الوزير السابق النائب الحالي ورئيس التيار الوطني الحر يعبر عن مواقف يفترض ان تساهم في تحسين اوضاع لبنان السياسية والاقتصادية وهو يتجاوز البحث في استحالة تحقيق ما ينادي به.
نبدأ اولاً بالتأكيد انه لا يملك الكتلة المسيحية الاهم. فالنواب الذين انتخبوا من لائحته بأصوات المسيحيين لا يزيد عددهم عن ال6 من ال18 العدد الذي يدعيه من مؤيديه. وهو يعلم تمامًا ان ال12 نائبًا المشار اليهم انتخبوا باصوات مؤيدي حزب الله، وها هو اليوم يناقض توجهات حزب الله الرئاسية ولا يحظى بموعد لمقابلة حسن نصر الله.
يضاف الى كل ذلك ان المقترعين المسيحيين للائحة التيار الوطني الحر بلغ عددهم اقل من نصف عدد المقترعين لممثلي القوات اللبنانية.
جبران باسيل تولج وزارة الطاقة عام 2013 ومن بعده اختار الوزراء الذي تولجوا مسؤولية الوزارة واخفقوا في تحقيق اي زيادة في انتاج الطاقة بل ان معملي الانتاج اللذين انجزا في عهد رفيق الحريري وبلغت طاقتهما 900 ميغاواط انحدرت قوة انتاجهما الى 200 ميغاواط، في حين القطاع الخاص وحده انجز تركيب اللوحات الحرارية التي تسهم في تامين الطاقة وذلك بطاقة 450 ميغاواط عام 2022 وهذا الرقم مستمد من تقرير انجزه البنك الدولي حول جهود تخفيض الاعتماد على معامل انتاج الطاقة باستخدام المشتقات النفطية.
اصدرت وزارة المال الاميركية اتهامات تعتبرها ثابتة بحق جبران باسيل واكتسابه عمولات، واذا شاءت السلطات الاميركية تستطيع نشر تفاصيل معاملاته المالية وحينئذٍ لن يستطيع الترشح للنيابة.
ثانيًا، من المعلوم ان الوزير باسيل بالتعاون مع الرئيس ميشال عون دفعا المجلس الى اقرار قانون انتخابات شمل البدعة اللاديمقراطية وهي الاصوات التفضيلية التي تلغي مفهوم الديمقراطية، وها هو اليوم، وقد حاز اصوات في الانتخابات الاخيرة اقل من منافسه ومع ذلك انتخب لتمثيل البترون.
ثالثًا، انجز اتفاقًا على انشاء معمل لإنتاج الكهرباء في موقع في الشمال كان يستعمل من الجيش. والاتفاق انجز مع شركة قبرصية يونانية لانجاز معمل بطاقة 400-450 ميغاواط، والخطوات التنفيذية لم تأخذ مجراها واصدرت محكمة بريطانية تقدمت اليها الشركة القبرصية اليونانية بدعوى على الحكومة اللبنانية استنادًا الى بند التحكيم في الخلاف وخسرت الحكومة اللبنانية وفريقها من الوزراء المستحدثين ولم يكن بينهم رابط سوى اختيارهم من الوزير باسيل وآخرهم الوزير الحالي الذي يدعي انه انجز خطة للكهرباء يظهر ان امتدادها لتحسين التغذية من ساعتين الى خمس ساعات يوميًا وتخصيص 50 مليون دولار لاعمال الصيانة وهو لم يتوجه الى صيانة ثلاثة معامل في مجرى الليطاني متوقفة منذ 5 سنوات بطاقة 190 ميغاواط.
رابعًا، يطالب الوزير باسيل بمحاكمة رياض سلامة وينذر المسؤولين بعدم تمديد ولاية الحاكم وكذلك فعل ميشال عون مستندًا الى مركزه السابق، وحينما كان رئيسًا طلب من مبعوث اميركي رفيع المستوى الموافقة على اقالة حاكم مصرف لبنان في حينه اي رياض سلامة فقال له المبعوث الاميركي، لا باس شرط ان تكون انت مستعدًا للإقالة ايضًا، وقد توقف حديث الاقالة حتى بعد انتهاء ولاية ميشال عون التي تسببت دون اي شك في تهديم اسس وممارسات الحكم على الصعيد الاقتصادي.
خامسًا، يشير جبران باسيل ان حاكم البنك المركزي صادر عليه احكام في الولايات المتحدة ويجب اقصائه حتى قبل انقضاء فترة تكليفه الاخيرة بنهاية شهر تموز، وقد اصدر الاميركيون تكذيبًا لادعاءات باسيل نشر على الصفحة الاولى في افضل جريدة تصدر باللغة العربية اي جريدة الشرق الاوسط يوم السبت بتاريخ 18/2/2023.
مباشرة بعد تصريحات واتهامات جبران باسيل لحاكم البنك المركزي سافر الى قطر راغبًا في الحصول من القطريين على مساندة لمطالبه بإصدار الغاء للعقوبات المالية المفروضة عليه، ولم يستقبله اي وزير قطري وحاول ثاني يوم رجوعه مقابلة الرئيس بري حول هذا الموضوع فاعتذر منه بعد 15 دقيقة وانهى الاجتماع.
بعد بضعة ايام زار لبنان وزير الخارجية القطري وكانت قطر قد حققت انجازًا رائعًا باستقبال مباريات كاس العالم لكرة القدم، وكانت قطر قد سجلت افضل تنظيم لهذه المباريات، وزيارة وزير خارجية قطر كانت لتبليغ المسؤولين عن ان قطر لا تريد التدخل في الانتخابات الرئاسية وان كانت ترحب بانتقاء ايًا من النائب نعمة افرام او ممثل صندوق النقد الدولي في الشرق الاوسط الوزير السابق جهاد ازعور وبالتالي فهم جبران باسيل ان موقف قطر بعيد عن تبرئته مقابل الاتهامات الاميركية.
سادسًا، استنادًا لاستشعاره بأهميته في تمثيل المسيحيين، وقد اوضحنا ان هذا الاستشعار من قبله في غير محله احصائيًا وشعبيًا، اراد في تصريحاته ابعاد ترشيح حزب الله لسليمان فرنجية، وابعاد التفكير باختيار قائد الجيش وكلاً من نعمة افرام وجهاد ازعور وكل من هذين الرجلين يتمتع بمواصفات اخلاقية مميزة غابت عن تصرفات جبران باسيل. وحيث ان حزب الله ابلغ باسيل بان رئيس الحزب حسن نصر الله ليس على استعداد لاستقباله، اصبح جبران باسيل دون حلفاء سوى مع الرئيس السابق ميشال عون، وبالتالي هذا الثنائي الذي اسهم في خراب البصرة لا زال يصر على ان له موقع قيادي في لبنان. عسى ان تظهر الايام المقبلة ابعاد المصيبة التي طاولت لبنان منذ عام 2014 وتأخير انتخابات الرئيس حتى انتخاب ميشال عون الذي قال في خطاب تولجه الرئاسة ، سوف نجد لبنان بأحسن احواله بعد سنة، وهو قبل انتهاء مدة رئاسته قال ذاهبون الى جهنم.