رسائل ثلاث أساسيّة أراد النائب جبران باسيل، مِن خلال إطلالته التلفزيونيّة، إيصالها الى مَن يعتقد أنّهم اللاعبون الأساسيّون في الانتخابات الرئاسية.
– الرسالة الأولى كانت «التهليل» لـ7 أيار تاريخ «عودة الوطن إلى الوطن»، معتبراً أنّ عودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة انتصار لها، كما أنّه انتصارٌ ساهم لبنان فيه سياسيّاً. (المقصود الدور الكبير الذي قام به النائب باسيل شخصيّاً في المحافل العربيّة والدوليّة والأمميّة عندما كان وزيراً للخارجيّة، طبعاً اللبنانيّة، في الدفاع عن سوريا الأسَد).
– الرسالة الثانية كانت للأمير محمد بن سلمان والإشادة به وبدوره وإنجازاته، وبالسعودية الجديدة معه وبرؤيته المستقبليّة لكلّ المنطقة.
– الرسالة الثالثة كانت للسيّد حسن نصرالله ومفادها «أنّنا متّفقون مع «حزب الله» على كلّ استراتيجيّاته، لكن خلافنا مع «الحزب» اليوم فُرِض علينا بسبب موقفٍ اتّخذوه بعكس موقفنا». (طبعاً المقصود تمسّك «حزب الله» بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة). هذا كان لبّ المقابلة التلفزيونيّة، مغازلة القوى الثلاث التي يعتقد باسيل أنّها تُمسِك بمفاتيح قصر بعبدا. وكلّ ما عدا ذلك، بما فيه دعوته إلى التلاقي والتفاهم المسيحيّ- المسيحيّ، ما هو إلّا لإبلاغ من يعنيهم الأمر أنّه هو «بيضة القبّان» في اللعبة الانتخابيّة بعدما صنّف الآخرين بين «فريق الممانعة» و»فريق المواجهة» وكأنّه هو فريق الحلّ.
أمّا قوله «أقول لجعجع أنّنا مُلزَمون بالتفاهم على الثوابت وعلينا مسؤوليّة تاريخيّة في أن نتّفق»، فالمطلوب من النائب باسيل بدايةً، الإجابة على السؤال المركزي: هل لا يزال هو و»التيّار الحرّ» بِوارِد التعايش مع «سلاح حزب الله» ومع توحيد الساحات تحت قيادة الحرس الثوري، ومع استعمال لبنان والجنوب اللبناني كمنصّة وحيدة مستباحة تحت عنوان «المقاومة» و»تحرير القدس» و»إزالة إسرائيل من الوجود»، مع ما يستتبع ذلك من انتهاك لدستور لبنان وسيادته وحدوده ومرافقه واقتصاده، فنُكمِل في المسار الانحداري ذاته الى ما بعد بعد جهنّم؟ أمْ أنّ شيئاً في موقفه قد تغيّر؟
على جوابه يُبنى المُقتضى.
(*) «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»