كل تلك الحرب لم تصل إلى حدّ إعلان المقاطعة.

 

لا شكّ أنّ “حزب الله” يستمر في أعماله التعطيلية، فقد عطّل إجتماعات مجلس الوزراء من أجل قبع المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ويحكم لبنان وفق مصالحه الإقليمية، وما هجوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية سوى ضرب لمصالح اللبنانيين وأخذهم رهينة المحور الإيراني.

 

لكن لا عزل لبنان عربياً ودولياً ولا ضرب أسس الدولة ولا تفلّت السلاح ورهنه بمصالح إيران هي سبب إنتفاضة باسيل ضدّ “حزب الله” و”أمل”، بل إن عدم مساندة “الثنائي الشيعي” لباسيل في معركته لإسقاط حقّ المغتربين في التصويت لـ128 نائباً هو ما دفعه إلى إنتقاد “الحزب” وإظهار الغضب الساطع.

 

وبما أنه لا يريد إغضاب “حزب الله”، فقد صوّب باسيل باتجاه برّي في محاولة لتحقيق مكاسب، لكنّ الشعب لم يقبض المعركة جدياً واعتبرها تمثيلية.

 

في العام 2009 خاض “التيار الوطني الحرّ” معركة شرسة ضدّ بري في جزين، ودق النفير وأعلن التعبئة العامة وخاض معركة استرجاع حقوق المسيحيين ضدّ الثلاثي برّي والحريري وجنبلاط، فكانت الصدمة الكبرى بانتخاب تكتل “التغيير والإصلاح” برئاسة العماد ميشال عون بري رئيساً لمجلس النواب.

 

أما المواجهة الأكبر، فكانت من بلدة محمرش البترونية حيث أطلق باسيل العنان لهجومه على بري واصفاً إياه بـ”البلطجي” ومطلقاً ألفاظاً عنيفة بحقه، فكانت ردود الفعل المدوية لحركة “أمل” في الشارع، وكاد كلام باسيل أن يؤدي إلى حرب أهلية، واضطر إثرها الرئيس عون للإعتذار من الرئيس برّي.

 

وبعد هذه المعركة بين باسيل وبري كانت الصدمة الكبرى بأن تكتل باسيل انتخب بري “البلطجي” بنظره رئيساً لمجلس النواب.

 

والمفارقة الكبرى أن باسيل يطلق هجومه على “القوات” معتبراً أنها و”أمل” شكّلتا “ثنائي الطيونة”، في حين أن “القوات” لم تنتخب بري لرئاسة مجلس النواب بينما هو وتكتله انتخباه مرّتين في العامين 2009 و2018.

 

يُطبق باسيل في هجومه المستمر على بري قصّة الفتاة التي تبكي يوم عرسها لأنها لا تريد ترك أهلها، فيعرض عليها والدها أن تبقى في البيت ولا تتزوج فتجاوبه: “أبكي واروح”، وهكذا يفعل رئيس “التيار الوطني الحرّ”، “يُبلطج” بري ومن ثمّ ينتخبه رئيساً للمجلس، يهاجمه ومن ثم يقتسم التعيينات معه.

 

مهما علا صوت باسيل ضدّ بري أو أفرقاء 8 آذار، يبقى “حزب الله” ضابط الإيقاع، فإذا أراد بري رئيساً للمجلس فإنه سيجبر باسيل على انتخابه كي ينال الميثاقية المسيحية، لذلك تبقى هذه المعركة “دونكيشوتية” بلا أفق… والمواطن هو من يدفع الثمن طبعاً.