Site icon IMLebanon

باسيل يكاد يكون وحيداً انتخابياً… الخصوم بالجملة ووساطات حزب الله لم تنجح !!

بعد برّي… فرنجية و«القومي» و«الطاشناق» وسعد يرفضون التحالف مع «التيار»

 

لا شك في انّ عدد خصوم رئيس» التيار الوطني الحر» جبران باسيل يتفاقم، حتى جرف معه كل الحلفاء بإستثناء حزب الله، ووضعهم جميعاً في سلّة الخصوم، وعلى ما يبدو انهم يطبّقون مقولة «خصم خصمي، هو صديقي»، مبرّرين ذلك بأنّ باسيل لا يستطيع التحالف طويلاً مع احد، إلا مع حزب الله حيث له مصالح بذلك، فيما مع الافرقاء الآخرين فتبعاً لتوقيت المصلحة الخاصة التي لا تمتد لفترة طويلة، لذا يلجأ في فترة الانتخابات النيابية الى تبيّيض العلاقة السياسية، وفقاً لما تتطلّبه العلاقة الانتخابية، ولعدد المرشحين التابعين ل«التيار الوطني الحر»، ومدى نسبة فرص نجاحهم، وفق ما تقول مصادر حلفاء باسيل السابقين، الذين باتوا خصوماً يرفضون ملاقاته على الضفة الانتخابية اليوم، مفضّلين الاستعانة بحلفاء آخرين يثقون بهم اكثر.

 

الى ذلك، وفي ظل بقاء باسيل وحيداً على الساحة الانتخابية، المحتاجة الى اطراف عدة يساهمون في تحقيق الحواصل، تشير مصادر معارضيه الى انه لم يبق امامه سوى الاستعانة بالعباءة الطائفية، مع تجديد مقولة « إعادة حقوق المسيحيين» التي يلجأ اليها كل فترة كي يكسب شعبية مسيحية، والى ما هنالك من وتر طائفي يستطيع من خلاله كسب مناصرين جدد، خاصة الجماعات المستقلة البعيدة عن الاحزاب، لانّ المقولة المذكورة تدغدع الوتر الطائفي، خصوصاً في موسم الحملات الانتخابية، كما انّ مناصري « التيار» يتوقون ايضاً الى الحقبة، التي كان خلالها المسيحيون يتمتعون بالنفوذ، والى حقبة « الجنرال عون» و«بيت الشعب» وشعارات الحرية والسيادة التي كان ينادي بها « التيار» في ذلك الوقت.

 

وتتابع المصادر المذكورة :» باسيل يلجأ كل فترة الى اطلاق مواقف تنتقد تحالف الثنائي الشيعي، فيرجّح كفّة الانتقادات اكثر الى «حركة امل « ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليستذكر كلمات « الديكتاتورية والحرتقة والبلطجي» والى ما هنالك لكسب اصوات المؤيدين، مع إطلاق رسائل في اتجاهات عديدة من دون تسميتها، من ضمنها حزب الله، لكن عبر كلمات العتب ليس اكثر، في سبيل تصحيح اي خلل بينهما، وعلى سبيل المثال يذكّر باسيل دائماً بضرورة تجديد ورقة « تفاهم مار مخايل» التي وُقعّت بين الحزب و«التيار» في العام 2006، كما لا ينسى دائماً رئيس الحزب» التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والتحدث عن اجراس كنائس الجبل، إضافة الى نبش القبور دائماً مع «القوات اللبنانية»، مروراً ب «تيارالمردة» الذي لم يخلُ من « التلطيشات» كل فترة، خصوصاً في ما يخص المعركة الرئاسية ، فضلاً عن فُكَّ تحالفه مع رئيس «حركة الاستقلال» النائب المستقيل ميشال معوّض، وحزب «الطاشناق»، وآل المر، من دون ان ننسى الخلاف الاكبر مع رئيس «تيار المستقبل» والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، الذي وصلت ذروة الخلافات معه الى اقصى حدودها، ما يعني ان الاصوات التي حصل عليها باسيل في الدوائر التي كانت تجمعه في العام 2018 مع الحريري، ستكون غائبة كلياً في شهر ايار المقبل، حيث لا تحالف ولا تقارب، واصوات اهل السنّة المحسوبين على الحريري، ستكون خارج السياق ولن تدخل في صناديق الاقتراع البرتقالية، وبالتالي لن يحصل «التيار» على اي صوت انتخابي منهم، لانّ العداوة وصلت الى اعلى السقوف، ولم يعد هنالك اي مجال لحصول توافق.

 

وسط هذه المشاهد، ترى المصادر عينها بأنّ كل ما يقوم به رئيس «التيار» العوني في هذا الاطار، يدّل على ما وصفوه ب» التخبّط السياسي والانتخابي»، بحيث لم يتوصل الى اي تحالف على مستوى الدوائر المهمة، على الرغم من محاولة حزب الله القيام بوساطات لإعادة العلاقات نوعاً ما الى سابق عهدها ، مع مجمل الحلفاء المتصارعين، والى ما يشبه التعاون في الانتخابات النيابية، التي يجهد ضمنها لخلط الاوراق من دون ان يصل الى نتيجة ايجابية حتى اليوم، خصوصاً محاولة جمع « التيار الوطني الحر» و» المردة « في البترون والكورة وزغرتا، بسبب رفض النائب السابق سليمان فرنجية التحالف مع النائب باسيل، كما سار الحزب « السوري القومي» في هذا الاتجاه ايضاً، والذي أبقى على تحالفه فقط مع «تيار المردة « في تلك المناطق، ودخلت منطقة عكار على الخط ايضاً، التي يبحث ضمنها باسيل عن حليف لم يجده.

 

وفي هذا الاطار، دخلت منطقتا جزين وصيدا ايضاً، حيث يواجه «التيار» صعوبات بسبب تدهور علاقاته مع بري والحريري، فضلاً عن رفض الامين العام « للتنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد فكرة التحالف مع باسيل.

 

وتختم المصادر» بأن رئيس «التيار» يرزح تحت أعباء سياسية عديدة، من ضمنها العقوبات الاميركية المفروضة عليه، وعلاقاته السلبية وتداعياتها على الاستحقاق المرتقب، فلم يبق امامه سوى حزب الله، ويجب ان يحافظ عليه مهما كانت الاسباب».