IMLebanon

ماذا تخفي اعتراضات باسيل على فرنجيّة وجوزف عون؟

 

في الوقت القليل المتبقي من الولاية الرئاسية للعماد ميشال عون يزداد المشهد الرئاسي تعقيدا ولم يعد ممكنا تبيان المسار الذي ستذهب اليه الأمور مع أرجحية مؤكدة لدخول البلاد في الفراغ الرئاسي المربك الذي سيفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وقد انعكس المشهد الرئاسي المترنح توترا في الخطاب السياسي وسط عملية قنص متعمدة للمرشحين المحتملين.

 

ترأس النائب جبران باسيل قائمة اللاعبين و”الهدافين” في الاستحقاق الرئاسي مصوبا النار على المرشحين المتداولين في كواليس الرئاسة فأعلن عدم دعمه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأنه لا يمتلك ورقة إصلاحية ومنضو في المنظومة السياسية نفسها وصوب وهي ليست المرة الأولى على قائد الجيش العماد جوزف عون مؤكدا انه لا يقبل التعديل الدستوري له.

 

تصعيد باسيل ضد فرنجية وعون زاد المشهد الرئاسي التباسا فالمفترض ان يقتصر هجوم باسيل على مرشح من فئة ميشال معوض سياسيا فلا يأتي اعتراضه على فرنجية المنتمي الى المحور السياسي نفسه او ضد جنرال اليرزة الذي لم يكن بعيدا عن التيار الوطني الحر قبل سنوات.

 

الاعتراض على فرنجية وجوزف عون يعتبر من المفارقات السياسية خصوصا ان الشخصيتين لا خصومة حقيقية لهما مع التيار كما ان المعلوم ان فرص باسيل الرئاسية معقدة بسبب العقوبات والرفض الداخلي له وعدم رغبة أي فريق سياسي بتكرار تجربة الرئيس عون مع الصهر.

 

بالنسبة الى رئيس التيار الوطني مسألتان لا يمكن القبول بهما راهنا كما تقول مصادر سياسية مطلعة، أولا الاستسلام والرضوخ لشروط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورفضه القاطع تجيير الرئاسة للحليف في المردة أولقائد الجيش.

 

تلطي ميرنا الشالوحي بعدم وجود تكتل نيابي واسع وراء فرنجية لا يقنع أحدا والصحيح كما تقول المصادر ان باسيل يعتبر فرنجية مرشحا خطرا على مستقبله السياسي.

 

اشكالية الاعتراض تتكرر مع تقدم أسهم العماد جوزف عون عندما يحل الفراغ مع اعتبار كثيرين ان ترشيح قائد الجيش قد يشكل منفذا من الفراغ وعاملا مريحا خصوصا اذا ما اقترن الموضوع بموافقة وقبول الثنائي الشيعي.

 

عمليا يؤكد كثيرون ان قائد الجيش دخل نادي المرشحين الجديين في الجلسة الإنتخابية الأخيرة مع فشل المعارضة في حصد ما يكفل وصول مرشحها، والمعادلة المتعارف عليها ان كل قائد جيش مشروع مرشح جدي لرئاسة الجمهورية كما ان أداء قيادة اليرزة كان بمستوى الجيد في القيادة العسكرية والتعامل مع الأزمة اللبنانية وتداعيات الانهيار على المؤسسة العسكرية و قدرة القيادة على تعزيز مناعة الجيش الصحية والإنسانية والأمنية في مرحلة الانهيار، لكن معادلة وصول قائد الجيش الى بعبدا يتنازعها رأيان، فهناك فئة تعتبر العماد جوزف عون منافسا قويا في استحقاق ٢٠٢٢ على اعتبار ان جلسة يوم الخميس الرئاسية نقلت الترشيحات من مرحلة ترشيح ميشال معوض الى مرحلة جوزف عون حيث لن تنجح المعارضة في رفع التصويت لمعوض في جلسة الاثنين المقبل مما سيفتح الباب أمام ترشيحات أخرى ، فيما يرى فريق اخر ان حظوظ عون شبه معدومة لاعتبارات متعددة أبرزها عدم قبول باسيل بأي شكل من الاشكال ترشيحه، فالجنرال جوزف عون بالنسبة الى العونيين من المؤسسة العسكرية التي أتى منها الرئيس ميشال عون ومعلوم مدى الروابط العاطفية بين قاعدة التيار الوطني الحر والجيش مما سيؤدي حتما الى خلق حالة جديدة مؤيدة لجنرال اليرزة تشكل خطرا على شعبية التيار الوطني الحر في المستقبل خصوصا ان التيار يخشى بعد انتهاء الولاية الرئاسية الحالية من أفول العصر الذهبي للتيار، في حين ان وصول قائد الجيش الى بعبدا يعني تكرار الحالة الشعبية نفسها التي جرت مع العماد ميشال عون ومن المؤكد ان التيار لن يقبل سحب الغطاء الشعبي المسيحي من سيطرته.

 

تطول لائحة اعتراضات ميرنا الشالوحي ضد سليمان فرنجية وجوزف عون علما ان الأخير لم يكن على وفاق في السنوات الأخيرة مع رئيس التيار ولم يسايره في الاستحقاقات والتعيينات الأمنية، والمؤكد ان باسيل بدأ يتحسس الخطر المقبل بان الاستحقاق الرئاسي سيكون قريبا محصورا بأبرز منافسين له على حلبة الاستحقاق لذلك فتح النار ضد الخيارين رافضا تعديل الدستور امام وصول قائد الجيش وحيث استبق ممانعته لفرنجية بعدة حجج واعتبارات.