Site icon IMLebanon

ينتظرونَه عند ضفة النهر.. فهل سيجدد باسيل لبري؟

 

 

بعد كلمة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل المُسهبة في البيال احتفالاً بفوز التيار بـ18 مقعدا نيابيا، توقف البعض عند تأكيده انّ عدد نواب تكتل «لبنان القوي» سيرتفع بعد الطعون الجاري تحضيرها، وكذلك بعد انضمام نواب آخرين اليه ليصبح 21 نائباً، إن لم تبدّل هذه الطعون «حسبة البيدر».

امّا الأبرز في كلام باسيل فهو ما استوقَف الأكثرية المترقّبة قراره بالنسبة الى تجديد البيعة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقد قرأ البعض في كلمته التباساً في الفقرة التي تكلم فيها عن شروط التيار لانتخاب بري لولاية جديدة، معتبرين انّ باطن الكلام يفتح نافذة، إن لم نقل باباً، للتسوية مع رئيس المجلس حتى لو انّ جدول الشروط تضمّن مطالب عالية السقف أقلّه بالنسبة الى «الحليف اللدود».

 

وفي الوقائع لا بد من التسليم انّ باسيل طرح شروطاً تعجيزية «على قاعدة رفع مهر العروس لإبعاد العريس». الا انّ البعض استبعد هذه النظرية التقليدية في القراءة السياسية، لافتين الى اهمية قراءة ما بين سطور دفتر الشروط الهادف الى استدراج رئيس المجلس الى التفاوض على سلة مطالب في «الوقت الثمين» المتبقّي للعهد.

 

خصوم باسيل المتحمّسين لعدم التجديد لبري تساءلوا عن سبب طرحه سلة «مطالب تعجيزية» وعدم إعلانها مباشرة كما يفعل في معظم خطاباته وفي شتى المناسبات اذا كان فعلاً لا يريد هذا التجديد؟ اي ان يقول بجرأة وبساطة ان كتلة «التيار الوطني الحر» لن تجدّد لبري لأسباب كثيرة سبق ان فنّدها في معظم إطلالاته…!

 

ويقول هؤلاء: «اذا كان دفتر الشروط هدفه فعلاً فتح باب المفاوضة فكيف سيُبرّر باسيل للتيار ولأنصاره تجديد البيعة لبري بعدما كان قد انتقَده في مناسبات عدة بعبارات نابية؟».

 

وامام هذه التساؤلات ترى مصادر متابعة انه من المهم ان يوضح باسيل موقفه لـ«التياريين» قبل توضيحه للرأي العام. فيما السؤال المطروح هنا: لماذا اتخذ باسيل هذا الموقف «المُلتبس» خصوصا انّ البعض ينتظره عند ضفة النهر يَوم الاستحقاق النيابي للإنقضاض عليه، وقد لمّح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى هذا الأمر، مُتسائلاً عن مغزى كلام باسيل في وقت كان موقف «القوات» الرافض انتخاب بري حاسما وجازما. أنصار «التيار الحر» يقولون انه بغضّ النظر عما اذا كان قرار باسيل انتخاب بري او عدم انتخابه، او ترك الخيار لنواب التكتل كما حصل منذ 4 سنوات، فإنّ سلة المطالب اذا كانت «حرزانة» فإنّ المكاسب «قد تنعكس إيجاباً على لبنان عموماً لأن مطالب التيار هي مطالب سيادية واجتماعية بامتياز وتحقيقها سينعكس ايجاباً وهدوءاً على الواقع السياسي، وهو الامر الذي ننشده أيضاً… فنحن لسنا هواة اعتراض للمعارضة فقط، خصوصاً ان بري ما زال حتى الساعة المرشّح الوحيد الذي اختارته طائفته بلا منافس، وبالتالي لا يمكننا تغيير الأعراف التي ننادي بها، اي نظرية الأقوى في طائفته له افضلية التمثيل».

 

الا أن مصادر قريبة من باسيل استغربت تَسرّع البعض في التحليل والبعض الآخر في الاستنتاج، وقالت لـ«الجمهورية»: «لا لبس في كلمة الوزير باسيل المسهبة، بل كان موقفه واضح جداً، هو وضعَ لائحة شروط طويلة وقال مسبقاً اننا لن نصدّق انّ بري سينفّذها… وبالتالي لن ننتخبه».