رئيس” التيار” المتعثّر في الداخل… جسّ نبض القطريين والفرنسيين على الطريق
ما زالت معادلة بري- ميقاتي – فرنجية صامدة، من حيث العلاقة الثلاثية الجامعة التي تقلق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، خصوصاً اذا حاول الثلاثي ضم رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” الى فريقه، وهذا ليس بمستبعد لانّ جنبلاط قابل للتغيّرات، وهذا ما يخيف رئيس “التيار” ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي تجمعه هذه المصيبة مع باسيل، خصوصاً بعد الغزل الذي وجهه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى فرنجية، حين عبّر في حديث متلفز قبل ايام عن امنيته بوصول رئيس تيار “المردة” الى رئاسة الجمهورية، والتي وصفها نائب في “الوطني الحر” بـ “الزكزكة ” السياسية لباسيل، لكنها لن تقدّم ولن تؤخر، وبالتالي لن تؤثر فيه لانّ هدفها معروف.
في السياق ولدى سؤال اوساط “التيار” و”القوات” عن إمكان تلاقي جعجع- باسيل لبحث تداعيات هذه ” المصيبة”، فضّلت اوساط الطرفين عدم الغوص في الموضوع لانه صعب التحقيق.
الى ذلك، تستمر المناكفات الرئاسية ولو من بعيد بين رئيس “المردة” ورئيس “التيار”، فالأول متفائل لانّ فريق الممانعة اوصل له الرسالة التي ينتظرها منذ زمن، وهو ترشيحه ودعمه لكن بالخفاء في انتظار الوقت المناسب لكنه قالها له ، وهذا يعني انّ الطمأنينة طرقت باب فرنجية ولم يعد متوتراً، خصوصاً انه سبق ان قام بجولة عربية وغربية بعيدة نوعاً ما عن الاضواء، وتلقى رسائل من بعض السفراء بأنه غير مرفوض حتى الساعة لدى عواصم القرار، إضافة الى انفتاح فرنسي على ترشيحه ، بحيث بدأت باريس وفق مصدر ديبلوماسي بتسويق هذا الترشيح لدى الرياض، تحت عنوان “السياسي المقبول والقادر على الاتجاه نحو الوسطية”، وافيد بأنّ المملكة العربية السعودية لم ترفضه، والدليل تلقيه دعوة لحضور منتدى الطائف الذي اقامه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري منذ فترة وجيزة ، فكان الوحيد من فريق الممانعة الذي حضر المنتدى المذكور، الامر الذي استشعر خلاله رئيس”المردة ” بأنّ المملكة راضية عنه في انتظار موافقتها على وصوله الى الرئاسة، لانها محتاجة بعد الى تطمينات اكثر في بعض القضايا المصيرية.
وعلى خط رئيس “التيار” الذي “يلعبها صح” دائماً، يستمر بجولته الرئاسية على العواصم الهامة والقادرة على مساعدته برفع العقوبات عنه، ومنها الدوحة التي زارها قبل ايام قليلة ووعدته بإجراء اتصالات مع الادارة الاميركية وبمكتب محاماة متخصّص في واشنطن، مع الإشارة الى انّ الدوحة لديها قنوات تواصل مع حزب الله، وتنسيق دائم مع باريس.
وفي هذا الاطار ما زال نواب “الوطني الحر” يلتزمون الصمت حول الزيارة القطرية، لكن احدهم اكتفى بعبارة: “الاجواء ايجابية” خلال اتصال “الديار” بعدد منهم، بعد معلومات أنّ باسيل طلب من نواب ومسؤولي “التيار” عدم التحدث عن هذه الزيارة لا من قريب ولا من بعيد.
وبعد قطر بدأ باسيل زيارته الفرنسية للغاية عينها، وفي الامس التقى بعض محازبي ومناصري “التيار” في العاصمة الفرنسية، فانتشر على الفور تسجيل صوتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مسرّب لباسيل يهاجم فيه فرنجية، اذ عتبر أنّ الحجم السياسي لرئيس تيار “المردة” يتراجع في زغرتا، فيما حجم “التيار” على العكس لانه يتوسّع اكثر فأكثر ، وقوله: “فرنجية لا يشكل خطراً علينا وقد وصلتنا ضمانات كثيرة لانتخابه، لكن ماذا سأقول لكم إن انتخبت سليمان فرنجية؟ فالمركز يحتاج الى هيبة وهل بإمكاني أن أعدكم بأنه سيحارب الفساد؟ ستقولون لي، لقد تحملنا كلّ هذا الضغط حتى تأتي بفرنجية رئيساً؟”.
وأردف باسيل: “بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية، وما منسجّل ع حالنا إنه انتخبنا حدا متل فرنجية وهيك منكون رجعنا لمعادلة الـ 1990 أي الحريري – بري – الهراوي واليوم بتصير المعادلة بري- ميقاتي- فرنجية”.
في غضون ذلك ، ثمة مراقبون سياسيون يرون في جولة باسيل بداية ملامح انفراج في ما يخص طموحه الرئاسي، لكن هنالك صعوبة في قبوله داخلياً لانّ خصومه كثر، وحليفه واحد فقط اي حزب الله، لذا يحتاج الى الكثير من الديبلوماسية ونسيان ماضيه الاليم الحافل بالتشنجات والخلافات والنكايات التي زرعها على جميع المحاور السياسية، وهو ليس رجل المرحلة بل بعيد جداً عنها، لربما يقترب منها بعد ست سنوات او اكثر.