IMLebanon

هل يُعيد تولّي باسيل حقيبة «الخارجيّة» في الحكومة المرتقبة الى حلمه بالرئاسة…؟

رئيس «التيار» سيستعين بالديبلوماسيّة الدوليّة لإزالة العقوبات المفروضة عليه –

 

لم تكن العقوبات الاميركية المفروضة على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في الحسبان، خصوصاً بالنسبة له على الرغم مما سبق وقيل له في هذا الاطار من مسؤولين غربيين، اذ إعتقد انها ستكون مجرد تهديدات لكنها اصبح واقعاً، فغيّبت عنه منذ اعلانها رسمياً حلم الرئاسة، ومنذ ذلك الحين لم يعد «التيار» مرتاحاً سيـاسياً، لانه شعر بدفع الاثمان الباهظة التي تراكمت عليه وجعلته في الواجهة، فتوالت الخسائر على رئيسه وما زالت، فدفع جزءاً منها في الانتخابات النيابية الاخيرة، بعدما كان «التيار» خلال فترة معينة في طليعة الرابحين، لكن المخاوف تفاقمت منذ ان باتت العقوبات على ارض الواقع السياسي، فقلبت الطاولة على طموح باسيل الرئاسي، وأعاقت أشياء كثيرة لتفتح معركة الوصول الى المركز الاول امام طموحات خصومه، فهل» اُزيح» رئيس « التيار» نهائياً وبات خارج السباق الرئاسي؟

 

هذا السؤال يجيب عليه وزير حزبي سابق قائلاً: «هذه العقوبات اتت كتهديد لباسيل في حال إستمر في سياسته المرفوضة من قبل الاميركيين، فأعلنوا عبر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في تشرين الثاني من العام 2020 «بأنّ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة، فرض عقوبات على باسيل لدوره في الفساد في لبنان، عملاً بقانون «ماغنيتسكي» الذي يستهدف الفساد والانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان في جميع دول العالم»، لافتاً الى «أن لبنان عانى من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية من قبل سماسرة السلطة، الذين يروّجون لمصالحهم الخاصة على حساب الشعب اللبناني».

 

في المقابل، اعلنت حينها الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر»، « رفضها التام للعقوبات الأميركية على النائب باسيل، ورأت فيها افتراءً واضحاً واستخداماً لقانون أميركي للإنتقام من قائد سياسي، بسبب رفضه الخضوع لما يخالف قناعاته وخياراته الوطنية».

 

الى ذلك، رأى الوزير السابق بأنّ حلم باسيل بالوصول الى رئاسة الجمهورية ضعفت كثيراً، ففتح باب قصر بعبدا على مصراعيه امام خصومه وما اكثرهم، معتبراً بأنّ المعركة الرئاسية بدأت اليوم، لان الكثيرين يملكون طموحاً رئاسياً، وما اكثر السياسيّين الموارنة الذين يتخاصمون من اجل الكرسي الرئاسي، التي باتت اليوم حلماً صعب التحقيق بالنسبة لرئيس «التيار»، بحسب ما يرى خصومه، خصوصاً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي يوجّه له الغزل السياسي منذ فترة بهدف التقرّب منه قبيل الاستحقاق الرئاسي، ولفترة معينة حيث تقتضي المصلحة، اما باقي خصومه فهم سعداء وفي العلن، لانه كان يشكل مصدر قلق لديهم، اذ في وقت معيّن كانت اسهمه مرتفعة للوصول الى بعبدا، لكن اليوم باتت المعركة وراءه فيما اسماء كثيرة باتت امامهم، منها معروفة وهي تتحضّر لتلك المعركة منذ سنوات، وتقوم بضبط علاقاتها مع الخصوم والحلفاء معاً في سبيل تحقيق حلمها.

 

واشار المصدر الى انّ حلم باسيل بالدخول فعلياً الى بعبدا، ومن الباب العريض كرئيس ما زال فاعلاً وبقوة، على الرغم مما قاله قبل فترة وجيزة خلال مهرجان «التيار الوطني الحر» الاخير الذي اقيم إحتفاءً بالنواب الفائزين في الانتخابات النيابية، حيث اعلن باسيل: «نترك الرئاسة لوقتها ولظروفها، ونمدّ أيدينا لتشكيل حكومة إصلاح»، فيما الحقيقة مغايرة، ووفق المعلومات انّ رئيس «التيار» يعمل على خط وزارة الخارجية لتولّيها من جديد، ويضعها كشرط اساسي لتشكيل الحكومة المرتقبة، وإلا ستبقى حكومة تصريف للاعمال غير فاعلة، ناقلاً بأنّ باسيل سيلجأ الى وزارة الخارجية لفتح الابواب المقفلة امامه ديبلوماسياً، بحيث ستكون له فرصة للقاء كبار المسؤولين الدوليين، والعمل على خطوط سياسية مفتوحة مع عواصم القرار، التي من شأنها ان تنقذه من العقوبات المفروضة عليه وتزيلها نهائياً، اذ سيستعمل الحنكة الديبلوماسية التي لا بدّ ان تساهم في إنتشاله من هذه المعركة وفتح معركة الرئاسة امامه، لكن سيكون هنالك ثمن، فما هو؟ وما الذي سيدفعه رئيس «التيار» كي تتجه بوصله احلامه من جديد نحو القصر الرئاسي؟