تعليقاً على زيارة النائب جبران باسيل مع وفد من كتلته النيابية لدار الفتوى: «إن زيارة اي نائب او وفد نيابي الى دار الفتوى ولقائه مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امر طبيعي بالتأكيد، لأن أبواب الدار مفتوحة أمام كل اللبنانيين وكل العرب والدول الصديقة للبنان، وخاصة بعد الموقف الوطني المتميز الذي اتخذه مفتي الجمهورية خلال لقائه مع النواب المسلمين السنة، الذي دعا فيه الى الحرص على الدستور المنبثق عن وثيقة الطائف وعلى الوحدة الوطنية وعروبة لبنان، وضرورة توثيق العلاقة بين لبنان وأشقائه العرب وعلى سيادة الدولة اللبنانية وبسط سيادتها على أراضيها. وهي عناوين اساسية يلتزم بها كل لبناني مخلص وامين لوطنه وامته؛ ورغم كل الاخطاء والخطايا والكيدية وسياسة الغدر والعدائية التي مارسها النائب باسيل كرئيس ظل في العهد الحالي وعلى مدى السنوات الست العجاف، هل المقصود من زيارته لدار الفتوى؛ اعادة حساباته الطائفية وعودته الى جادة الصواب واستعداده للخروج من مشروع التقوقع ومن تحالفه مع المشروع الايراني المشؤوم؛ وتوثيق العلاقة مع الاشقاء العرب، كما أكد مفتي الجمهورية في خطابه الوطني؟؟ وهل أدرك النائب باسيل ولو متأخراً ان الممارسة الكيدية التي كان يقوم بها مع فريقه السياسي المتحالف مع المشروع الايراني لا تؤدي الى بناء لبنان وطناً ومؤسسات، وانما الى تمزيقه وتخلفه وانهياره كما هو حالنا الآن في عهده وعهد عمه الجهنمي؟
وهل ما أدلى به باسيل بعد زيارته لسماحة مفتي الجمهورية المقصود منه تراجعاً عن كل الاخطاء والخطايا التي مارسها قولاً وفعلاً خلال الست سنوات الماضية ضد المسلمين، اذا كان ذلك صحيحاً؛ فهذا يمكن النظر اليه بإيجابية حذرة؛ لأننا تعودنا ان نحتوي الآخرين ونعيدهم الى الوطنية الصحيحة. وكما هو معلوم، فإن دار الفتوى قلبها كبير، وتتسع لكل أصحاب النوايا الطيبة ان صدقوا؛ ومن المريح وطنياً ان يعود باسيل عن أخطائه وخطاياه وانا اشك بصدقه؛ وان ينضم بصدق الى مسيرة بناء الوطن والالتزام بالدستور والقوانين في الاستحقاقات الدستورية، وان يعمل مع المخلصين على انتخاب رئيس للجمهورية جامع للبنانيين، وهمه الاساسي حقوق اللبنانيين جميعاً؛ لأن الرئيس عندما يطالب بحقوق فئة من اللبنانيين يسقط دوره كرئيس جامع وضامن للمواطنين. ومن المهم جداً عودة الوعي الوطني الى الفريق الذي كان شغله الشاغل مصالحه الخاصة وتحالفاته مع المشروع الايراني ومعاداته للاشقاء العرب.
والحقيقة ان المفاجأة ليست في الزيارة؛ انما بما أدلى به باسيل من مواقف وتصريحات ومزايدات. والصراحة يجب ان تقال للنائب جبران باسيل؛ المهم الافعال والممارسات وليس الشعارات والالتفاف ومحاولة التشاطر على الرأي العام اللبناني. ليس المهم ما يصرح به النائب جبران باسيل، انما المهم ممارساته وأفعاله وايقاف عدائه للمسلمين وللعرب وخاصة لدول مجلس التعاون الخليجي، وان يؤمن فعلاً بتعاون لبنان مع أشقائه العرب وان يحسم خياره بالخروج من المحور المعادي للبنان والعرب، وان يوقف نظرته العدائية الى المسلمين السنة وعلى انهم مشاريع ارهابية كما توهمهم الرئيس ميشال عون في أكثر من موقف وخاصة عدائيته الى بعض المناطق في شمال لبنان.
المهم لدينا ولدى الرأي العام؛ الافعال والممارسات ولا تعنينا اقوال وشعارات جبران باسيل المتناقضة. ولذلك، نقول لباسيل: لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين. وزيارتك لا تكفر اخطاءك وخطاياك بحق لبنان واللبنانيين؛ ولا تمحي فسادك وافسادك وثورة اللبنانيين على سلوكك وعهدك الذي اعاد لبنان عشرات السنين الى الوراء.
(*) رئيس «المركز الاسلامي للدراسات والاعلام»