Site icon IMLebanon

من يقف وراء شائعة إقالة الحاكم والجنرال؟!  

 

 

البيان الذي أصدره الصهر العزيز معلناً فيه أن لا علاقة له بموضوع إقالة الحاكم رياض سلامة وقائد الجيش الجنرال جوزيف عون، ليس دقيقاً بل يتناقض كلياً مع مواقف الصهر المعلنة والمخفيّة.

 

بالفعل فإنّ بيان النفي يؤكد أنّ وراء هذه الحملة الشعواء على الرجلين الصالحين والناجحين في لبنان هو «النافي» والسبب الحقيقي ان كل فاشل يتمنى أن لا يرى أي رجل ناجحاً أمامه بل يريد أن يكون الجميع فاشلين مثله.

 

هذه الحملة لم تبدأ اليوم، بل بدأت فعلياً منذ 4 سنوات، حيث بدأت فكرة التوريث تدور في رأس فخامة الرئيس… ومن يعرف فخامته ويعرف مدى «عبادته» للكرسي يدرك ان هذا الرجل مريض سلطة بامتياز.

 

لا نقول هذا الكلام لأننا اليوم في آخر أيام عهد، ثبت انه أفشل عهد في تاريخ لبنان… والمصيبة الأكبر انه لا يوجد إنجاز واحد في تاريخ هذا الرجل غير الدمار والحروب. وكي لا نظلمه لا بد من العودة الى تاريخه في السلطة بداية منذ عام 1988 يوم انتهت ولاية الرئيس أمين الجميّل بعد عودته في اخر يوم من عهده من سوريا حيث ذهب الى دمشق محاولاً أن يستجدي التمديد له، رفض الرئيس حافظ الأسد العرض فعاد الرئيس الجميّل خائباً وقرّر الانتقام من سوريا، فرأى أنّ أفضل شخص يمكن أن يقوم بعمل تخريبي هو الجنرال ميشال عون قائد الجيش اللبناني فكلفه بتشكيل حكومة عسكرية برئاسته، وتشكّلت يومذاك على الشكل التالي:

 

الحكومة اللبنانية السابعة والخمسون هي الحكومة العسكرية التي شكّلها عون في الدقائق الأخيرة من عهد الرئيس أمين الجميّل، وتضم ستة ضباط في المجلس العسكري، وكانت الحكومة على الشكل التالي:

 

1- العماد ميشال عون رئيساً للوزراء والدفاع الوطني والإعلام (عن الموارنة).

 

2- العقيد عصام ابو جمرا نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للبريد والمواصلات والإسكان والتعاونيات والاقتصاد والتجارة (عن الروم الارثوذكس).

 

3- العميد ادغار معلوف وزيراً للمالية وللصناعة والنفط (عن الروم الكاثوليك).

 

4- العميد محمد نبيل قريطم للخارجية والمغتربين والتربية والداخلية (عن السنّة).

 

5- العقيد لطفي جابر للموارد المائية والكهربائية والزراعة والعدل (عن الشيعة).

 

6- اللواء محمود طي أبوضرغم للسياحة (عن الدروز).

 

إشارة الى ان الوزراء المسلمين، والذين يشكلون نصف عدد الوزراء استقالوا فوراً.

 

وبما اننا نتحدّث عن فشله الأول يوم حكم المنطقة الشرقية، فقام بثلاثة حروب هي: حرب التحرير وحرب الإلغاء وحرب تكسير رأس الرئيس حافظ الأسد. وكانت حروبه كلها فاشلة بامتياز.

 

ولم يقتصر فشله على الحروب بل تعدّى ذلك الى أهم ثاني تهجير حصل في تاريخ لبنان: التهجير الأول كان في بداية الحرب عام 1975 حيث هاجر 500 ألف لبناني… أما التهجير الثاني فحصل أيام حكم فخامة الرئيس بين عامي 1988 و1989.

 

نأتي الى الفرصة الثانية التي جاءت بالجنرال عون الى الرئاسة وتعطيل الحكم -لأول مرة في تاريخ لبنان- لسنتين ونصف السنة كما كان يقول السيّد حسن نصرالله: «يا بتنتخبوا ميشال عون يا ما في رئيس».

 

يعني انه بمجرّد طرح اسمه، بدأ التعطيل. وما زاد الطين بلّة أن عهده بدأ بتعثر تشكيل حكومة مدة 13 شهراً بسبب خلاف بين صهره وبين الذين رشحوه الى الرئاسة بعد «اتفاق معراب»، أي «القوات اللبنانية».

 

باختصار، ان الميزة الأولى في حكم فخامته هي التشبث بالحصول على أكبر عدد من الوزراء، والحصول أيضاً على الوزارات «الدسمة» التي يختارها صهره العزيز.

 

الميزة الثانية هي الدمار والحروب كما حصل في المرة الأولى وذكرناها في بداية حديثنا.

 

الميزة الثالثة انه أثبت بالدليل القاطع انه أفشل رجل في الاقتصاد والمال هو ومعه صهره وهنا نعني «المال الحلال» أي المال الشرعي… إذ انّ صهره لم يتسلم وزارة إلاّ وأفشلها، كما حصل مثلاً في وزارة الاتصالات، وكانت الكارثة الكبرى في وزارة الطاقة إذ يكفي ان ديون الكهرباء وصلت الى 65 مليار دولار ما يشكّل ثلثي مجموع الدين العام الذي يبلغ 90 ملياراً.

 

الميزة الرابعة وهي ظاهرة لم تحدث في تاريخ لبنان إلاّ مرتين: المرة الاولى بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، يوم ظلّ سعر صرف الدولار يتلاعب حتى جاء شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري الى بيروت وتسلم رئاسة الحكومة أيام الرئيس الياس الهراوي، فاستعان الرئيس الحريري بحاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة واتخذ قراراً بتثبيت سعر صرف الدولار على 1517 بعدما ارتفع من 3 ليرات الى ثلاثة آلاف وبقي على هذا السعر منذ عام 1992 حتى عام 2019 حيث جاءت أزمة انهيار الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والصحي وأصبح الدولار بـ38 ألف ليرة، والمصيبة الأكبر انه لا يوجد سقف محدّد لهذا الارتفاع.

 

ويبدو ان الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يلجم الدولار هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

اما بالنسبة لقائد الجيش الجنرال جوزيف عون، فصحيح ان اسم عائلته عون ولكن كما يقول كثير من أهم السياسيين في لبنان إنّ قائد الجيش هو نسخة طبق الاصل عن الرئيس فؤاد شهاب، والجميع يعلم ويشهد ان هذا القائد الجديد للجيش لم يأتِ من المكاتب العامرة بل جاء من جرود عرسال حيث كان يخوض معركة دحر «داعش» من جبال لبنان.

 

أكتفي بوصف هذين الرجلين اللذين يستحقان أن يكون أي واحد منهما في منصب رئاسة الجمهورية.