Site icon IMLebanon

بين الجارة والحارة

 

تضجّ الصالونات السياسيّة ووسائل الإعلام بالغوص في تحليل نوايا النائب جبران باسيل الرئاسيّة وما إذا كان لا يزال في محور «حزب الله» أم انتقل إلى صفوف معارضيه، أو إذا كان يغازل المعارضة ليُثير غيرة الممانعة، أم إذا كان يفاوض السياديّين ليرفع «سِعرَه» لدى المحور الذي بِتَمَسُّكِه بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيّه، لم يترك لباسيل إلّا بعض جوائز الترضية في حال انتظم في الصفّ.

 

وفي الوقائع، فقد أوصَلَ النائب باسيل للمعارضة استعداده بالاصطفاف معها ضدّ وصول فرنجيّة بشرط أن لا تدعم المعارضة قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهوريّة. ثُمّ انتقل باسيل إلى وضع لائحة أسماء لتنتقي منها القوى المعارضة اسماً أو أكثر للرئاسة، فيسير به. وعندما اختارت المعارضة أكثر من اسم من اللائحة المذكورة تراجع سعادته عن اقتراحه.

 

يجهد باسيل في الإيحاء أنّه أصبح يتلاقى مع القوى السياديّة على الكثير من الأمور وأنّه يُعيد حساباته ويُعيد قراءة اتفاق «مار مخايل»، لكن عندما تتمّ الإشارة له أن الحاج وفيق صفا سيزوره تتبدّل الأمور عنده ويعود الى خياره الطبيعي أي «محور الممانعة».

 

حسناً تفعل المعارضة بِتَلَقُّف مناورة أو مناورات باسيل والذهاب بها حتى باب داره لإماطة اللثام عن خلفيّاته أمام تيّاره وأمام جميع اللبنانيّين. فرنجيّة يقولها بصراحة وبثبات وعلى المكشوف إنّه في قلب «الخطّ» وفي صلب «المحور» وصديق السيّد حسن نصرالله والرئيس بشّار الأسد، وبهذه «السيرة الذاتية» يطرح نفسه لرئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة.

 

أمّا باسيل الباحث عن نقطة ارتكاز بين فريقي الممانعة والمعارضة، فهو كَمَن يخاطب «الحماة» لتَسمَع «الجارة»، والجارة في «الحارة» وهو غارقٌ في سحرها وطالبُ ودّها وباقٍ أبداً قُربها. فيا سياديّون، لا تضيّعوا وقتكم ولا تُلدَغوا من الجُحرِ مرّات ومرّات.

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»