لا معلومات حاسمة حول أصل لعبة الشطرنج، ومن هو مخترعها. بعض المراجع ينسب أبوة لعبة الملوك إلى معالي الوزير صه بن داهر، الذي عاش في القرن السادس الميلادي، وأراد، باختراعه، إبعاد الضجر عن ملكه الضحل الذكاء، ولشدة انبهار الملك باللعبة تمنى على وزيره أن يطلب ما شاء، فجاء طلب الوزير متواضعاً وسخيفاً ما جعل الحاضرين يسخرون منه.
طلب “صه” أن توضع حبة قمح على المربع الأول من رقعة الشطرنج ثم مضاعفة العدد بمتوالية هندسية هي 1، 2، 4، 8، 16، 32، 64… إلى آخر مربع من 64 مربعاً. بدا الطلب سهل التحقيق، ولكن عند التنفيذ تبيّن لعلماء الحساب، ثم للساخرين، أن كمية القمح المطلوبة تطعم ثلاث قارات.
ويروي من عاصر كارل بنز، مخترع المرسيدس ما غيرها، أن في العام 1885 عرض سيارته الأولى في مدينة مانهايم و”فات بالحيط” تحت أنظار المئات الذين تجمعوا لرؤية هذه العربة ولم يسعهم في حينها إلا الضحك والاستهزاء منها، حتى أن أحد الأشخاص اقترح رمي الصندوق (العربة) في نهر نيكر الذي تقع المدينة (مانهايم) على ضفافه. وبدلاً من أن يُحبَط المهندس بانز شدّ حيله وطوّر سيارة العجلات الثلاث، فدبّت على الأربع، وسرحت في العام 1887 ولا تزال سارحة والرب راعيها. ولم “يقبض” أحد ألكسندر بيل “جدّ” يوم ذهب إلى شركة الإتصالات الأميركية باختراع التلفون (أي الوشواشة) مقابل 100 دولار. قالوا له يومها عن اختراعه ساخرين “بلّه انقعه واشرب ميّتو”.
وفي سبعينات القرن الماضي سخر المسؤولون في شركة كوداك من صاحب فكرة الكاميرا ديجيتال الباش مهندس ستيفن ساسون. في العام 2012 أفلست كوداك!
وكم تعرّض المرحوم توماس أديسون (أبو لمبة) للتنمّر. حتى أن أحد المهندسين وصف فكرة اللمبة الكهربائية بالخرافة.
إديسون طليعياً كان وسابقاً لعصره ومثله تماماً على نطاق أوسع وأشمل مطلق فكرة “السياسة الطاقوية” وباني مجدها الحديث المهندس جبران باسيل، وبخلاف اقرانه العباقرة، سخر هو من شعب لا يمكنه استيعاب ما يُخطط له قاطعاً الطريق على الساخرين بالولادة. “وضعنا سياسة طاقوية للبنان حتى العام 2050 لكن للأسف نعمل مع أناس يفكرون اليوم وبكرا كيف بيدور الموتور وكيف بيطفي”، كتب.
ما أسخف الناس يا جبران.
كل تفكير الناس بالديجنكتور، وأنت، بسياستك الطاقوية، تنير المستقبل للأجيال اللاحقة. انت من جيل درس على الشمعة. أولادنا من جيل درس على لمبة الموتور. بسياستك الطاقوية سيدرس أحفادنا تحت أنوار أوتاوا ومانهاتن ولارنكا وسيدني ودبي وباريس وبرلين الحبيبة.
بالفعل “يللي متلك مش خرج يعمل رئيس جمهورية”. لا نستأهلك.