رغم العقوبات الأميركية والحصار الغربي والخليجي والحرب السياسية الداخلية لإسقاطه، رفع رئيس التيار جبران باسيل شعار «رح نبقى عون» في وجه كل خصومه، وأعلن ترسيخ تحالفه مع حزب الله، مؤكداً صوابيّة هذا الخيار منذ عام 2006. وفيما كانت حظوظ التحالف مع حركة أمل خلال الأسبوع الماضي شبه معدومة، برز خرق عبّر عنه باسيل ضمنياً، سيضع التيار والحركة على لائحة واحدة في عدة دوائر ولا سيما بعبدا والبقاع الشمالي. فهدف رئيس التيار الأول والأخير هو إثبات قوته وشرعيته مجدداً. الخطوة الأولى كانت بالإعلان عن 19 مرشحاً حزبياً على الدوائر الـ 15، والخطوة التالية ستكون بنسج تحالفات لتعزيز هذا الربح
19 مرشحاً حزبياً سيخوض بهم التيار الوطني الحر معركة وجوده وتثبيت شرعيته، بعد 3 سنوات على حرب سياسية وإعلامية مركّزة ضده. أمس، استفاض رئيس التيار جبران باسيل، في كلمته في المؤتمر السنوي السابع للتيار، في الحديث عن «مشروع إسقاط جبران والتيار» بكل الأدوات المتاحة والتحالفات، وصولاً الى استجرار «تحالف دولي ضدنا». وأكد أن التيار «رح يبقى هون»، ومتطلّبات هذا البقاء تكمن في تأمين حلفاء وتحالفات لفكّ الحصار ونيل عدد أكبر من المقاعد. لذلك أعاد باسيل تجديد عقد التفاهم مع حزب الله بما يزيل الغشاوة من أمام جزء من الجمهور العوني المشكك بخيار التحالف مع الحزب مقارنةً بمردوده، وذهب أبعد الى تأكيد حرصه على هذا التفاهم وصوابيّته منذ عقده عام 2006. ورغم أن خيارات باسيل السياسية التي وصفها بالاستراتيجية سيكون لها انعكاسات سلبية على الانتخابات الرئاسية إذا بقي المشهد الدولي على ما هو عليه، إلا أن تجديد التفاهم مع حزب الله شيء، والإعلان عن تحالف سياسي مع حركة أمل ولو من دون أن يسمّيها أمر آخر بالنسبة إلى الجمهور العوني. عير أن رئيس التيار المصمم على الخروج قوياً من الانتخابات، أوضح للعونيين أن هذا التحالف يدوم ليوم الانتخابات «وبعدها كل واحد منّا بيروح بيقعد بكتلته أو بحزبه أو بتياره وبيعمل تحالفاته السياسية»، وأن «الشراكة باللوائح الانتخابية ليست شراكة بالبرامج. هي عملية دمج أصوات» ضرورية لأن «التحالفات تؤمّن حواصل، وكل حزب بالتفضيلي ينتخب نوابه… ناسهم عم يجيبوا نوابهم. وناسنا عم يجيبوا نوابنا». أما لمن سيعيّر التيار والعونيين بالتحالفات الانتخابية، فدعا باسيل قاعدته إلى سؤال هؤلاء عن تحالفاتهم مع الميليشيوي والبيك والشيخ وأبناء الثورة الملونة.
إعلان باسيل عن تحالفه مع حزب الله وحركة أمل يعود الى تقدّم كبير في المفاوضات الانتخابية بين الأطراف الثلاثة في تشكيل لوائح مشتركة. فحتى منتصف الأسبوع الماضي، كان التيار جازماً بخوضه الانتخابات من دون التحالف مع أمل. وعلمت «الأخبار» أن ما كان محسوماً تبدّل في اليومين الأخيرين، وجرى التوافق على تشكيل لائحة واحدة بين التيار وحزب الله وحركة أمل والحزب الديموقراطي في دائرة بعبدا تماماً كما كانت الحال في انتخابات 2018. وقد أعلن التيار أمس عن مرشحه الحزبي في هذه الدائرة النائب آلان عون، ومن المرجح أن يتحالف مع مرشحين اثنين مستقلين هما شادي الأسمر من بلدة الحدت وفادي أبو رحال من بلدة الشياح، متقصّداً اختيار مرشحيه من نفس بلدتَي نائبيه السابقين حكمت ديب (الحدت) وناجي غاريوس (الشياح). وسيكون الى جانب عون والمستقلين، النائب علي عمار (حزب الله) والنائب فادي علامة (حركة أمل) ومرشح يسمّيه أرسلان عن المقعد الدرزي.
التحالف سيتكرر في دائرة بيروت الثانية، حيث يعيد التيار ترشيح نائبه إدغار طرابلسي على المقعد الإنجيلي على لائحة الثنائي، وفي بعلبك ــــ الهرمل حيث يخوض التيار معركة للمرة الأولى على المقعد الكاثوليكي الذي كان من حصة الحزب القومي. غير أن اسم المرشح العوني لم يعلن حتى الساعة في انتظار حسم التحالف بشكل نهائي.
المشكلة الأبرز تكمن في دائرة البقاع الغربي ــــ راشيا، وخصوصاً بعد الخلاف العوني مع المرشح على لائحته إيلي الفرزلي الذي خرج ليجلس عن يمين رئيس مجلس النواب نبيه بري. وثمة مفاوضات جارية للبحث في الخيارات الأفضل لإنجاح مرشح التيار عن المقعد الماروني شربل مارون. كذلك لم تحسم أسماء اللائحة الى حين انجلاء إمكانية الشراكة مع حركة أمل. وفيما كان التيار يؤكد أن لا تحالف مع الحزب والحركة في دائرة صيدا ــــ جزين، يعيد اليوم مراجعة حساباته رغم إعلان باسيل ترشيح كل من أمل أبو زيد وزياد أسود عن المقعدين المارونيين وسليم خوري عن المقعد الكاثوليكي، علماً بأن أي تحالف مع حركة أمل يعني سحب أحد المرشحين المارونيين مقابل انضمام مرشح الحركة إبراهيم عازار الى اللائحة، وأنه جرى الحديث عن اشتراط بري إبعاد أسود عن اللائحة إذا ما حصل التحالف. هذه هي الدوائر التي يمكن أن تشهد تحالفات بين باسيل وحركة أمل بشكل غير مباشر، بينما يبقى تحالفه مع حزب الله ثابتاً في دائرة زحلة، حيث له مرشح عن المقعد الماروني هو سليم عون. ومن المفترض أن تكون اللائحة الزحلية نتاجاً مشتركاً ما بين التيار وحزب الله وحزب الطاشناق وعائلة فتوش.
في دائرة الشوف ــــ عاليه، لا تغيير في مرشحي التيار الذي أعاد تبني كل من غسان عطا الله وفريد البستاني، ويسعى الى تأمين مرشح ثالث من بلدة الدامور مقابل ترشيح سيزار أبي خليل على المقعد الماروني في عاليه. لائحة التيار في هذه الدائرة ستكون بالتحالف مع النائب طلال ارسلان. وتجرى محاولة لإرساء أرضية مشتركة مع رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب. المشكلة الأساسية هنا أن لوهاب مرشحاً هو ناجي البستاني، والتمسك به يعني إبعاد نائب التيار. لذلك عقدة البستانيين ما زالت من دون حل. أما في عاليه، فالمرجح حتى الساعة أن يتبنى التيار ترشيح ابن رئيس بلدية بحمدون طارق خير الله عن المقعد الأرثوذكسي الى جانب أبي خليل. وفي دائرة بيروت الأولى، بات من شبه المرجح خوض حزب الطاشناق الانتخابات مع التيار الوطني الحر انطلاقاً من عدة معطيات، أبرزها إعلان الوزير السابق ميشال فرعون عزوفه عن الترشح؛ ما يعني تبدد آمال الطاشناق بتشكيل لائحة مستقلين مع فرعون كان يجري العمل عليها، وعودته الى تحالفاته السابقة. في هذه الدائرة، مرشح حزبي واحد للتيار عن المقعد الكاثوليكي هو نقولا صحناوي، ويتحالف مع مرشح مستقل هو نائب رئيس هيئة قدامى ومؤسسي القوات اللبنانية إيلي أسود عن المقعد الماروني، والطبيب في مستشفى الروم جورج جيفيليكيان. وفي المتن الشمالي، ثلاثة مرشحين حزبيين، النائب إبراهيم كنعان (المقعد الماروني)، النائب إلياس بوصعب (المقعد الأرثوذكسي)، النائب إدي معلوف (المقعد الكاثوليكي). الحلف مع الطاشناق في هذه الدائرة لا يزال ضبابياً، وسيتم حسمه الأسبوع الجاري. كما أن المفاوضات مع الحزب القومي لم تحسم بعد وما يعنيه ذلك من تحالف مع مرشح الحزب أنطوان خليل عن المقعد الماروني. وفي حال انسداد الأفق، في جعبة التيار خيارات كالتحالف مع سركيس سركيس أو نصري لحود، فيما يبحث من جهة أخرى عن وجه موثوق شعبياً كالخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان.
أي تحالف مع حركة أمل في صيدا – جزين يعني سحب أحد المرشحين المارونيين
الصورة في كسروان ــــ جبيل أقلّ وضوحاً من باقي الدوائر، لكن الثابت هو الحلف مع حزب الله خلافاً للدورة الماضية، ما سيخلق مشكلة مع تيار المردة عبّر عنها رئيس التيار سليمان فرنجية خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة لناحية التخلي عن المرشح فريد الخازن. اللائحة المفترضة ستضم مرشحة التيار الحزبية عن أحد المقاعد المارونية الخمسة الوزيرة السابقة ندى بستاني فيما لم تحسم الأسماء الأخرى بعد. ويرشح التيار النائب سيمون ابي رميا في جبيل مع ترجيح التحالف مع الطبيب وليد الخوري مجدداً، الى جانب مرشح حزب الله رائد برو. من دائرة جبل لبنان الأولى الى دائرة الشمال الثالثة (البترون ــــ الكورة ــــ زغرتا ــــ بشري). في البترون، يترشح رئيس التيار، على أن ينضم الى اللائحة مدير مستشفى تنورين الحكومي الدكتور وليد حرب. وفي الكورة، ينضم الى جانب المرشح العوني جورج عطا الله، مرشح الحزب القومي وليد العازار، إضافة الى أحد المستقلّين الذي لم يعلن عنه بعد. وفي زغرتا، لم يعلن أيضاً عن المرشحَين الاثنين اللذين سيتربعان على اللائحة الى جانب المرشح العوني بيار رفول والمفترض أن يكون أحدهما من المدينة وآخر من قرى القضاء. في حين أن التيار في صدد حسم تحالفه مع المرشح وليم طوق في بشري. أما في دائرة طرابلس ــــ المنية ــــ الضنية، فسيكون ثمة مرشح للتيار سيعلن عنه ما إن تتضح التحالفات. في حين أن لائحة عكار باتت شبه محسومة، وسيتمثل بها كل من جيمي جبور (ماروني) وأسعد درغام (أرثوذكسي) عن التيار الوطني الحر، وشكيب عبود عن الحزب القومي، إضافة الى النائب السابق محمد يحيى (سني) بانتظار حسم هوية المرشح العلوي والمرشحين السنيين الآخرين.
مجدلاني مرشحة القوات مع مخزومي
اتفق حزب القوات اللبنانية والنائب فؤاد مخزومي على أن تضم لائحة الأخير في دائرة بيروت الثانية المرشحة زينة مجدلاني إلى مقعد الروم الأرثوذكس عن القوات، مع وعد من معراب بإعطاء اللائحة ومجدلاني 2000 صوت من أصوات نحو 4100 من المغتربين المسيحيين الذين سجّلوا أسماءهم للاقتراع في هذه الدائرة.