IMLebanon

باسيل لم ينزل من قطار بري

 

 

حين سئل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن تحالفه الانتخابي مع رئيس حركة «أمل» نبيه بري، «ابتدع» او «ابتدع له مستشاروه» بدعةً لا تركب على قوس قزح مفادها «ان التحالفات الانتخابية كمقاعد القطار الواحد، كل مرشح ينظر من نافذته»، كتدليل منه على ان اللوائح الانتخابية «رفقة طريق» تنتهي مساء 15 ايار.

 

فات باسيل أنه صحيح ان لكل مرشح نافذته لكنهم جميعاً ينظرون إلى المشهد ذاته ولكن من نوافذ مختلفة.

 

«الحيلة الباسيلية» لم تنطلِ على احد، لكن الانتخابات انتهت ولم يعد احد ينظر إلى الوراء ولا من النافذة، باستثناء باسيل نفسه الذي يبدو انه ما زال في القطار… مع بري.

 

ما يجري اقل ما يُقال فيه إنه «تواطؤ عين التينة – ميرنا شالوحي». بطلا التواطؤ يديران اللعبة، بحرفية من جانب «الاستاذ» وبارتباك من جانب باسيل الذي «أصعدَ الحمار إلى المئذنة» ولم يعرف كيف يُنزِله».

 

باسيل يمسِك التيار بيدٍ فولاذية: في الانتخابات النيابية رشَّح مَن شاء وأبعدَ مَن شاء، وزَّع الأصوات التفضيلية كما شاء: أمل ابو زيد في جزين، غسان عطالله في الشوف، سيزار ابي خليل في عاليه، أدي المعلوف في المتن الشمالي، ندى البستاني في كسروان، وليد خوري في جبيل، جيمي جبور في عكار. لم يأبه لاعتراضات زياد اسود وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا وأسعد درغام. حتى القاعدة العسكرية التي تقول «نفِّذ ثم اعترض» لم يأخذ بها، بل ابتكر قاعدة باسيلية جديدة هي: «نفِّذ ولا تعترض»، وحين يكون باسيل بهذه القدرة الفولاذية، مَن يجرؤ على معارضته، كأن يخطط الياس بو صعب من دون موافقته او من دون العودة إليه؟

 

إذا «الاوتوستراد المفتوح» بين ميرنا شالوحي وعين التينة، لم يُعطَ الضوء الأخضر له إلا من قبل باسيل، وكل كلام غير ذلك هو في غير محله.

 

الـ»deal» نضج، وحتى اثناء الانتخابات بدأت عملية إنضاجه على نار هادئة، ومن مؤشراته: ترشيح الياس بو صعب من خارج آلية الترشيحات التمهيدية في «التيار الوطني الحر»، إسقاط نائب رئيس مجلس النواب «الدائم» إيلي الفرزلي، إعطاء الاصوات التفضيلية في جزين إلى المرشح أمل ابو زيد على حساب المرشح زياد اسود، لإسقاطه، ومعروفٌ العداء بين بري وأسود، إعلان باسيل أن التيار هو الذي يرشِّح سواء لنيابة الرئاسة أو للجان النيابية المشتركة، لسحب «شهوة» الترشيحات من نواب التيار والتكتل.

 

الحملات المتبادلة بين التيار والحركة، يبدو أنها كانت من عدة الشغل، انتهى «الشغل» وبقيت «العدة» لاستخدامها في وظيفة جديدة.

 

مبروك لـ»بري السابع» مبروك لدولة الرئيس الياس بو صعب. أما لبعض ملتزمي التيار الذين صدَّقوا

 

«مبدئية» باسيل: «تعيشوا وتاكلوا غيرها».