IMLebanon

فلتنجِّنا سيّدة النجاة

 

كعادته يطلّ علينا زعيم المعارضة، رئيس التيّار الحرّ النائب جبران باسيل، طارحاً علينا «دولته المدنية» وفي صلْبِها انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، وعارضاً برنامجه الدستوري والاقتصادي والمالي في حال اقترع الناس لتيّاره وأوصلوا له إلى البرلمان كتلة نيابية من ثلاثين نائباً، ونصف مجلس الوزراء ورئيساً في بعبدا، وقائداً للجيش في اليرزة، ورئيساً لمجلس القضاء الأعلى في العدليّة، ورئيساً للمجلس الدستوري، ورئيساً لمجلس شورى الدولة، ورئيساً للتفتيش المركزي، ورئيساً لدائرة المناقصات، ومدّعين عامين في المحافظات، وحاكماً للمصرف المركزي، وقائداً للدرك، ومديراً للجمارك ومحافظين وقائمقامين ورؤساء مجالس إدارة ومديرين عامين وموظفين في أوجيرو والخليوي والمؤسسات العامة واللائحة تطول وتطول…..

 

(طبعاً هذه المواقع كلّها قد عيّنها فخامة الرئيس وتيّاره في العهد الحالي).

 

لذلك، وبحسب النائب باسيل، إذا اقترع الشعب لصالح التيّار الحرّ وأعطاه كلّ هذه القوّة التمثيلية سيعمد رئيسه إلى إخراج لبنان من جهنّم التي أوصله إليها المجتمع المدني والجبهة السياديّة والثورة وعموم الشعب اللبناني الخائن الذي عكّر علاقات دولته مع دول الخليج وتدخّل في صراع المحاور وفَجَّر المرفأ وعَطَّل القضاء واستباح المعابر الشرعيّة وغير الشرعيّة وهدر المال العام وسَرَقَه وأفلَسَ الخزينة ونهب أموال المودعين في المصارف وقطع الكهرباء وهدم السدود وتنازل عن ألفي كيلومتر مربع من حقوقه البحريّة جنوباً وألف كيلومتر مربع من حقوقه البحريّة شمالاً وو…

 

وسبق أن وعدنا زعيم المعارضة، رئيس التيّار الحرّ، مؤخّراً وفي أكثر من مناسبة، بالماء والكهرباء والمترو والقطارات والمطارات والاوتوسترادات والتعليم والطبابة والاستشفاء وفرص العمل وضمان الشيخوخة وو…. في حال أوصلناه الى إلحكم.

 

هل تذكرون؟

 

والله، وبعد كلّ ما أصاب وطننا الحبيب في ظلّ هذا العهد، لا بدّ من التنويه بجرأة رئيس التيّار الحرّ النائب باسيل على إعادة طرح نفسه كمُنقِذ للبلادِ وللعباد بدل الانسحاب واعتزال العمل الوطني والسياسي والحزبي، لأنّه يتصرّف وكأن اللبنانيّين فاقدو الذاكرة أو مصابون بداء النسيان أو أنّهم سيُخدَعون من جديد وسيُلدَغون من الجحر ثلاث مرّات. (أول مرّة بين 1988 و1990، والمرة الثانية من العام 2005 لغاية 2022). فلتُنجّنا سيّدة النجاة في ذكرى تفجيرها من فجور الفاجرين.

 

وعلى الهامش، وبعد فضيحة التنازل عن الخط البحري 29، وبغض النظر عن صاحب القرار بالنسبة إلى بيان وزير الخارجيّة اللبناني، المحسوب على فخامته وسعادته، والمندّد بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وتبرّؤ رئيس الجمهورية والنائب باسيل منه بعد حين، لأسباب معلومة مُجَهَّلَة، وبالرغم من أنّ لا شأنَ لنا بهذه الحرب، ونحن من دعاة السلام على كامل الكرة الأرضيّة وبين كل شعوب العالم، إلّا أنّنا لا يمكننا إلّا أن نرفع القبّعة للرئيس الأوكراني الذي أوقف «التمثيل» على شعبه عندما ولّاه على رئاسة البلاد فأعلن أنّه مستعد للموت مع عائلته دفاعاً عن عاصمته ووطنه، وأنّه لن يترك شعبه وحيداً تحت أيّ ظرف، وردّ على اقتراح أميركا بايدن، أنّه هو ليس بحاجة لرحلة طيران تُخرجه من بلاده ليبقى على قيد الحياة لكنّه بحاجة إلى السلاح لحماية أوكرانيا.

 

فالقيادة تضحية من أجل الشعب وليست تمثيلاً عليه.