Site icon IMLebanon

هدوء إنتخابي على بعض الجبهات… وتوتر على الخطوط المسيحيّة الأماميّة «القوات» توحّد «الوطني الحر» و«المردة» شمالاً من تحت الطاولة دعماً لباسيل

 

 

ما يجرى كل يوم من تراشق كلامي وسجالات سياسية، بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» فاق كل التوقعات، بحيث يبرز كلام لرئيس «التيار» جبران باسيل في اغلبية خطاباته، فيطال فيها «القوات» ورئيسها بدءاً بنبش القبور والماضي الاليم بينهما، ليأتي الرد بعد دقائق عبر الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية»، وهكذا دواليك، مروراً ب» لطشات» سياسية بين الحين والآخر، من قبل «تيار المردة» الى الخصمين وبالعكس، فتارة يبدأ هذا الفريق وطوراً الفريق الآخر، الامر الذي أعاد الاحباط الى المسيحيين من جديد، بعد ان تأملّوا خيراً لفترة لم تكن طويلة، بأنّ الماضي سيزول بين الاحزاب المسيحية المذكورة، الى ان حصلت المصالحة الشهر الماضي في حارة حريك، بين النائب جبران باسيل والنائب السابق سليمان فرنجية، فخفّت حدّة التوتر ليُسجّل وفق المعلومات اتفاق من تحت الطاولة بين الطرفين، طالما جمعتهما الخصومة مع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، والهدف إسقاط مرشحيه في دائرة الشمال الثالثة خصوصاً في البترون لصالح باسيل، لانّ رسوب الاخير ممنوع في منطقته، على ان يجري تبادل الاصوات بين التيارين.

 

هذه المشاهد الانتخابية الخلافية لم نرها في بعض الدوائر، خصوصاً في الجنوب والبقاع، حيث يبرز التوافق بين الثنائي الشيعي، ليُسجّل هدوء على جبهة الجنوب الانتخابية بصورة خاصة، كذلك الامر في بعض دوائر البقاع، لان النتائج شبه معروفة خصوصاً في دائرة البقاع الغربي وفي بعلبك – الهرمل بعد انسحاب ثلاثة مرشحين شيعة من لائحة المعارضة، الامر الذي يثير الهواجس من إمكانية مواصلة الانسحابات، وإسقاط اللائحة بهذه الطريقة، وعدم خرق احد مرشحيها خصوصاً في ظل غياب الصوت السنيّ «المستقبلي»، على غرار ما جرى في انتخابات العام 2018 حين حصل خرق لافت مع وصول المرشح انطوان حبشي حينذاك الى المجلس النيابي، بأصوات مسيحية وسنيّة عديدة.

 

هذه المواقف التي ترافق الزعماء المسيحيين، ترخي بظلالها على ناخبيهم وتزيد عند بعضهم التحدّي، ولدى البعض الآخر المزيد من الاحباط، الذي قد يؤدي بهم الى اللامبالاة، وهذه التداعيات لا تفيد ابداً هؤلاء، لانّ الواقع بات متعباً ويهدّد بالاسوأ، وفق ما ترى مصادر سياسية مسيحية تقف على مسافات قريبة من الاطراف المسيحيين، وتدعوهم الى الخطاب اللائق والبعيد عن التشنجات والكراهية، والتشبه بالثنائي الشيعي الذي يتفق على كل الامور الرئيسية ويخرج منها منتصراً وموحّداً، آملة بأنّ تقف السجالات في الايام القليلة المتبقية قبل يوم الاحد، فالخلافات المتواصلة وتلك الاحقاد الدفينة تساهم في «قرف» المسيحيين من جديد، لان الوضع لم يعد مقبولاً خصوصاً انهم اعادوهم الى المربع الاول والى سنوات جهدوا من اجل نسيانها.

 

وابدت المصادر المذكورة أسفها الشديد للوضع الذي وصلنا اليه، بعد ان استبشرنا خيراً مع مطلع العام 2016، بأنّ تفاهم معراب سيوصل الى نتائج ايجابية هامة بين الرئيس ميشال عون وجعجع، اللذين شربا كأس المصالحة المسيحية، فأحدثا صدمات متتالية للجميع ضمن المشهد السياسي، الذي قلبَ كل المقاييّس وأشعل لبنان ايجابياً بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان، لان اجواء تفاهم معراب حينها كانت متفائلة جداً، واعتقدت اكثرية الاطراف السياسية بأن تحالفات بالجملة ستوّقع بين «التيار» و»القوات» في مختلف الميادين، لكن النتيجة اتت صادمة ومضت بخيبة غير متوقعة. ولفتت المصادر الى اللقاء الشهير الذي حصل بين جعجع وفرنجية قبل سنوات، بطلب ومباركة من البطريرك الماروني بشارة الراعي، والذي يهتز كل فترة لانه لم يصل الى الثبات، بل سار على خطوط متأرجحة نوعاً ما، لانّ السهام تطلق بينهما بين الحين والآخر، وإن كانت لا تصيب في الصميم، لكنها حتماً ستصيب هذا الاحد بسبب التنافس على المقاعد النيابية.

 

وعن إمكان حدوث مبادرة لجمع الأقطاب المسيحيين في هذا الوضع الدقيق الذي يمّر به لبنان، دعت المصادر الى توحيد الرؤية للخروج من الخلافات اليومية، وهذا دور البطريركية المارونية من جديد، على الرغم من المهمة الصعبة او الشبه مستحيلة، لانّ الخلافات المتجذرة بينهم لا تساعده على نجاح مهمته دائماً، لذا سيجهد وحيداً لتحقيق ما يقارب المستحيل، خصوصاً انّ الخلافات المسيحية لها بُعد خطر داخل البيت المسيحي، والساحة محتاجة لبعض التنفس بعد طول اختناق، جراء السجالات الاكثر تواصلاً بين زعمائها، وتمنت ان يهدأ التراشق بعد 15 ايار.