Site icon IMLebanon

هل أحبط باسيل خطة “حزب الله”؟

 

لم يعتَدْ «حزب الله»، منذ خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، على أن يقوم أحدٌ من حلفائه «بالتشويش» على خططه السياسية: نيابياً ووزارياً ورئاسياً، وحتى في التعيينات في المفاصل الأساسية في إدارات الدولة، قام بكلّ «الهندسات» النيابية والوزارية، فشكَّل اللوائح الإنتخابية، موافقاً على المرشح الفلاني، وواضعاً الفيتو على مرشحٍ آخر… «مانَ» على هذا الحليف إلى درجة إسقاطه، في خدمة مشروعه الكبير، وكما في النيابية كذلك في تشكيل الحكومات، كانت كلّ الاوراق في يده، من إسقاط إحدى حكومات الرئيس الحريري «بالنقاط وبالضربة القاضية» في آنٍ واحد، من خلال إستقالة ثلث أعضائها، من الرابية، بالتزامن مع اجتماع الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما. «هندس» الحكومات إلى درجة أنه في إحداها، وخلال فترة التشكيل، سمَّى النائب فيصل كرامي وزيراً من حصته الشيعية، فكان عدد الوزراء السنة سبعة وزراء في مقابل خمسة وزراء للشيعة.

ترك «حزب الله» رئاسة الجمهورية شاغرة سنتين ونصف السنة، إلى أن سلّم الجميع بأن رئيس الجمهورية هو العماد ميشال عون، فكان له ما اراد، وخطط ليكون رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية هو الرئيس الذي سيخلف الرئيس عون، كيف لا و»حزب الله» هو «الآمر الناهي» الذي لا يُرد له طلب، «وتمنياته أوامر».

لكن حسابات حقل «حزب الله» لم تطابق بيدر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل: تغيّرت اللعبة، جهر «حزب الله» بأن مرشحه إلى رئاسة الجمهورية رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لم يكن ليجهر بالاسم، وبهذا الخيار، لو لم يكن «ضامنًا» أنّ حلفاءه سيسيرون فيه انطلاقاً من أنّ جميع الحلفاء «سيكون لهم فيه». الشيء الوحيد الذي لم يكن في حسابات «الحزب»، هو أن يعترض رئيس «التيار الوطني الحر» بشكلٍ قاطع وحازم وحاسم على هذا الخيار، هنا أُسقِط في يد «الحزب»، فلا هو قادر على التراجع عن خيار فرنجية، ولا هو قادر على إقناع باسيل به، بعدما استنفد كلّ محاولاته، ولا هو يملك «الخطة باء» لأنّ ترشيحه لفرنجية لم يكن مناورة.

عملياً، أحبط باسيل خطة «حزب الله» الذي لم يعتَدْ أن يضطر إلى تجرّع الكأس المرة بالتخلي عن فرنجية، وهو بالتأكيد لن يقبل بباسيل، وإلّا يكون قد طعن فرنجية، وهذا ما لا يريده ولا يقبله، وإذا اصرَّ باسيل على الترشح، فهل يقع الطلاق بينه وبين «حزب الله»؟

باسيل ليس فقط «الصهر المدلل» للرئيس السابق العماد ميشال عون، بل هو نسخة طبق الاصل عنه، من حيث نزعة الرفض لديه: في تشرين الاول من العام 1989، زار الاخضر الإبراهيمي لبنان واجتمع مع «رئيس الحكومة العسكرية» العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وعرض عليه أن يصطحبه إلى السعودية ويجتمع مع الملك فهد ويختار جميع الوزراء المسيحيين في حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وكلّ ذلك بعد موافقته على اتفاق الطائف وإجراء الإنتخابات الرئاسية. رفض العماد عون كل ما عُرِض عليه، والسبب في ذلك أنّه يريد أن يكون هو رئيساً للجمهورية.

هكذا التاريخ يعيد نفسه:

1989، العماد عون يرفض الجميع ويريد أن يكون هو رئيساً للجمهورية.

2022، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يرفض الجميع ويريد أن يكون هو رئيساً للجمهورية.

كيف سيرد «حزب الله» على «الطعنة السياسية» التي تلقّاها، وهو الذي جهر بأنه يريد رئيساً «لا يطعن المقاومة»؟