إذا كانت “العونية” حالة مرضية تندرج ضمن باقة الأمراض الذهانية، فجبران باسيل نموذج للدراسة والتحليل.
وإذا كانت “العونية” تيّاراً سيادياً، فترجمة جبران للسيادة اليوم، يختصرها “السيّد”.
وإذا كانت “العونية”، على مستوى القيادة العليا خليطاً من الإنتهازية والشخصانية والشعارات الرنانة فجبران هو المثل والمثال.
وإذا كانت “العونية” فولكلوراً فجبران، وليس زكي ناصيف، “بيّ” الفولكلور.
وإذا كانت “العونية” مدرسة فجبران ناظر.
وإذا كانت “العونية” مشروع بناء وطن، فجبران المتعهد الحصري.
وإذا كانت “العونية” نهراً فجبران نبع اللبن.
وإذا كانت “العونية” سلطة فجبــران هو المتسلّط.
وإذا كانت “العونية” مسلسلاً طويلاً فجبران هو الدراما بحد ذاتها.
وإذا كانت “العونية” قائمة على الديماغوجية، فالديماغوجية الحديثة اسمها جبران.
وإذا كانت “العونية” مسيرة نضال وعذاب، فجبران المعذّب الأول وبطل فيلم العذاب فوق شفاه تبتسم بنسخته الجديدة.
مذهل أنت يا رجل. لست بحاجة إلى ماكينة إنتخابية ولا إلى مستشار ينفخك ويزودك بأفكار، ولا إلى تمارين تطبيقية على الكذب. ولا إلى من يعلمك فنّ التزوير والتحوير. بالمقابل تحتاج إلى من يذكرك بأنك جبان خصوصاً في زمن تسوّل المقاعد.
في العام 2011، اندلعت الثورة السورية (السلمية) وبدأ توافد النازحين الى لبنان في عهد حكومة الرئيس ميقاتي الثانية، يومها كان وزير الدفاع عضواً في كتلة التغيير والإصلاح، ووزير الداخلية محسوباً على الجنرال، وكان جبران “أتقل” وزير في الحكومة، و”الثنائي الشيعي” حاكماً فعلياً ولم تتمكن الحكومة من فعل شيء لوقف التمدد العشوائي للنازحين. وفي العام 2022 يطل باسيل، وضمن مسلسل “ما خلونا وما خليناهم”، ليقول بوقاحة “ما خلّيناهم يوطّنوا النازحين، بس ما خلّونا نردّهم على وطنهم”. من هم الذين أرادوا توطين السوريين ومن منعك يا سيف الدولة أن تردّهم. كارلوس إده أو فارس سعيد أو سعد الحريري أو سمير جعجع أو نجيب ميقاتي أو وليد جنبلاط؟
ومن قصدت بـ “ما خلّيناهم يحطّوا إيدهم على مرافق الدولة، بس ما خلّونا نسترجع أموالكم؟” أعطنا أول حرف لاسم واحد ممن تصديت لهم بجبروتك وصلابتك وشجاعتك المعنوية. نبيه بري مثلاً؟ ومن هم “الذين عربشوا على كتفيك” ميشال المر؟ أو الياس الفرزلي؟ أو سليمان فرنجيه؟ أو إيلي سكاف؟ أو شربل نحّاس؟ أو سركيس سركيس؟ أو المير طلال؟ من هم الإقطاعيون الصغار ومن هم الكبار؟ أهم بشر أو جان؟
أخرج يا رجل من عالم بطولاتك الوهمية. كفّ عن تعداد خططك “غير المنفّذة” ومشاريعك التي كان يمكن في ما لو تحققت، وفي ما لو “خلّوك”، أن تجعل لبنان دانمارك الشرق. ختاماً، أعود إلى جملة نسيت إيرادها في بداية المقال: إذا كانت “العونية” صدقاً والتزاماً ومبادئ راسخة فجبران ليس عونياً.