IMLebanon

جبران باسيل «إلزم حدودك»

 

لم يكن ينقص لبنان المنهار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إلّا الانهيار الأخلاقي الذي مارسه بعض المسيحيين بسبب تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي خلال الشهر الفضيل… «هذا البعض» نسي انه يدمر البلد بسبب خلافه على موقع رئاسة الجمهورية، ولكنه تعمّد إظهار الصورة البغيضة لطائفيته وانعزاليته وميله الى التقسيم بسبب قرار لا خلفيات طائفية له… حبذا لو اجتمع «هذا البعض» رفضا لنهب أموال المودعين وانهيار الليرة والاقتصاد، وفشل الدولة، التي هم شركاء أساسيون في تدميرها، في لجم الانهيار وإنقاذ اللبنانيين…

من المؤسف حقا، ان الخلاف حول التوقيت سبّب انقساما عاموديا حادّا في البلد، التوصيف الأدق هنا، انه أشعل حربا أهلية بدون أسلحة، ولو كان، والكلام لمصادر قيادية في الثنائي «لهذا البعض» المسيحي قدرة على الحرب الفعلية لفعل… لبنان يا سادة ليس ساحة لشد عصب المسيحيين أو القيام ببطولات وهمية على حساب العيش المشترك، ولعلنا اليوم بتنا بحاجة ماسّة الى طاولة حوار لإنقاذ لبنان وإعادة ترتيب نظامه السياسي ووضع أسس جديدة للدولة ومفهومها.

للأسف، بسبب خلاف بسيط، شهدنا أبشع أنواع التطرف المسيحي في أصعب لحظة من تاريخ لبنان الحديث والقديم، ولم يلتزم «هذا البعض» المسيحي الذي يدّعي السيادة بقرارات الدولة بل شجع على التمرد عليها في سابقة لم نشهدها منذ الحرب الأهلية بتعبير أحد أبرز القياديين في الثنائي الوطني، والمهزلة هنا، ان التيار الحر الشريك الأساسي في الانقلاب على الدولة وقراراتها حاليا شريك أساسي في حكومة ميقاتي، ونحن نقول للتيار، بما انكم اعترضتم على القرار بهذه الطريقة الطائفية، فلماذا لم تنسحبوا من الحكومة التي يرأسها صاحب القرار الذي أظهركم على حقيقتكم العنصرية؟

أيضا، نقول ان مسرحياتكم البائسة لم تكن إلّا مشاهد مقيتة وبغيضة عن تخلّفكم ورجعيتكم وطائفيتكم… «تاجيل العمل بالتوقيت الصيفي ليس رجعية وتخلّف، بل الرجعية والتخلّف في خطاباتكم وتصرفاتكم وممارساتكم»…

وأضافت المصادر، إذا أردنا أن نكون منطقيين ومنصفين أكثر، فان القوات والكتائب وحتى بكركي عبّروا صراحة عن أفكارهم وأدبياتهم وطروحاتهم المعروفة مسبقا بالنسبة إلينا، ولكن ماذا عن من كانوا يدّعون بأنهم وطنيون وحلفاء، «جبران باسيل» بالاسم أنت في مقدمة هؤلاء المنبوذين من قاموس العيش المشترك، وكلمة حق تقال نقلا عن مراجع قيادية في الثنائي الوطني وصاحبة قرار في تحديد مصيرك السياسي «جبران باسيل، إلزم حدودك… رحم الله امرىء عرف حدّه فوقف عنده»… نقطة على اول السطر…

واعتبرت المصادر ان الخطاب المسيحي المتطرف لا يمكن أن يمر، من الآن وصاعدا، على المسيحيين تحمّل مسؤولياتهم بالاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية لإنهاء الفراغ وبدء تحريك عجلة المؤسسات، كاشفة، ان جهات دولية اعترضت على أداء القوى المسيحية وخطابهم الطائفي ووجهت توبيخا مباشرا لهم، معتبرة ان ما حصل ليس في مصلحة الحفاظ على حقوقهم وحماية العيش المشترك المطلوب في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة في لبنان والمنطقة.