Site icon IMLebanon

إستفزاز باسيل في غابة الشهيد

 

قبل الحرب اللبنانية، بأعوام قليلة، وعلى خلفية الصدامات المتكررة بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية المسلحة، وبهدف إيجاد توازن مع السلاح الفلسطيني وتحييد الجيش المتهم بالفئوية والإنحياز إلى اليمين الإنعزالي، تأسست حركة التنظيم في أواخر الستينات، وأبرز مؤسسيها المحامي جورج عدوان والدكتور فؤاد الشمالي مثّل “التنظيم” في جبهة الحرية والإنسان وفوزي محفوظ وعُباد زوين.

 

في طبرية، ( التابعة لبلدية رعشين) حيث زُرعت أشجار أرز على اسم شهداء المقاومة اللبنانية، لكل شهيد أرزة باسمه ولوحة تخلّد ذكراه، هناك حيث درّب “التنظيم” أكثر من 12 ألف شاب على حمل السلاح دفاعاً عن الكيان اللبناني بين العامين 1973 و1975، بمعرفة الشعبة الثانية ورعايتها.

 

ومنذ السبعينات نسج أركان “التنظيم” علاقات مميزة مع ضباط الجيش اللبناني وفي مقدمهم المقدّم ميشال عون. مع بداية الحرب حصل انشقاق في تلك الحركة المقاومة، فاستوعب بشير الجميل جناحيها في “القوات اللبنانية” ومجلس قيادتها، فجلس عدوان ومحفوظ وسمير طويلة ولطف الله خلاط الى طاولة واحدة، متجاوزين الإنقسام من أجل وحدة الصف المقاوِم.

 

مع تولي العماد ميشال عون رئاسة الحكومة الثلاثية، وفي عز صراعه مع “القوات” إختار بعض رموز “التنظيم”، رافع شعار تحبّه… إعمل له، الإصطفاف مع عون وفي مقدمهم ممثل الجنرال في سورية بيار رفّول، أشرس المدافعين عن خيار المقاومة الإسلامية راهناً، وعُباد زوين، الضيف الدائم على الـ “أو تي في”، و”المتعبّد” للجنرال في كل تحوّلاته.

 

وغروب يوم أمس، أيقظ باسيل، شهداء المقاومة اللبنانية، جيشاً لبنانياً و”كتائب” و”تنظيم” و”أحرار” و”حراس أرز” و”قوات لبنانية” الهانئين في ظلال أرزاتهم باستعراض لا لزوم له، محاطاً بمتلونين وانتهازيين، في وقت يستعرض حلفاؤه عضلاتهم في رميش وفي الحقول البحرية ضاربين بعرض الحائط الشرعية المتمثلة بأحد المنتمين سابقاً، إلى المقاومة اللبنانية فكراً وممارسة!

 

النائب شوقي الدكاش لفت انتباه باسيل الى أن في غابة طبرية “لوحة تذكارية وضعها جون وجوديث يونغ تخليداً لذكرى ابنهما جفري ورفاقه من المارينز الذين استشهدوا في 23 تشرين الأول عام 1983 في تفجير انتحاري يُسأل عنه حليف باسيل اليوم” والمتهم فيه أحد قادة الحزب عماد مغنيه. إنتباه باسيل في مكان آخر. ومصالحه في مكان آخر.

 

مستفز وجود باسيل على أرض الشهداء، وهو لم يسقِ أرزة في طبرية كما كان يفعل فوزي محفوظ طوال حياته. والطبيعي جداً وجود نائب البترون كدليل بدوام جزئي في معلم مليتا الجهادي أو كضيف شرف في يوم القدس إلى جانب نواب الولاية، فهو ومنذ تفاهم 6 شباط 2006، ومنذ تخليه عن المطالبة بالشهداء الأحياء في سورية وصولاً إلى تسوّله مقاعد لقاء مواقف، بات في المقلب الآخر. الحياة خيارات.