IMLebanon

باسيل : علينا وعلى حلفائنا إذا جرّبتونا

 

 

ليس بغريب ان يخرج رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بما اعلنه من مواقف. فما قاله يأتي في السياق «التصاعدي»، ضمن مسار استمر حتى بلغ حدوده القصوى الثلاثاء، حتى اللحظة، والذي فتح فيه باباً مشرعاً على كثير من الاحتمالات مع قرب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية والحديث المتكاثر عن الفراغ القادم، لذلك كان تحذيره من «حرب الدستورية»، ما يضع «باسيل – المشروع» في خطر الالغاء الابعد من السياسي، في حال تخطى الخطوط الحمراء.

 

فكلام النائب البتروني لم يخرج من العبث ولم يكن ذراً للرماد في العيون، بل انطلق من معطيات داخلية وخارجية، تقاطعت عند ضرورة إحداث صدمة، بعدما فشلت كل المفاوضات حتى الساعة في الخروج من عنق زجاجة تشكيل حكومة جديدة ، قادرة على ادارة مرحلة الفراغ في حال حدوثه، والذي قد يمتد الى حين خروج الرئيس الاميركي جو بايدن من البيت الابيض، وفقا لبعض القراءات.

 

في كل الاحوال ، واضح ان باسيل اراد افهام الحلفاء قبل الخصوم ، بان الضغوط التي قد تمارس لدفعه بالقبول والتسليم بشرعية حكومة تسيير الاعمال لن تجدي نفعا ، لذلك «فليخيطوا بغير هالمسلة» وليعملوا على اقناع الرئيس المكلف بالتزام الدستور والذهاب الى تشكيل حكومة فعلية قادرة ، لا اعادة نفخ الروح في حكومة الفشل الحالية ، تحت مسميات وخذعبلات مختلفة.

 

ولكن ما هو ابرز ما قاله باسيل، والنقاط التي ركز عليها، والتي بدا واضحا فيها تمايزه عن كافة الاطراف الاخرى:

 

– في ملف الحكومة: واضح ان المعركة الحكومية هي معركة حياة او موت بالنسبة للبرتقالي، حيث لا مجال للمساومة والصفقات، وان التيار والعهد عقدا العزم على فرض معادلتهما ، والا فليتحول الصراع الى دستوري تحكمه كل الوسائل المتاحة.

 

– في ملف الرئاسة: كان تاكيد على ان لا عودة عن نظرية الرئيس القوي، والشروط التي اوصلت الرئيس عون هي نفسها المطلوبة اليوم، لجهة التمثيل النيابي والشعبي، وبالتالي لن يكون مقبولا فرض الرئيس من قبل الطوائف الاخرى.

 

– الابرز رده المعتاد على الاطراف السياسية التي اعتبر تحالفها اساسا في افشال العهد، «فاشا» غليله بهجوم عنيف على معراب وعين التينة، وان بقي السقف ذاته، رغم تخوف البعض من سيناريو انفجار الاحتقان السياسي المسيحي في الشارع.

 

بالنسبة للتيار الوطني، فان الكيل قد طفح و»من زمان»، بحسب مصادره، وما قاله رئيس الحزب هو دق لناقوس الخطر كي «ما يجربنا حدا، فتاريخنا معروف «، وكان لا بد من ايصال الرسالة بالشكل والتوقيت المناسبين، فالتيار بدا يشعر انه بات اكثر تحررا مع اقتراب العهد من نهايته، وبالتالي فان «التغييرات» التي فرضتها ظروف وصول الرئيس عون الى بعبدا قد زالت .

 

اما السراي وفي معرض ردها، اكد زوارها ان الرئيس المكلف ابدى انفتاحه الكامل ورغبته بالتعاون الى آخر الحدود مع رئيس الجمهورية للخروج بصيغة حكومية قادرة على قيادة البلاد في الفترة المقبلة وفي ظل الظروف الصعبة، وقد لقي في كثير من المرات تجاوبا من بعبدا، قبل ان تعود وتنقلب الصورة الايجابية الى سوداوية كلما حصل تقدم، نتيجة تدخلات البعض، رغم ان ميقاتي لم يغلق بابه امام هذه الاطراف المعرقلة، وهو بذل كل الجهود الممكنة من اجل تسيير الامور، نافيا كل الكلام الذي يحكى عن جبهات سياسية وتكتلات ، فرئيس الحكومة حريص على التواصل مع الجميع، ولا يرغب ان يقطع خط التواصل مع احد ، وسقفه الوزاري بات معروفا، خاتما بتحذير من اللعب على وتر «الدستورية» الذي سيدخل البلاد حتما في انقسام لا يستطيع احد معرفة نهايته، والحديث عن اعتراف بحكومة قائمة سيخلق ازمة طائفية في البلد لا احد يرغب بها الا مطلقها.

 

على قاعدة «يا رايح كتر القبايح»، قرأ الكثيرون من خصوم باسيل كلامه الاخير، الذي اعادهم بالذاكرة الى حقبة الثمانينات حيث كان شعار المرحلة «علي وعلى اعدائي يا رب»، في مقابل من «تحمس» من انصار العهد معتبرا انه «صار الوقت» …. وبين الاثنين يبقى الوقت صاحب الكلمة الفصل….