في إحدى سنوات العز، قبل هذا العهد، كنت في مهرجان الكتاب السنوي عند الواجهة البحرية لبيروت، توقفت عند «ستاند» تعلوه «خارطة» كوكب المريخ، سألتُ المسؤول عن «الستاند»: ماذا عن هذه الخارطة؟ فأجابني: بإمكانك أن تختار قطعة ارض في هذه الخارطة من كوكب المريخ، نضعُ علامة عليها ونعطيك شهادة بها وتُسجَّل باسمِك بعد ان تدفع رسماً رمزياً، وحين يتم الوصول إلى المريخ، تستلم ارضكَ بعد ان تدفع ثمنها.
تذكَّرتُ هذه الواقعة وانا استمع ظهر يوم السبت الماضي إلى خطاب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل «يبيع» (بالمعنى السياسي) مقاعد انتخابية لانتخابات 2026 من على مسرح الفوروم دو بيروت الإنتخابي. يقول باسيل في خطاب الإنتخابات: «شباب التيار يلّي ظروفهم والآلية ما سمحت لهم يكونوا معنا على اللوائح وما قدرنا نؤمّن لهم المساعدة لتخطيها، بس منلتزم بالشغل سوا ليكونوا معنا بلوائح 2026».
مَن لم يكن على لوائح التيار هذه السنة، هناك وعدٌ من باسيل ان يكون على لوائح التيار في دورة 2026.
لا يتوقف باسيل عن «بيع العقارات في المريخ».
لم يقتصر الامر على وعد الـ2026، بل اعطى تعويضاً معنوياً لمَن استبعدهم وسماهم بالاسم، مع انه تقصَّد عمداً إغفال ذكر أسماء من بينهم الدكتور ماريو عون والمهندس حكمت ديب النائبان عن التيار منذ 2018 والمستبعدان من الترشيحات الحزبية والمبتعدان طوعاً عن التيار، وإنْ كان ذكَر بعض المبعدين أمثال: النائب روجيه عازار الذي حلّت محله الوزيرة السابقة ندى البستاني.
في خطاب الـ3579 كلمة هاجم باسيل، من دون ان يسمي، الذين قفزوا من سفينة التيار، كشامل روكز ونعمت افرام وميشال معوض وإيلي الفرزلي وميشال ضاهر. تحدث عن فساد وفاسدين، ولكن لكم ان تتصوروا ان باسيل لم يجرؤ على ذكر الرئيس نبيه بري الذي سبق ان وصفه بالـ»بلطجي» في خطاب محمرش.
كيف له ان يهاجم «البلطجي» وهو موجود معه على اكثر من لائحة في اكثر من دائرة؟ لكن، على ما يبدو، الصيت في «تواطؤ الطيونة» لمعراب والفعل لميرنا شالوحي.