IMLebanon

هل لعبها جبران صحّ؟

 

 

الى عدّاد الجلسات الرئاسية التي دعا وسيدعو اليها ابو مصطفى، انضمت جلسة اليوم وستنضم اخريات في رحلة قد تطول قبل ان يستسلم الفراغ الذي بات امرا واقعا، وسط انتقادات بكركي العلنية التي انضم اليها رئيس التيار الوطني “مدعما ” “بمبادرة ” رئاسية عل وعسى ،رغم “ان المكتوب منقرا من عنوانه”.

 

ففيما كان نائب رئيس مجلس النواب “النائب العوني” الياس بو صعب، يخطو خطوته الأولى الجدية نحو التربع على العرش الاورثوذكسي، معلنا انتصار الترسيم البحري مع “تل أبيب”، كان “صهر العهد” من جهته، يعلن من الصرح البطريرك خارطة ترسيم سيد العهد الجديد، مفتتحا طريقه كصانع للرؤساء بعدما سدت في وجهه الطريق إلى بعبدا.

 

واضح ان النائب البتروني يتحرك وفقا لاجندة خاصة وطريق رسمها بادق تفاصيلها، اولا، عبر تمهيده على مراحل، كانت بدايتها من دار الفتوى عن خطة للرئاسة، وثانيا اطلالته الاعلامية التي سبقت “طلعته” إلى بكركي، بمواقفها “النارية” التي تدغدغ مشاعر الصرح وطروحاته، “فجبران” الذي أعطى الحزب بالشمال، فضلا في الوصول إلى اتفاق ترسيم، اخذ منه باليمين، متهما اياه بعدم استعجاله الرئاسة، تماما كما فعل بإطلاق النار على ابو مصطفى كمعطل للعهد ليصيب الشراكة مع حارة حريك.

 

مصادر في التيار الوطني الحر أكدت ان “الوثيقة” التي اعدت، هي خلاصة لنقاشات وحوارات ومتابعة داخل التيار، وبنودها سبق أن تضمنتهم اكثر من وثيقة وورقة طرحت سابقا، كاشفة ان ما اعلن كان في الأساس خطة عهد الرئيس عون، والتي اقتضت الظروف إدخال تعديلات عليها، كاشفة انها لم تبحث مع الحلفاء قبل اعدادها، إنما هي تعبر عن قناعات التيار السيادية، مراعية الاعتبارات الوطنية دون اخذ مصالح اي طرف في الاعتبار، وبالتالي خارطة لوصول الرئيس الإنقاذي، مساعدة على الخروج من دوامة الأسماء المسترئسة، تمهيدا للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.

 

وحول التأخير في طرحها، رأت المصادر، ان اي تحرك لرئيس التيار يوضع دائما في دائرة السعي الشخصي للوصول إلى بعبدا، او قطعا للطريق على مرشح ما، وهو امر مجاف للحقيقة، فالنائب باسيل سبق وردد بشكل دائم ومنذ اكثر من سنة انه ليس مرشحا للرئاسة لجملة من الأسباب الموضوعية، فهو يدرك ويقرا جيدا الوقائع، الا ان ذلك لا يعني ابدا تحييد التيار وان لا تكون له كلمة اساسية في اختيار الرئيس القادم بوصفه يملك كتلة نيابية كبيرة، من هنا كان البحث عن التوقيت المناسب لاطلاق “المبادرة” واختيار رمزية المكان بوصف الرئاسة الأولى تمثل المركز المسيحي الدستوري الأول في الدولة.

 

وعن مدى تقبل الافرقاء، أشارت المصادر ،إلى أن التيار سيقوم بكل ما يتوجب عليه القيام به، من اجل تفادي الفراغ الرئاسي، وهو متفق مع البطريرك الراعي حول هذه النقطة، مستدركة بأنه قد يكون من الصعب في ظل الظروف الحالية إيصال “رئيس نموذجي”، الا انه يمكن إيصال الأفضل المتوفر والذي يمكن أن يجمع اكبر مروحة توافق حوله، على أن تكون للقوى المسيحية الأساسية كلمة الفصل في الاختيار،فالعودة إلى زمن فرض الرؤساء على المسيحيين ولى إلى غير رجعة.

 

أوساط سياسية متابعة قرأت في “الوثيقة” العونية إيجابية كبيرة ، معتبرة ان أحدا لا يمكنه رفض ما ورد فيها، رغم ان بعض نقاطها تتعارض ورؤية حزب الله للحل الاقتصادي خصوصا عبر بوابة صندوق النقد الدولي، الا ان بنودها في الاجمال تصلح لان تكون قاعدة لتصنيف المرشحين تمهيدا لاختيار أحدهم، وفق برنامج واضح للعهد المقبل باتفاق جميع الأطراف، مؤكدة ان الكل يعرف تماما ان الفراغ بات أمرا واقعا، فمن يعتقد ان ثمن اتفاق الترسيم هو تمرير للاستحقاقات الدستورية في موعدها مخطئ جدا، فالامران مفصولان، وشد الحبال على الساحة الداخلية سيستمر، ذلك أن ما حصل عمليا هو من باب المصالح التكتية للولايات المتحدة الأميركية ، وإسرائيل ثانيا، مراعيا الحد الادنى من مصالح لبنان الأساسية وهو ما ستبينه الايام القادمة.

 

وختمت الاوساط بانه من الجائز ان يكون باسيل قد خطى نحو بكركي اما لانه سلم بان طريق الحارة باتت صعبة ، واما للضغط على الاخيرة لحسم الخيارات بينه وبين رئيس “تيار المردة”، ليبني على الشيئ مقتضاه، خصوصا ان نعي الحكومة قد صدر رسميا سواء منه او من رئيس الجمهورية ، خصوصا مع تعارض الاولويات مع حزب الله.

 

فهل اخطأ “جبران” في حساباته؟ ام هي ضربة معلم في التوقيت المناسب بعد انتصار العهد “الترسيمي”؟