Site icon IMLebanon

زوبعة في فنجان

 

استشاط النائب جبران باسيل غضباً في كلّ مرّة فاضل «حزب الله» باختياره الوقوف إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه برّي. استشاط غضباً من «حزب الله» يوم سُمِّيَ نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة. استشاط غضباً من «حزب الله» يوم لم يضغط على نجيب ميقاتي لاستبدال وزراء رئيس «التيار الوطنيّ الحر» جبران باسيل في الحكومة الحاليّة. استشاط غضباً من «حزب الله» في الإفطار الرمضاني يوم اختلى السيّد حسن نصرالله برئيس «تيار المردة» سليمان فرنحيّة بعد مغادرة جبران باسيل. استشاط غضباً من «حزب الله» بعد اجتماعه الاخير بالسيّد حسن نصرالله حيث فهم أنّ الأفضلية الرئاسيّة للعين الأخرى سليمان فرنجية بعد انتهاء ولاية برأسين ورئيسين ميشال عون وباسيل. وأخيراً استشاط باسيل غضباً من «حزب الله» يوم أمّن لنجيب ميقاتي، وبغياب رئيس للجمهوريّة، انعقاد مجلس وزراء بأغلبية الثلثين زائداً واحداً. هنا طفح الكيلُ وغطّى الزُبى السيلُ.

 

وبين الياس بو صعب، الذي يقترع لزياد بارود، وهاغوب بقرادونيان حليف الوزير جورج بوشكيان الذي أمّن نصاب جلسة مجلس الوزراء، بينهما ووسطهما أخذ باسيل يَشبّ ويَشتربّ، ويهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور، واتّهم المشغّلين بدعم ميقاتي الذي لم يكن ليجرؤ من تلقاء ذاته على الدعوة الى انعقاد الجلسة، واتّهم «الصادقين» بعدم الصدق، وواجههم صارخاً: أردتموها معركة وجود فلتكن، ودورنا سلاحنا، ولا تهدّدونا بالسجن والنفي والاغتيال فهذا زمنٌ ولّى، وسترون ماذا سنفعل بجلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس، وستحصدون نتائج ما زرعتم بالتخلّي عنّا والذهاب الى انتخاب رئيس جمهوريّة ليس منّا ولا نختاره نحن. جاء الخميس وعلى طريقة «يا هلا بالخميس»، أكلنا وشربنا وكأنّنا ما أكلنا ولا شربنا. مدى حبل التمرّد على المُرشد قصير. كانت زوبعة في فنجان. وعلى خطى شعار «بتحبّ لبنان حبّ صناعتو»، «بدّك تحافظ على صلاحيّات الرئيس، انتخب رئيس، هلّق».

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»