IMLebanon

المعارضة تلحق بباسيل إلى باب البيت

 

لا شك في أنّ جبران باسيل يمكن أن ينال ما يريد من الحوار مع المعارضة، ثم يرتد بعد اللقاء مع وفيق صفا على كل ما تعهد به. هذا ما تدركه قوى المعارضة مجتمعة، لكن لا بأس من اللحاق بباسيل إلى باب البيت، كي تسحب منه الذرائع، وكي يصبح وجهاً لوجه، أمام استحقاق إثبات استقلالية قراره المفقود لمصلحة «حزب الله»، ذلك بعد أن تباهى لفترة طويلة بأنّ لديه مرشحاً لا يريد حرقه، ليتبين أنّ المرشح هو جهاد أزعور، وبعدما ناور على هذا المرشح لفترة طويلة، قررت قوى المعارضة أن تلتقي وباسيل على هذا المرشح، وحصل توافق على دعمه، فماذا كانت ردة فعل باسيل؟ لقد استمهل وارتبك، وطلب أن يأخذ وقتاً، ليقنع «حزب الله» بترشيح أزعور، فانكشفت نيته بأنّ قمة طموحه، أن يلعب دور ساعي البريد بين «حزب الله» وقوى المعارضة، على أن يكون «حزب الله» نقطة الانطلاق للبحث بوضعية أي مرشح رئاسي. في طريقها إلى اللحاق بباسيل إلى باب بيته، قطعت المعارضة شوطاً وراء الآخر. لم يكن وارداً لدى بعض المكونات السياسية القبول بجهاد أزعور مرشحاً رئاسياً، لكن تولى الحوار الذي أداره النائب سامي الجميل، بين باسيل وسمير جعجع، تذليل كل العقبات من جهة المعارضة، التي نسقت بين أطرافها، فكان إجماع على استراتيجية عمل، شارك فيها كل من «القوات اللبنانية» و»الكتائب» ومستقلين وتغييريين، وكتلة «تجدد» (التي كلفت المرشح الرئاسي ميشال معوض التفاوض باسمها)، ووصل الجميع إلى إحراج باسيل والقبول بمرشحه، لكن الأخير الذي لم يتوقع هذه السرعة في الاتفاق على أزعور، تراجع خطوات إلى الوراء، وقدم نفسه كوسيط بين المعارضة و»حزب الله»، وهذا ما لن تقبله المعارضة، التي سترد على باسيل بجملتين: لست وسيطاً، فتوقف عن المناورة.

 

لن تقبل المعارضة بباسيل الوسيط، فلو أرادت ان تتفق مع «حزب الله»، فلن يكون هناك حاجة للمرور بالتيار العوني، لكن ذلك ليس مطروحاً، لأنّ «حزب الله» يريد من المعارضة، أن تبصم على وصول الوزير السابق سليمان فرنجية إلى بعبدا، وهو ما تخطاه الزمن، سواء منه الفرنسي أو العربي أو الدولي.

 

لذلك المطلوب من باسيل أن يلتزم بتأييد المرشح الذي رسا عليه غربال الوساطات، وإلا يكون وكما كان متوقعاً، في موقع العجز عن تخطي الخطوط الحمر التي رسمها له «حزب الله»، ويكون فاقداً لقراره ولقدرته على المناورة، إلا بما ينحصر برفض سليمان فرنجية، من دون امتلاك القدرة على السير بالمرشح البديل، وسيكون اللقاء مع وفيق صفا تأكيداً على هذه الحقيقة التي لم تغب ولو للحظة عن بال أحد.