IMLebanon

باسيل في قطر متفرِّجاً لا لاعباً

 

يروي رئيس مجلس إدارة سابق، معيَّن من قِبل رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» جبران باسيل، أنه في إحدى الليالي، قرابة الحادية عشرة، اتصل به باسيل من الطائرة، وطلب منه أن يجهِّز نفسه للعب مباراة في كرة القدم، وملاقاته إلى الملعب حيث ستقام المباراة. وافق رئيس مجلس الإدارة بالتأكيد، فطلبات ورغبات باسيل لا تُرد، على رغم أنّ «أعضاء الفريق» كانوا في حال إرهاق بعد يوم عملٍ طويل، بعكس باسيل الذي يكون قد نام في الطائرة. ويتابع الراوي إنّ المباراة لا تنتهي إلا بعد أن يسجِّل باسيل هدفًا.

هذه الرواية الحقيقية، والتي ليست على الإطلاق من وحي الخيال، تعكس أمريْن: الأول ولع باسيل بكرة القدم، والثاني أنّه لا ينهي المباراة إلّا حين يسجِّل هدفًا (ويبدو أنّه في السياسة يعتمد الخطة ذاتها)، بمعنى أنه لا ينهي»المباراة» إلا بعد أن يسجِّل هدفاً.

تذكّرت هذه الرواية التي عمرها أكثر من خمس سنوات، حين شاهدتُ باسيل على مدرَّجات أحد الملاعب في قطر، وكان هذه المرة متفرِّجاً لا لاعباً، كما استوقفني «الوفد» الذي يرافقه: مدير المغتربين في وزارة الخارجية هادي هاشم، مرافقه الخاص من جهاز أمن الدولة، بالإضافة إلى نجله. الرسالة الأهم التي أراد باسيل إيصالها «إلى من يعنيهم الأمر»، أنه «cool»، على رغم كل ما يستهدفه: لا تُتعبه العقوبات الأميركية، وبالمناسبة، فإنّ أحد مستشاريه أو أحد المقربين جداً منه، كتب في موقع «التيار الوطنيّ الحرّ» الالكتروني أول من أمس ما حرفيته: «يبدأ الحديث الجِدّيّ في الرئاسة بعد رفع العقوبات عن جبران باسيل». معنى ذلك أنّه طالما هناك عقوبات على باسيل فلا إمكان لإجراء الإنتخابات الرئاسية، أي أن باسيل يربط تسهيل إجراء الإنتخابات برفع العقوبات عنه، وهو غير مستعجِل على الإطلاق، ولديه المتسع من الوقت لتقطيعه وملئه بين لبنان وقطر حيناً لتوسيطها مع الأميركيين، وحيناً آخر لمتابعة مباريات «المونديال».

هذا في الشق السياسي، أمّا في الشق الشخصي، فلم تكن لائقة منه أن يلبي الدعوة لحضور المباريات على أرض الملعب، فيما أنصاره موزعون بين مَن اشترك بسعرٍ مرتفع، ليشاهد المونديال، وبين مَن لا يملك ثمن الإشتراك. وثمة مَن يقول: لو أنّ باسيل راعى مشاعر أنصاره، قبل خصومه، لكان سجَّل «أهدافًا» سياسية بدل أن يتفرّج على تسجيل الأهداف الكروية. ثم هناك خطأ ديبلوماسي، لماذا اصطحب معه مدير المغتربين في وزارة الخارجية هادي هاشم، علما أنه ليس وزيراً للخارجية؟ ولماذا لم يأخذ معه مستشاره الخاص للشؤون الديبلوماسية طارق صادق بدلًا من هادي هاشم؟ باسيل، مع شغفه بكرة القدم، يبدو شغوفاً جداً «بكرة الرئاسة»، ولن يتخلى عنها إلّا بعد أن ينجح في هز شباك الآخرين. المباراة طويلة والتمديد لها خيارٌ لا بدّ منه في ظل التعادل السلبي. سينتهي المونديال في التاسع عشر من كانون الأول المقبل، فيما «المونديال اللبناني» يكون في أوله، وعندها يُكمِل باسيل المباريات من بيروت وليس من الدوحة.